أشارت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها إلى خطة
أوباما لمحاربة الإرهاب والتي ذكرها في خطابه في أيار/ مايو في وست بوينت حيث قال إن أمريكا ستعتمد بشكل أقل على الجنود الأمريكيين وتستخدم بدلا من ذلك جيوشا محلية يدربها الجيش الأمريكي في تلك البلد.
ثم قال التقرير إن هذا النهج والذي يهدف إلى تجنب حروب دموية مثل تلك التي قامت به الولايات المتحدة في
العراق اصطدمت بالواقع في العراق حيث عم تمرد جهادي فتاك نفس الميادين التي قتل فيها آلاف الجنود الأمريكيين.
فسقوط أجزاء كبيرة من العراق بأيدي المسلحين والذي ساعد في حصوله انهيار الجيش العراقي الذي دربته أمريكا أذهل البيت الأبيض وكشف حدود السياسة التي تعتمد على تعاون شركاء هم في العادة مترددون وليسوا كفؤا.
وبينما قامت الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (
داعش) بإعلان الخلافة من شرق سوريا إلى وسط العراق، يكافح البيت الأبيض لصدهم بخطوات يعترف المسؤولون في الإدارة الأمريكية بأنها ستأخذ شهورا أو أطول من ذلك لتكون فاعلة.
وتضيف "في ويست بوينت تحدث أوباما عن أمله في إنشاء "شبكة من الشراكات في جنوب آسيا والساحل. والواقع الفوضوي الذي نشهده في العراق يتوقع أن يتدهور أكثر. وستضطر الولايات المتحدة التي يقيدها تعب الشعب من الحروب إلى الاعتماد على البدائل للقيام بما كانت تقوم به هي بنفسها وهذا يحتاج إلى صبر".
وتقول "أعلن أوباما الأسبوع الماضي خطة لإنفاق 500 مليون دولار لتدريب وتسليح الثوار السوريين، ولكن البنتاجون بدأ بوضع خطة تفصيلية للبرنامج ويقول المسؤول إنها ستأخذ شهورا بل ربما أكثر من سنة قبل أن يصبح المقاتلون جاهزين".
وبحسب روبرت فورد السفير الأمريكي السابق في سوريا فإن "موارد الدولة الإسلامية تتنامى بشكل أسرع من عملية إقرار المنح في واشنطن".
وفي العراق يواجه البنتاغون شهورا من العمل لإعادة بناء القوات العراقية المهشمة، والتي دربتها على مدى عقد بتكلفة 25 مليار. كما أن جهود الإدارة الأمريكية للضغط على العراقيين بتشكيل حكومة وطنية شاملة تعثرت بسبب الخلافات الطائفية العميقة في البلاد.
واعترف المسؤولون في البيت الأبيض أن تطبيق سياسة أوباما ستأخذ وقتا، ولكنهم أشاروا إلى أجزاء أخرى من الشرق الأوسط حيث نشرت الولايات المتحدة قوات الاستجابة السريعة من الطائرات بدون طيار والقوات الخاصة والأدوات الاستخبارية.
وقال بنجامين رودس، نائب مستشار الأمن القومي: "بناء شركاء قادرين هو حل على المدى الطويل .. ولكن كما أثبتنا في أماكن كاليمن والصومال إذا كنا بحاجة لملء فراغات بفعل أمريكي مباشر ضد أي تهديد إرهابي، فنحن على استعداد لفعل ذلك".
ولم يستبعد أوباما القيام بتوجيه ضربات جوية لمواقع المتطرفين في العراق وسوريا ولكن هذا قد يجلب مشاكل سياسية من الكونغرس المتشكك والشعب الأمريكي المنهك. كما أن فعالية الضربات الجوية مشكوك بها، خاصة أن داعش اختلطت مع أطياف المعارضة الأخرى.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي يوم الخميس: "سيكون من الصعب التمييز بينهما إن نحن قررنا توجيه ضربات جوية".
و تزيد المكاسب التي حققتها داعش من إلحاح الوضع بسيطرتها على الموصل والأسلحة والذخيرة التي غنمتها من الجيش المنسحب كما أنهم شددوا من هجومهم في سوريا فاحتلوا إقليم دير الزور الغني بالنفط.
ويقول المسؤولون في البيت الأبيض إن أوباما توقع تهديدات مثل داعش في خطابه في أيار/ مايو في وست بوينت حيث تحدث عن المتطرفين المنتمين إلى القاعدة اللامركزية والذين يعملون كل في بلده.
وبحسب ستيفن سايمون الذي خدم في مجلس الأمن القومي خلال ولاية أوباما الأولى فإن رد فعل أوباما الحذر يبدو مقدرا ليتناسب مع طبيعة التهديد. وبالرغم من تقدمهم السريع في البداية إلا أن داعش منعت من دخول بغداد علي يد القوات العراقية والميليشيات الشيعية.
ويقول مسؤولو الإدارة الأمريكية إن الأزمة العراقية لم تغير سياساتها تجاه سوريا لأن الهدف كان دائما هو تجهيز الثوار لمحاربة المجموعات المتطرفة بالإضافة لقوات بشار الأسد. ولم يتخل البيت الأبيض عن هدفه بإزالة بشار الأسد من الحكم، لكنهم يقرون بأن الخطر الذي تشكله داعش هو أكبر.
وقال مسؤول كبير المستوى اشترط عدم ذكر اسمه: "أنت بحاجة للتعامل مع التهديد الملح وإلا فإن التهديدات الأخرى لا معنى لها".
ولمساعدة العراق صد داعش قام أوباما بإرسال أجهزة التجسس والمراقبة للعراق وقال إنه سينشر 300 مستشار عسكري لتقييم وضع الجيش العراقي.
وقال جيمس دبيك الجنرال المتقاعد الذي درب الجيش العراقي عام 2007 بأن بعض الوحدات يمكن تأهيلها سريعا للقيام ببعض المهاد ضد داعش ولكنها تحتاج لشهور لتدريبها للقيام بهجوم معاكس مستمر.
وهناك عقبات مماثلة أمام نشر قوات معارضة سورية مقاتلة، مع أن هناك جهودا كبيرة تقوم بها هيئة الأركان الأمريكية والقيادة المركزية في هذا المجال، فقد كانت هناك دعوات لتدريب 3— مقاتل سوري معارض على مدى الاثني عشر شهرا القادمة، حيث سيتم هذا التدريب في أكثر من بلد بالإضافة للأردن - حيث تقوم وكالة الاستخبارات المركزية بتدريب عدد بسيط من الثوار – مثل تركيا وبعض دول الخليج.