أقر الأمين العام لحزب
العدالة والتنمية المغربي عبد الإله بن كيران، أن الإعلام الحزبي بصفة عامة ليس ناجحا، وأن ما يزعجه هو صحافة الكذب والبهتان، مخاطباً صحفيي بلده بالقول "إن مستقبلكم رهين بمصداقيتكم"، جاء ذلك خلال حوار خاص به موقع حزبه نشر الخميس.
وأضاف الرجل الأول بحزب المصباح، أنه لا يستطيع أن يدعي أن إعلام حزبه كذلك ناجحا مائة بالمائة وقال: "لا أدري ما الذي ينقصنا حتى لم نتمكن من وضع الأصبع على مكامن الخلل، فإعلام العدالة والتنمية مر بمراحل كثيرة قياسا بالوسائط الإعلامية المستقلة وكان له وقع". وأكد أنهم في بداية الطريق وأن إعلام حزبه من المفروض أن يعكس موقعه كمتصدر لتدبير الشأن العام معلقا "أظن أننا لم نرصد لذك الإمكانيات الكافية ماديا وبشريا وهذا مطلوب في المستقبل".
بن كيران، عبر عن انزعاجه من البهتان معلقا "هناك صحافة تكذب مع كامل الأسف، أظن أن أيادي خفية ونوايا جد سيئة تحركها" كما أشار إلى أن الأمر الثاني الذي يزعجه هو النقد غير الموضوعي الذي يصل حد التشهير، ويتكئ على أخبار صحيحة لتأويلات غير صحيحة.
وخارج هذا يضيف، ابن كيران في الحوار ذاته، "أقدر كثيرا من ينتقدونني ويحافظون على الموضوعية وأقرأ لهم".
زعيم حزب الأغلبية الذي تعرف علاقته بعدد من المنابر الصحفية توترا، خاطب صحفيون بلده بالقول، "صدقوني مستقبلكم رهين بمصداقيتكم، يمكن أن تُستغلوا اليوم وتكذبوا على رئيس الحكومة، أو على غيره وتكسبوا بعض المال، لكن إنكم تقتلون مصداقيتكم وتساهمون بطريقة سلبية في تراجع مجتمعكم".
وشدد رئيس الحكومة المغربية، على أنه بمقدار ما سيحترم الصحفيون مسؤوليتهم الكبيرة سيتقدم المجتمع، "لأنهم قد لا يكونون واعيين أن ما يكتبونه تكون له في بعض الأحيان نتائج سيئة للغاية على الأشخاص والهيئات والمجتمع".
وفي سؤال بالحوار ذاته عن تقدم الحكومة في ورش الإعلام والصحافة، علق ابن كيران، على إنجازات حكومته في هذا المجال بالقول، إن منطق التيسير يفيد بأنه لا يمكن إخراج أكثر مما أخرجناه، مؤكدا على أهمية أن يقوم الإعلام بأدواره الحقيقية باعتباره عنصرا مهما من عناصر تقدم المجتمع.
وعن علاقة الصحفي بالسياسي أكدت الفاعلة الإعلامية فاطمة الإفريقي، في تصريح لـ"عربي21" أن العلاقة تكون متشنجة عادة وتعرف انعدام الثقة بين الطرفين، وأن هذا الجو يسود غالبا في مجتمعات تنعدم فيها الديمقراطية الكاملة وسيادة القانون.
وشددت الأستاذة بالمعهد العالي للصحافة والإعلام بالدار البيضاء (وسط المغرب) أن الصحفي والإعلامي عموما ينبغي أن يحافظ دائماً على مسافة بينية وبين مختلف السلط وأيضاً مسافة عن جماعات المال واللوبيات وأصحاب المصالح خاصة في ظل نظام يتسم بالتسلط.
مقدمة البرامج والمنتجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، قالت في التصريح نفسه، إن أحد أسباب تشنج العلاقة بين الصحفي والسياسي تعود لضعف التواصل خاصة من طرف السياسي وأيضاً بسبب ضعف أو غياب انسيابية المعلومة مما يدفع بعدد من الصحفيين إلى نشر الإشاعة أو نشر أخبار غير موثوقة منها.
عضو المكتب التنفيذي لجمعية "الحرية الآن"، أكدت على أن الصحفي مطالب بعدم نسيان دوره الأساسي في حماية الديمقراطية والدفع في اتجاه الانتقال الديمقراطي، وتنبيه السلطات المختلفة إلى منزلقاتها والتجاوزات التي يمكن أن تصدر عنها أو عن الفاعل السياسي.
الإفريقي، شددت على أن كل ما سبق لا يعني أن الصحفي فوق القانون، فهذا الأخير تتابع المتحدثة عليه ألا يتخذ من مهنة نبيلة مدخلا للمس بالأخلاقيات التي تؤطر عمله، كما لا ينبغي له الاختباء وراء حرفة الإعلام الشريفة لممارسة أمور تسيء للمهنة، مشيرة إلى أن الرصد لما ينشر يؤكد وجود صحفيين متحاملين على بعض الأسماء وتمس بالأشخاص وأشرفهم وحياتهم الخاصة.
يذكر أن ابن كيران أكد لأكثر من مرة استهدافه المباشر وتجربة حزبه والحكومة التي يقودها من طرف أكثر من منبر ورقي وإلكتروني بل بما فيها القناة الثانية الرسمية "دوزيم" لكنها نصبت نفسها بشهادة مختلف المتتبعين ضد تجربة العدالة والتنمية، كما يسجل بشكل يومي تقريبا بيانات توضيحية تصدرها مختلف المؤسسات الحكومية اتجاه أخبار مختلفة تنشر بمنابر صحفية بعينها.