استمرت، صباح اليوم الأربعاء، عملية
فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي أجراها النظام السوري في المناطق الخاضعة لسيطرته، أمس الثلاثاء، دون الإعلان عن أي نتائج أو مؤشرات أولية لها، وسط تأكيدات بفوز بشار
الأسد، بأغلبية ساحقة على منافسيه، بولاية ثالثة لسبع سنوات جديدة.
وأغلقت صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء بتوقيت سوريا، بعد تمديدها لخمسة ساعات إضافية، في ظل رفض عربي وغربي واسع لها، ورفض من قبل المعارضة التي وصفتها بـ"المهزلة" و"انتخابات الدم".
وذكرت وكالة أنباء النظام (سانا)، أن صناديق الاقتراع أغلقت في الساعة 12 ليلاً (الثلاثاء) بتوقيت دمشق(21)تغ، بعد تمديدها لخمسة ساعات من قبل اللجنة القضائية العليا بسبب "الإقبال الشديد على صناديق الاقتراع الذي فاق كل التوقعات"، حسب تعبير اللجنة في بيان أصدرته، واطلع عليه مراسل "الأناضول".
فيما ذكر التلفزيون السوري الرسمي، الذي تابعه مراسل "الأناضول"، أن اللجان الانتخابية بدأت فور الإعلان عن انتهاء فترة التصويت بفتح صناديق الاقتراع بشكل رسمي والبدء بعد وفرز الأصوات قبل تنظيم النتائج في محاضر رسمية تقدم من قبل اللجان القضائية الفرعية في المحافظات إلى اللجنة القضائية العليا التي تقدمها بدورها إلى المحكمة الدستورية العليا، بحسب قانون الانتخابات العامة.
وبحسب القانون نفسه فإن الذي يقوم بإعلان اسم المرشح الفائر بمنصب رئيس الجمهورية هو رئيس مجلس الشعب (محمد جهاد اللحام)، في وقت لم يتم تحديده حتى الساعة (7) تغ من فجر الأربعاء.
وأعلن النظام السوري، صباح الثلاثاء، عن فتح 9601 مركز اقتراع لاستقبال الناخبين في المناطق الخاضعة لسيطرته، قبل أن يضاف إليها عدد آخر لاحقاً بسبب الإقبال من قبل الناخبين.
وبحسب المادة 64 من قانون الانتخابات العامة، الذي اطلع عليه مراسل "الأناضول"، فإن فترة التصويت تبدأ في الساعة السابعة (4) تغ من صباح الثلاثاء وحتى الساعة السابعة مساء (16) تغ، ويجوز بقرار من اللجنة العليا للانتخابات تمديد فترة الانتخاب لمدة 5 ساعات على الاكثر في مراكز الانتخاب، وهو ما تم بالفعل.
واعتبرت جميع الأراضي السورية دائرة انتخابية واحدة يحق لأي مواطن سوري الإدلاء بصوته عبر بطاقته الشخصية في أي مكان يتواجد فيه، وذلك وفق قانون الانتخابات العامة.
وقدرت وزارة الداخلية التابعة للنظام، الأسبوع الماضي، عدد السوريين الذين يحق لهم التصويت في انتخابات الرئاسة بأكثر من 15 مليوناً داخل البلاد وخارجها، وفتحت أمام المواطنين الموجودين بالداخل 9601 مركزاً انتخابياَ تضم 11 ألفا و776 صندوق اقتراع قبل أن تضاف إليها المئات من صناديق الاقتراع التي افتتحت في عدد من المحافظات خلال ساعات التصويت اليوم.
وأقيمت الانتخابات الرئاسية في جميع المحافظات السورية عدا محافظة الرقة (شمال) التي تعد المعقل الأساسي لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو "داعش"، بحسب قرار الوزارة.
وحدّد قانون الانتخابات العامة، مقرات السفارات السورية كمراكز حصرية للاقتراع في الانتخابات للسوريين المقيمين في الخارج الذي تم في 28 مايو/أيار الماضي، و3 يونيو/ حزيران الجاري (الثلاثاء) للسوريين المقيمين داخل البلاد.
وفتحت صباح الأربعاء الماضي، نحو 40 سفارة سورية فقط أبوابها أمام السوريين المقيمين في الخارج للإدلاء بأصواتهم بانتخابات الرئاسة، بحسب إحصائية لـ"الأناضول"، وتم تمديد الفترة المخصصة للتصويت 5 ساعات إضافية انتهت في الساعة 12 مساء الأربعاء، حسب التوقيت المحلي لكل دولة، وليوم آخر في لبنان، بسبب "الإقبال الشديد"، بحسب اللجنة القضائية العليا للانتخابات.
ووصفت وسائل إعلام النظام السوري، الإقبال على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، على أنه "تسونامي انتخابي" و"زحف جماهيري" نحو مراكز الاقتراع، في إشارة إلى كثافة الإقبال.
في الوقت نفسه، قال ناشطون سوريون معارضون، إن النظام بارع في فبركة وتصوير "طوابير المقترعين" وذلك من خلال تجاربه الكثيرة في الاستفتاءات والانتخابات البرلمانية الصورية التي نظمها خلال أكثر من 40 عاماً من عمر حكم الأسد الأب (حافظ) والابن (بشار).
ورفضت دول عربية وغربية إضافة إلى المعارضة السورية، تنظيم النظام السوري لانتخابات رئاسية، ووصفتها بـ"المهزلة" و"انتخابات الدم"، كونها تنهي "آخر آمال الحل السياسي" الذي تصر المعارضة على أنه يبدأ بتنحي الأسد عن السلطة.
في الوقت الذي يقول النظام إنه نظم أول انتخابات تعددية في تاريخ سوريا، وخاضها إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد (ورث كرسي الحكم عن أبيه الراحل حافظ الأسد عام 2000)، كل من البرلماني ماهر حجار والوزير السابق حسان النوري، مع توقعات مراقبين بفوز الأسد بأغلبية كبيرة.
ومنذ مارس/آذار 2011 اندلعت ثورة شعبية ضد حكم نظام بشار الاسد، قاومها الأخير بالقمع، ما أدى لنشوب صراع مسلح بين المعارضة المدعومة من عدد من الدول العربية والغربية والنظام المدعوم سياسياً وعسكرياً من حلفائه روسيا وإيران بالشكل الرئيس.
وتقول إحصائيات للأمم المتحدة أن نحو 10 ملايين سوري من أصل عدد سكان سوريا البالغ نحو 22.5 مليوناً، نزحوا عن ديارهم داخل وخارج البلاد جراء الصراع المستمر فيها منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وقتل فيه أكثر من 162 ألفاً في إحصائية أصدرها مؤخراً المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية مستقلة ومقرها بريطانيا.