أظهر تقرير، لمركز أبحاث أمريكي شهير، وفقا لاستبيان أجراه في عدد من الدول العربية، أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك
أوباما "دعمت" نظام الرئيس
المصري الأسبق "
حسني مبارك"، في حين لم تقدم "الدعم الكافي"، لـ"محمد
مرسي".
وأشار التقرير، الذي نشره مركز زغبي للخدمات البحثية في
الولايات المتحدة، الثلاثاء، بمناسبة مرور خمسة أعوام على الخطاب الشهير الذي ألقاه أوباما في جامعة القاهرة، إلى عدم عدالة الولايات المتحدة في قضية صنع السلام الإسرائيلي-الفلسطيني.
وأظهر التقرير، أن نسبة كبيرة من العرب في المنطقة العربية، ارتأوا أن الإدارة الأمريكية الحالية، كانت فعالة بشكل كبير في عدد من قضايا المنطقة منها "إنهاء الوجود الأمريكي في العراق" و"إنهاء برنامج إيران النووي" و"تطوير العلاقات مع العالمين العربي والإسلامي".
وأبان الاستبيان أن أغلبية العرب في بلدان الاستفتاء أكدت على عدم عدالة الولايات المتحدة في قضية صنع السلام الإسرائيلي-الفلسطيني.
وأبدى غالبية من تم استطلاع آرائهم قليلا من الثقة في التزام الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، حيث اعتبرت نسبة كبيرة من العرب أن أكبر العوائق التي تواجه تحقيق عملية السلام في المنطقة هو استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية، والتدخل الأمريكي في المنطقة.
كما قال أغلبية المشاركين في الاستبيان إن الولايات المتحدة دعمت بشكل كبير نظام الرئيس المصري الأسبق "حسني مبارك" الذي أطاحت به ثورة 25 يناير في عام 2011، ولم تقدم الدعم الكافي لـ"محمد مرسي"، أول رئيس مصري منتخب بعد الثورة ، فيما انقسمت الآراء بخصوص الحكومة الانتقالية في مصر.
وأضاف التقرير أنه، فيما شهد الاستبيان الذي أجراه المعهد "موقفاً سلبياً من السياسات الأمريكية في العالم العربي"، إلا أنه شهد كذلك تغيراً طفيفاً في تحسن النظرة إلى الولايات المتحدة في بعض الدول العربية، وزيادة في دعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما في جميع تلك الدول.
وأشار التقرير إلى أن ما بين 60-83% من الذين شملوا بالاستبيان، أكدوا على ضرورة محافظة بلدانهم على علاقات طيبة مع الولايات المتحدة.
بينما أكدت الأغلبية على أنه، وبرغم أن الرئيس الأمريكي لم يحافظ على هذه العلاقات، فعلى الأقل فإنه يحاول جهده، حيث احتلت دول السعودية والإمارات ومصر، مركز الصدارة في قائمة إعطاء الإدارة الأمريكية الحالية أفضل تقييماتها.
وأوضح التقرير الذي أصدره المركز، أن الاستبيان الذي شمل فلسطين والمغرب ومصر والأردن ولبنان والسعودية والإمارات أن عددا كبيرا ممن تم استطلاع آرائهم، اعتبروا الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون (1993-2001) أكثر الرؤساء الأمريكيين إيجابية في علاقاته مع البلدان المشاركة بالاستبيان في التاريخ المعاصر.
واحتل الأمريكي السابق جورج بوش الابن (2001-2009) المرتبة الأدنى، فيما انقسمت الآراء عند سؤال العينات عن الرئيس الحالي باراك أوباما.
وعلى الصعيد السوري فقد أظهر المشاركون في الاستبيان تفضيلاً كبيراً لدعم الولايات المتحدة لحل تفاوضي للأزمة السورية، ودعم أكبر لمساعدة اللاجئين السوريين، حيث رفضت الأغلبية في جميع البلدان التي تنتمي إليها شرائح الاستبيان أي تدخل عسكري، كما رفضوا تزويد المعارضة بالأسلحة.
وذكر التقرير أنه على الرغم من الدعم القوي للعرب لمفاوضات الولايات المتحدة مع إيران لتحجيم البرنامج النووي الإيراني، إلا أن الاستبيان أظهر ثقة قليلة بنجاح هذه المفاوضات، وثقة قليلة أنها تجلب أي منفعة للدول العربية.
كذلك أشار التقرير إلى وجود انحدار كبير في ثقة العرب بالتزام الولايات المتحدة بإنشاء ديمقراطية في الشرق الأوسط.
يذكر أن "مؤسسة زغبي" العالمية هي شركة أمريكية خاصة تعنى بالدراسات والبحوث التسويقية واستطلاعات الرأي، تأسست عام 1984، وتعتبر أبحاث الشركة واستطلاعاتها مرجعا للعديد من وسائل الإعلام والحكومات والتنظيمات السياسية، وتقوم بعمل أبحاثها واستطلاعاتها في أكثر من 70 بلدا حول العالم، ويوجد مقر الشركة الرئيسي في نيويورك، و لها مكاتب في فلوريدا وواشنطن ودبي.
وأجرت الشركة هذا الاستبيان بمناسبة مرور خمسة أعوام على الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الرابع من حزيران/ يونيو 2009، في قاعة الاستقبال الكبرى في جامعة القاهرة بالعاصمة المصرية، وشاركت جامعة الأزهر في الإعداد للحدث.
وكان الخطاب وفاءً بوعد من أوباما أثناء حملته الانتخابية بأن يوجه رسالة إلى المسلمين من عاصمة إسلامية في أشهره الرئاسية الأولى، بهدف تحسين العلاقة بين أمريكا والعالم الإسلامي، التي ساءت كثيرًا أثناء فترة رئاسة سلفه جورج بوش الابن.