خرج رتل يضم مئات المقاتلين على متن عشرات السيارات من مدينة
سرمين في
ريف إدلب متجها إلى
حلب لمساعدتها في مواجهة النظام، لكنه ما لبث أن تحول هذا الرتل شرقا ليلتحق بتنظيم "الدولة الإسلامية" (
داعش) في
الرقة.
وكانت مصادر إعلامية قد نقلت عن مجموعة من الكتائب المقاتلة في ريف إدلب أنها سترسل تعزيزات تضم مئات المقاتلين لمؤزارة جبهة حلب بعد سيطرة النظام السوري على مدينة الشيخ نجار الصناعية، على المدخل الشمالي الشرقي للمدينة، وهو ما من شأنه أن يقطع طريقا رئيسية لإمداد الثوار في المدينة، ما طرح تهديدا جديا بإمكانية حصار المدينة. لكن الثوار تمكنوا من استعادة المبادرة وسيطروا على كتيبة حفظ النظام بالقرب من السجن المركزي.
واستغل "
لواء داود" بقيادة
حسان عبود هذه الحالة، حيث قام بإخلاء مقراته في سرمين وسار في أكثر من 130 سيارة وعربة مدفع باتجاه حلب، لكنه غير طريقه فجأة ليصل لاحقا إلى الرقة، معقل تنظيم داعش الرئيسي في سوريا.
وكان عبود قد قدم ولاءه لداعش من قبل، لكنه مع بدء عملية إخراج التنظيم من حلب وريف إدلب قبل ثلاثة أشهر، أعلن وقوفه على الحياد. وقبل ذلك كان جزءا من "ألوية صقور الشام" وبات يعمل منفردا قبل أن ينضم لجيش الشام التابع للجبهة الإسلامية، بحسب ما أوردته مصادر إعلامية
سورية معارضة. وقد أعلن جيش الشام فصل اللواء واتهمه بمخالفة ميثاق تشكيل الجيش.
واتهم لواء داود سابقا بالتآمر مع داعش في خطف قائد أحد الألوية، وهو أنس الزير قائد لواء يوسف العظمة في سرمين، بعد اجتماعه مع حسان عبود الذي كان يوالي داعش سرا حينها. وقال نشطاء إنه لم يتم توجيه الاتهام إلى حسان عبود آنذاك بحجة "درء الفتنة".
من جهته، ذكّر إعلامي سوري أنه أجرى لقاء مع عبود سابقا حيث تحدث حينها عن قبوله بالدولة المدنية، لكنه تراجع في مقابلة أخرى عن هذا الأمر، واعتبر ذلك "غير جائز شرعا".
وكتب الإعلامي محمد ضياء صابوني على صفحته على الفيسبوك: "في أواخر عام 2012م، أجريت اتصالاً على الهواء مباشرة مع زعيم ميليشيا لواء داود في إدلب، السيد حسان عبود، على قناة شدا الحرية، ولأنني كنت أشك منذ ذلك الوقت في أجندة هذا اللواء وأيديولوجيته وعقيدته وأولوياته في الثورة السورية؛ فقد سألته عن شكل الدولة التي يتمنون قيامها في سوريا؟ فأجاب بأن شكل الدولة سيختاره الشعب! فأعدت صيغة السؤال: حتى لو كان خيار الشعب "دولة مدنية" مثلاً؟! فأجاب بأنهم لن يعارضوا خيار الشعب!".
ويضيف صابوني: "وبعد ذلك الاتصال بأربعة أشهر، أصدر زعيم ميليشيا لواء داود بياناً مصوّراً تراجع فيه عن كلامه، واستغفر الله.. بل وأكّد أن ما قاله في اتصاله معي في قناة شدا على الهواء مباشرة كان مجرد "تورية" ظنّها جائزةً شرعاً، على اعتبار أن الحرب خدعة".
وفي المقابل، قال ناشطون إن مجموعة من مقاتلي لواء داود رفضوا "مبايعة" داعش، وأعلنوا تشكيل لواء جديد تحت اسم "لواء سيف الإسلام" وانضموا إلى "جيش الشام".
وقال بيان باسم اللواء الجديد إنه تم تعيين علي نوح قرعوش قائد للواء، وتعيين أحمد طفش قائدا عسكريا.
ميدانيا، وفي هذه الأثناء، سيطر الثوار في حلب على كتيبة حفظ النظام قرب السجن المركزي شمال حلب، وهو ما يعرقل مساعي النظام لقطع أحد الطرق الرئيسية بعد استعادة السيطرة على السجن ثم على المدينة الصناعية التي تستمر المعارك في أطرافها بعدما دخلت قوات الأسد إلى غالبية أقسامها، وقرى مجاورة لها.