علق محرر الشؤون الدولية في صحيفة "
الغارديان"،
إيان بلاك، على الغارات الجوية التي قامت بها الطائرات السورية ضد مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش)، وذلك بعد فترات طويلة من تجنب القصة لمواقع التنظيم، بخاصة في مدينة الرقة.
ورأى بلاك أن عمليات القصف هي بمثابة رسالة من النظام السوري -المتهم بتفريخ وتربية تنظيم "داعش" في سجونه والتعاون معه- تعبر عن خوفه من "إنجازاته"، على حد قوله.
ويقول الكاتب إن الغارات الجوية على القائم والرطبة ومعبر الوليد ترافقت مع هجمات مماثلة هذا الشهر على الرقة والحسكة ودير الزور.
ويضيف أن المسؤولين في دمشق نفوا بشدة إرسال طائرات لداخل الحدود العراقية "من أجل الحفاظ على المظهر والحرص على حماية سيادة الأراضي السورية مع أن الحدود لم تعد سوى خطا في الرمال أو في الهواء".
ويرى الكاتب أن الهجمات قد "تؤدي لنهاية ما نظر إليها علاقة متبادلة، ولكنها انتهازية بين حكومة دمشق العلمانية وحركة مسلحة غير متسامحة".
ويعتقد الكاتب أن "داعش" الذي أصبح "يعتمد على نفسه في التمويل والتسليح"، بات يشكل تهديدا على النظام، وليس رصيدا، "فهدف إقامة خلافة إسلامية قد يؤدي لتفكيك الدولة السورية الحديثة"، على حد قوله.
وتابع: "عندما قام النظام السوري بالإفراج عن مئات من السلفيين المتشددين في عام 2011 و2012 كان الهدف الرئيسي هو تمتين روايته عن التهديد الإرهابي الذي تواجهه
سوريا، فالنصر في الحرب الدعائية كان يعني منع الدول الغربية من دعم المعارضة السورية المعتدلة، وإحداث انقسام داخل صفوف المعارضة نفسها".
ويشير بلاك إلى الشكوك التي حامت حول "داعش" الذي "خاض معارك دائمة مع الجيش السوري الحر، ولم يستهدف من قوات النظام إلا نادرا، وهو ما يدعو للشك".
ويقول: "العثور على دليل يظل بعيدا، لكن لا أحد يشك في دور المخابرات السورية التي اخترقت الجماعات المتطرفة".
ويتحدث الكاتب عن "الاتهامات التي ظهرت في الأشهر الأخيرة عن قيام داعش وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة بيع النفط والغاز الطبيعي للنظام، مع أن المشككين في هذا يقولون إن هذا يعكس اقتصاديات الحرب وليس مؤامرة شريرة".
وعن الهجمات الأخيرة التي قامت بها الطائرات السورية يقول الكاتب إنها "لا تزال غير واضحة مع أن التواطؤ كان واضحا في هجمات سابقة.. فقد غادر المقاتلون ثكنة عسكرية في الرقة قبل 24 ساعة من الغارة، وفي دير الزور كانت الطائرات السورية تحلق في الأجواء مما يقترح تعاونا مع النظام العراقي".
ويرى الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن الهجمات هذه ما هي إلا خدعة من أجل بناء تعاون مع المجتمع الدولي بعد الكشف عن علاقة
الأسد السرية مع "داعش".
ولكن الكاتب يقول إن "التفسير الأقرب هو أن التطورات الأخيرة دفعت الأسد للتعامل مع داعش بطريقة أكثر جدية، فالتعاون التكتيكي مع عدو خطير ربما انتهى".