أعلن خالد
مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية
حماس، أن حركته ليس لديها معلومات بشأن اختفاء ثلاثة
مستوطنين مجندين من إحدى مستوطنات مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وقال مشعل في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية، مساء الاثنين، "إن هناك ثلاثة مستوطنين مجندين في جيش الاحتلال فقدوا حسب الرواية الإسرائيلية ولا أحد تبنى أمرهم حتى الآن، وإثبات أو نفي قضيتهم متعلق بالمعلومة، ونحن ليس لدينا معلومة عما جرى. لا ننفي ولا نؤكد".
وأضاف أنه "لو صح أن الذي جرى للمستوطنين الثلاثة هو عملية أسر فلسطينية، فبوركت أيدي من أسرهم لأن هذا واجب فلسطيني تفرضه ضرورة إطلاق سراح الأسرى وتدفيع الاحتلال ثمن المعاناة الفلسطينية".
واستبعد أن يكون اختفاء المستوطنين الثلاثة "مسرحية إسرائيلية" لتحقيق مكاسب سياسية داخلية وخارجية، قائلا: "لا يجرؤ أي إسرائيلي مهما كان موقعه أن يغامر بالنفسية الإسرائيلية وأن يغامر بتوتر الأمن الحساس الذي قامت على أساسه إسرائيل".
وأكد أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يحتاج إلى ذريعة للتصعيد ضد الشعب الفلسطيني.
ونفى مشعل إعطاء الضوء الأخضر لكتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) لتنفيذ عمليات أسر جنود خلال خطابه الأخير الشهر الماضي، قائلا: "حماس حركة كبيرة وكل عنصر فيها يعرف واجبه داخلها، والقيادة في حماس لا تقول افعلوا ولا تفعلوا، ولكن هناك سياسات واضحة مفادها أن المقاومة هي خيارنا للتحرير والعودة وكتائب القسام تعرف واجبها".
وقال إن "خلايا المقاومة داخل فلسطين لا تحتاج إلى تعليمات مشفرة للقيام بواجبها الوطني تجاه الأسرى، والذي أعطى الشيفرة هو نتنياهو الذي تجاهل معاناة الأسرى وهود القدس وزاد الاستيطان".
وتابع بأن "حماس لا تسعى للحرب ولا تذهب إليها ولا تريدها، ولكن إن فرضت عليها فستعرف كيف تتصرف وسيعرف العالم من الذي سينتصر".
وفي السياق ذاته، قال مشعل إن تهديدات نتنياهو بتوجيه ضربات لحركة "حماس" وتقديم أدلة بمسؤوليتها عن
خطف المستوطنين الثلاثة، "لا تخيف حماس".
وفيما يتعلق باستنكار الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحادثة خطف المستوطنين، وتحذيره بمعاقبة الجهة المنفذة للعملية، قال مشعل: "لا يصح ذلك من أي مسؤول فلسطيني كبر أم صغر. ومن غير المعقول أن يحذر بعضنا بعضا أو يلوم بعضنا بعضا. والأصل هو الشعور بالفخر في حال ثبت قيام فصيل فلسطيني بعملية الخطف".
وأشار إلى أن جميع اتفاقيات المصالحة الفلسطينية أكدت على "تجريم نقل معلومات للاحتلال عن المقاومة"، والتمسك بكافة أشكال المقاومة، وضرورة العمل من أجل تحرير الأسرى باعتبار ذلك واجبا وطنيا، بالإضافة إلى العمل على تشكيل جبهة وطنية موحدة لمقاومة الاحتلال وتشكيل مرجعية سياسية.
وأكد تمسك حركة حماس بالمصالحة الوطنية الفلسطينية، قائلا: "كانت المصالحة قبل اختفاء الجنود ضرورة وطنية، وبعد العملية باتت أكثر ضرورة لمواجهة العدوان الإسرائيلي".
وأدان موقف الولايات المتحدة من حادثة اختطاف المستوطنين. وقال: "لا يجوز لدولة عظمى كالولايات المتحدة أن تكيل بمكيالين، وعليها أن تتحمل مسؤوليتها وأن لا تنحاز للاحتلال الإسرائيلي".
ولفت مشعل إلى أنه التقى مع العديد من الوفود الأجنبية الأوروبية والأمريكية التي تضم مسؤولين سابقين وحاليين، وقال إنهم يعترفون بالحق الفلسطيني ويتضامنون مع الشعب الفلسطيني.