دعت فعاليات من حساسيات مختلفة بالمغرب إلى التظاهر على امتداد التراب تعبيرا عن الإدانة والاستنكار الشديدين للمجازر التي يقترفها الاحتلال
الإسرائيلي بعدوانه على قطاع
غزة، منذ فجر الاثنين الماضي، مخلفا حتى الآن 40 شهيدا ومئات الجرحى جراء تنفيذ أزيد من 160 غارة جوية.
كما وجهت ذات الفعاليات (يسارية قومية وإسلامية) كل تحايا "الإكبار والصمود البطولي"، للمقاومة بمختلف فصائلها، وأيضا لعملياتها النوعية وغير المسبوقة تجاه كيان الاحتلال التي وصفته بالسرطاني، منددين في الوقت ذاته بالموقف الدولي المنقسم بين داعم ومتفرج وبالموقف العربي الموسوم بالتخاذل حسب تعبير الهيئات ذاتها.
وفي هذا الصدد، ندد رئيس الحكومة
المغربية عبد الإله
بن كيران، بالعدوان المتكرر على قطاع غزة، مستنكرا ما تتعرض له فلسطين المحتلة من تهديدات متصاعدة بسبب سياسات التهويد والاستيطان المستمرة والمتزايدة.
ودعا المسؤول الحكومي في تصريح تلفزيوني في وقت متأخر من ليل الثلاثاء الأربعاء، إلى مواصلة تعبئة الدعم للقضية الفلسطينية واليقظة اللازمة لمواجهة كل الاعتداءات التي تستهدف الشعب الفلسطيني، وكذا مخططات التطبيع، مذكرا في هذا الصدد بكون القضية الفلسطينية قضية وطنية مقدسة بالنسبة للمغاربة.
وضمن سياق الإدانة، قالت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، التابعة لجماعة العدل والإحسان، في بيان حصل "عربي21" على نسخة منه، "إن التصعيد الخطير على قطاع غزة المحاصر أصلا والاعتقالات التي تطال سكان الضفة، والتهويد المستمر للمسجد الأقصى، يشكل اختبارا حقيقيا للعالم العربي والإسلامي تجاه معاناة طويلة لشعب بأكمله راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والأسرى والمبعدين، في انتهاك واضح لكل الأعراف والمواثيق والمؤسسات الدولية الصورية".
ودعت الهيئة المغربية المختصة في قضايا الأمة، في البيان ذاته، كافة الفصائل الفلسطينية للتوحد في مواجهة العدو الصهيوني، كما دعت الجامعة العربية والمؤسسات الدولية لتحمل مسؤوليتها فيما يقع للشعب الفلسطيني، ودعت أيضا الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته.
في نفس السياق، عبّرت كل من المبادرة المغربية للدعم والنصرة والمبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان المقربتين من حركة التوحيد والإصلاح، عن سخطهما الشديد اتجاه الجرائم البشعة واللاإنسانية التي يرتكبها الصهاينة في حق قطاع غزة، وعموم فلسطين المحتلة.
وعبرت المبادرتين وفق بيانهما المشترك الذي حصل "عربي21" على نسخة منه، عن مناصرتها للمجاهدين الصائمين في غزة، مطالبين المقاومة بالضرب بكل ما أوتيت في عمق كيان العدو لردعه عن الاستمرار في عدوانه التتري بحق الشعب الفلسطيني.
ودعت المبادرتان المدنيتان، السلطة الوطنية الفلسطينية إلى وقف مسلسل "الهزال التفاوضي العقيم والتنسيق الأمني الخياني مع أجهزة العدو والاصطفاف إلى جانب القوى المقاومة التحررية للدفاع عن فلسطين".
كما أنهما طالبتا الدولة المغربية "بأن تقف الموقف الذي تتطلبه المرحلة باتخاذها إجراءات على الصعيد الدولي للمطالبة بمعاقبة الكيان الصهيوني، ومحاكمة قادته الإرهابيين أمام المحاكم الدولية".
وبدعوة كل من مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين المحتلة، والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني وفرع "بي يدي إس" بالمغرب، ينتظر أن يخرج آلاف المغاربة للتظاهر بمدن مختلفة عبر ربوع الوطن، خاصة بالرباط التي ستشهد تنظيم وقفة شعبية احتجاجية تنديدية على الاجتياح العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة، وذلك مساء الجمعة المقبلة ليلا أمام البرلمان.
في هذا الإطار، دعت مختلف الهيئات المشار إليها آنفا، إلى الحضور بكثافة للوقفة الشعبية أمام البرلمان، وأهابت بكل أطياف المجتمع المدني المغربي وقواه الحية العمل على تنظيم وقفات واعتصامات وأشكال نضالية شعبية بالمدن والقرى المغربية في نفس التوقيت، والاستمرار في الحراك الشعبي الداعم لمقاومة وجهاد الشعب الفلسطيني.
يشار إلى أن المجتمع المدني بالمغرب يعد من أنشط الفعاليات بالمنطقة العربية في مناصرة قضايا الأمة، وهو الحراك الذي أثمر مبادرة فريدة بصياغة مقترح قانون لتجريم التطبيع مع الصهاينة صيف العام الماضي، تبنته ثلاث فرق بالبرلمان من الأغلبية والمعارضة، وهو المقترح الذي تطالب ذات الفعاليات بضرورة الإسراع في المصادقة عليه وتفعيله عمليا على أرض الواقع.