نشر المركز الفلسطيني للإعلام تحت عنوان "الاحتلال يبحث عن انتصار على الورق بعد هزيمته بالميدان" مستعرضا ما نشرته صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية حول المأزق الذي أقحم فيه الكيان المحتل نفسه، وبات يبحث لنفسه عن مخرج، لوقف الخسائر التي مني بها جيشه بقتل خيرة جنوده وأفضل قادته على يد المقاومة الفلسطينية في
قطاع غزة.
ونقل عن صحيفة "هآرتس" العبرية أن "إسرائيل باتت بالفعل تبحث عن طريقة للخروج من هذا المأزق الذي لم تتمكن حتى اللحظة من حسم نتائجه لصالحها، أو حتى ترجيح الكفة لجانبها".
ووفقا للصحيفة فإن أحد الخيارات المطروحة هو سيناريو شبيه بسيناريو الخروج من عدوان عام 2006.
وبحسب "هآرتس"، فإن "إسرائيل" تهدف بمساعدة حلفائها إلى "تحويل
التوازن الميداني القائم" إلى انتصار سياسي، حيث تتداول الحكومة الصهيونية نسخ سيناريو وقف عدوان عام 2006 بصيغة فلسطينية، بحيث يتم استصدار قرار من مجلس الأمن يضمن تحقيق الأهداف التي عجزت حكومة الاحتلال وجيشها عن تحقيقها بالقوة العسكرية.
وقال تقرير للصحيفة إنه "بعد أسبوعين من الحرب، فإن وقف إطلاق النار لا يبدو في الأفق، والجهود الدبلومسية التي يشارك بها الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا والنرويج والأمين العام للأمم المتحدة وعدد من الدول الأوروبية لم تفض إلى صيغة لإنهاء الحرب، بل العكس هو الصحيح، فإن كثرة الطباخين أفسدت الطبخة".
وتتابع الصحيفة بأن "إسرائيل واقعة في مصيدة، فحماس ترفض وقف إطلاق النار، وانتهى لقاء رئيس الدائرة السياسة لحركة حماس، خالد مشعل، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في الدوحة بالفشل، حيث رفض مشعل معظم مقترحات عباس".
وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة باتت تدرك أن ما كان في الماضي لم يعد ممكنا اليوم، وتقول "إن وزراء في الكابينيت وموظفين كبارا باتوا على قناعة في الأيام الأخيرة بأن السيناريو الذي اعتادوا عليه، وهو إجراء مفاوضات غير مباشرة مع حماس بوساطة مصرية والتوصل في نهاية المطاف إلى صفقة لوقف إطلاق النار، لم يعد فعالا ولا يعمل هذه المرة، وأنه ينبغي البحث عن خطة بديلة للخروج من الحرب، خطة من النوع الذي تجد حماس صعوبة في رفضه".
وتضيف الصحيفة أن "إحدى الأفكار المتداولة في المنظومة الأمنية ووزارة الخارجية، وفي أوساط خبراء في معاهد أبحاث على صلة بمكتب رئيس الحكومة ووزير الأمن، هي إعادة استنساخ سيناريو الانسحاب من حرب لبنان الثانية".
وبحسب الأفكار المتداولة، فإن "إسرائيل تبادر مع الولايات المتحدة وحليفات أخريات في العالم، وبالتنسيق مع مصر والسلطة الفلسطينية والجامعة العربية، إلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة شبيه بقرار 1701 الذي أنهى حرب عام 2006".
وتضيف الصحيفة أن قرار 1701 لم ينه الحرب فحسب، بل حقق أهدافا سياسية لـ"إسرائيل"، كتعزيز سيطرة حكومة لبنان في الجنوب، وفرض عزلة على حزب الله في الساحة الدولية، وإخلاء جنوب لبنان من الصواريخ والأسلحة الثقيلة، ونشر قوات دولية على الحدود مع فلسطين المحتلة. منوهة إلى أن قرار 1701 كان امتدادا لقرار 1559 الذي أقر قبله بسنوات والذي دعا إلى نزع سلاح حزب الله وباقي الفصائل المسلحة.
وتضيف الصحيفة أن المبادئ ذاتها يمكن أن تخدم أهداف "إسرائيل" السياسية في اليوم الذي يلي الحرب.
وتقدم الصحيفة نصائح للحكومة الصهيونية حول البنود التي يجب أن يتضمنها القرار، وتقول: "يجب أن يتضمن قرار مجلس الأمن لإنهاء الحرب في غزة المبادئ التالية:
1- أن يحدد بأن الحكومة الشرعية في قطاع غزة هي حكومة السلطة الفلسطينية الخاضعة للرئيس محمود عباس. ويلزم ذلك "إسرائيل" بالتعامل مع حكومة الوحدة.
2- إعادة نشر قوات الأمن الفلسطينية في غزة على طول الحدود وفي المعابر.
3- تشكيل آلية لنزع الصواريخ والسلاح الثقيل وتدمير الأنفاق في قطاع غزة، وإرسال بعثات من الأمم المتحدة للمراقبة.
4- أن تقوم "إسرائيل" بإجراء تغييرات جوهرية في سياستها على المعابر الحدودية مع قطاع غزة، خاصة ما يتعلق بعبور الأشخاص والبضائع بين غزة والضفة.
5- رفع
الحصار البحري عن قطاع غزة، وإقامة ميناء جديد تحت رقابة قوات الأمن الفلسطينية.
وتلفت الصحيفة إلى أن "قرار 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية لم يكن كاملا، وكان بنيامين نتنياهو من أشد منتقديه، كما أن أجزاء كثيرة منه لم تطبق حتى اليوم، لكنه منح "إسرائيل" مكاسب سياسية ودعائية هامة، وساهم في عزلة حزب الله، كما أن قرارا مماثلا في غزة لن يطبق بشكل كامل، وحماس ستعترض بالتأكيد لكن في وضعها سيكون من الصعب أن تقول لا، خاصة إذا ما حصل القرار على دعم الجامعة العربية ومنظمة الدول الإسلامية"، على حد زعمها.
وتختم بالقول: "هذا حل بعيد عن الكمال لكن باقي الاحتمالات أسوأ منه".