افتتح اليوم في العاصمة
الدنماركية كوبنهاجن أول
مسجد بمئذنة في البلاد يحمل اسم "خير البرية"، والذي شيد ضمن مركز ثقافي إسلامي يحمل اسم ممول إنشائه وهو أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
جاء افتتاح
المركز الإسلامي والمسجد بحضور رسمي قطري وغياب رسمي دنماركي، وذلك بعد بعد 9 سنوات على قضية الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة "يلاندس بوستن" الدنماركية عام 2005 وأثارت استياءً واسعا في العالم الإسلامي.
وقالت وكالة الأنباء القطرية إن غيث بن مبارك الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية القطري افتتح في كوبنهاجن اليوم مركز حمد بن خليفة الحضاري والذي يعد أول مركز ثقافي إسلامي في الدنمارك .
وأنشئ هذا المركز – بحسب الوكالة- على نفقة أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ويديره المجلس الإسلامي الدنماركي.
واعتبر الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في كلمة ألقاها في حفل الافتتاح أن هذا يوم مشهود من تاريخ العلاقات بين العالم
الاسلامي ومملكة الدنمارك .
وقال "إن افتتاح مركز حمد بن خليفة الحضاري يعد ترجمة فعلية لرغبة أكيدة في التعارف عبر عنها الطرفان من خلال مناسبات عديدة في تاريخ مملكة الدنمارك والعالم الإسلامي".
وبين أن قطر وقيادتها تساهم بفعالية تامة في كل المبادرات الإيجابية للحوار بين الثقافات والحضارات والتعارف بين الشعوب.
وأكد على أن قطر تفخر بدعمها لهذا المشروع الحضاري وتتطلع أن يكون هذا المركز جسرا لبناء الثقة ومنارة لتحقيق التعارف بين الدنمارك والعالم الإسلامي .
وأوضح أن هذا المركز الحضاري يترجم الوعي بأن الحضارة الإسلامية قد التمست من حضارات الامم السالفة أفكارا حية ورسمت افقا استوعب أعراقا مختلفة وأديانا متباينة وألسنة متعددة .
وأكد وزير الأوقاف القطري على أن الأهداف التي سيحققها مسجد خير البرية ومركز حمد بن خليفة الحضاري ستبني جسورا من الوفاق بين الدنماركيين المسلمين وغير المسلمين.
وأعرب عن أمله بانجاح هذا الصرح وتجاوز آثار الصور السلبية التي ارتسمت مطلع هذا القرن وكانت محط توتر بين الدنمارك والعالم الإسلامي .
وأهاب بمسلمي الدنمارك بأن يجعلوا المسجد والمركز منارة للتعارف مع كل مكونات المجتمع الدنماركي وجسرا للتواصل بين الدنمارك والعالم الإسلامي .
وبين أنه ان على باقي الدنماركيين بكل معتقداتهم الدينية التعاون مع المسلمين وإقامة جسر التعاون والحوار.
وعقب افتتاح مسجد خير البرية، أقيمت فيه أول صلاة ، كما وضع وزير الأوقاف القطري حجر الأساس لبناء مدرسة مجاورة لهذا المركز.
حضر حفل الافتتاح خالد بن فهد الخاطر سفير دولة قطر لدى مملكة هولندا وعدد من كبار المسؤولين من وزارة الأوقاف ولايف بوس نائب رئيس مجلس القساوسة بالدنمارك .
وسبق أن كشف مسؤولو الدولة في الدنمارك عن رفضهم المشاركة في افتتاح أول جامع يحوي مئذنة بالدنمارك، حيث زعم بعضهم عدم وجود الوقت الكافي، فيما قال آخرون إنهم لا يريدون المشاركة في افتتاح جامع قامت دولة قطر بتمويل بنائه.
وبحسب المعلومات الواردة، أُرسلت دعوات للعديد من المسؤولين رفيعي المستوى في الدولة للمشاركة في الافتتاح الرسمي للجامع في 19 حزيران/ يونيو الجاري بالعاصمة، حيث ضمت قائمة الرافضين للمشاركة ممثلي العائلة الملكية، ورئيس بلدية كوبنهاغن، إضافة إلى زعماء الأحزاب.
بدورها ربطت صحيفة "يلاندس بوستن" وفقاً لبحث أجرته، عدم حضور بعض المسؤولين للافتتاح، لعدم وجود الوقت الذي يمكنهم من الحضور، مضيفةً أن البعض الأخر رفض المشاركة في افتتاح الجامع –الذي بلغت تكلفة بنائه نحو 20 مليون يورو- مبررة ذلك بأن أمير قطر قام بتمويله، إضافة إلى أن المسؤولين عنه مقربون من جماعة الإخوان المسلمين.
ورفض المجلس الإسلامي ادعاءات الصحف الدنماركية بوجود علاقة بينهم وبين جماعة الإخوان المسلمين، حيث قال المتحدث باسم المجلس "محمد الميموني" في بيان له، إنهم يتفهمون في المجلس عدم حضور المسؤولين إلا أن عدم وقوف السياسيين الدنماركيين بجانب المسلمين في يوم سعيد كهذا أمر محزن".