علقت صحيفة "
واشنطن بوست" على تصريحات زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، يوم الجمعة، ودعوته الولايات المتحدة الاعتراف بأن الرئيس بشار
الأسد قد ربح الحرب في
سوريا، حيث دعا الحكومة الأمريكية لقبول النظام السوري؛ من أجل تسوية لإنهاء الحرب التي مضى عليها أكثر من ثلاثة أعوام.
وفي خطابه الذي نقل عبر الفيديو، دعا الولايات المتحدة للحوار مع النظام السوري، إذا أرادت أن تكون جزءا من الحل.
وتزامنت تصريحات نصر الله التي جاءت بمناسبة إعلان فوز الأسد في الانتخابات السورية التي جرت يوم الثلاثاء، مع تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي جون
كيري، والتي اقترح فيها إمكانية لعب حزب الله -المصنف كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة- دورا في تحقيق "تسوية مشروعة" إلى جانب إيران وروسيا.
وتقول الصحيفة إن حزب الله أرسل مقاتليه لسوريا لمساعدة نظام الأسد، والدور المحوري الذي لعبوه في تأمين بقاء الأسد بالسلطة، وحديث كيري هو اعتراف بهذا الدور.
ولكن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إدغار فاسكويز علق على تصريحات كيري بالقول إنه لا يُقصد منها تغير في الموقف الأمريكي الداعم للمقاتلين، أو موقفها الداعي لمستقبل سوري بدون الأسد.
وقال فاسكويز "لا زلنا نواصل دعم المعارضة المعتدلة ونبذل الجهود لتحقيق انتقال سياسي حقيقي"، مضيفا أن "تعليقات نصر الله لا قيمة لها مثل الانتخابات التي جرت في سوريا".
وتمضي الصحيفة بالقول إن الأسد لم يستبعد إمكانية الحوار مع الولايات المتحدة، ولكنه اشترط أن تبادر هي للحوار مع الأسد. ومع أنه لم يذكر اسم كيري لكن نصر الله لم يترك أي مجال للشك أنه كان يعلق على ما قاله كيري، شاجبا الموقف الأمريكي وتصريحات وزير الخارجية التي وصف فيها الانتخابات السورية بأنها مجرد "صفر"، وقال نصر الله إنها "صفر ضخم وكبير" و"لم تكن صفرا للملايين من السوريين الذين صوتوا فيها".
واعتبر نصر الله -مثل إيران- أن الانتخابات أكدت الدعم الذي تحظى به الحكومة السورية، وبطريقة أخرى فشل عملية جنيف، حيث قال إن "نتائج الانتخابات تعني أنه لا يوجد حل يقوم على جنيف، لأن أي حل يدعو لرحيل الأسد الذي أعاد السوريون انتخابه غير ممكن".
ومن وضع نصر الله شرطين يسمح من خلالهما للولايات المتحدة وحلفائها المشاركة في تحقيق تسوية في سوريا، "الأول هو الاعتراف بشرعية الانتخابات، أما الثاني فهو التوقف عن دعم المعارضة.
ودعا نصر الله في النهاية هذه المعارضة للاستسلام، مشيرا إلى أن مصيرهم سيكون مثلهم لو قرروا مواصلة القتال.