قال الكاتب
الإسرائيلي جدعون ليفي إن الحرب على
غزة كلها
كذب وتضليل نتيجة وكان بالإمكان عدم اللجوء للحرب لو غيرت إسرائيل سياستها تجاه الفلسطينيين.
وأوضح ليفي بمقالته في صحيفة "هآرتس" الأحد والتي حملت عنوان "حرب تضليل في 2014" أن إعلان إسرائيل أنه لم يكن هناك خيار غير الحرب كان أول تضليل خصوصا "أننا أوقفنا المفاوضات وخرجنا لحرب شاملة ضد حماس في الضفة الغربية على إثر اختطاف المستوطنين الثلاثة ومنعنا صرف الرواتب لموظفي غزة بالإضافة لمعارضة حكومة الوحدة".
وأشار إلى أن التضليل الثاني كان "الحجة بانتهاء احتلالنا لغزة فحين نتخيل أرضا محاصرة سكانها سجناء، تصرف دولة أخرى جزءا كبيرا من شؤونها من تسجيل السكان إلى اقتصادها مع حظر الخروج والحد من الصيد، وتطير في سمائها وتجتاح أرضها مرة بعد أخرى أوليس ذلك احتلالا؟".
ورأى الكاتب أن ادعاء أن الجيش الإسرائيلي بأنه يفعل كل شيء لمنع قتل المدنيين تضليل آخر مضيفا "لقد تجاوزوا الألف قتيل الأول، وإن جزءا كبيرا منهم على نحو مخيف من الأولاد الصغار وأكثرهم مدنيون؛ مع أحياء سُويت بالأرض و150 ألف لاجئ لا يدع لهم الجيش الإسرائيلي أي مكان آمن يهربون إليه إن كل ذلك يجعل هذا الادعاء ليس أكثر من فكاهة مرة".
وأضاف الكاتب "صحيح أن ساسة الغرب ما زالوا يرددون أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها لكن الجثث المتراكمة واللاجئين اليائسين يهيجون العالم ويبغضون إليه إسرائيل وربما يجرفون الساسة المناصرين لإسرائيل".
وقال إن الحرب أظهرت "بلادة شعب إسرائيل وعدم إحساسهم بمعاناة الطرف الآخر فلا يوجد شيء من الرحمة ولا قليل من الإنسانية ولا عطف على الألم الذي يصيب سكان غزة".
وأشار إلى أن "الصور المخيفة التي تأتي من غزة تتابع هنا بين تثاؤب وفرحولا يستحق شعب يسلك هذا السلوك المديح الذي يمنحه لنفسه. لأنه لا يوجد ما يمكن التأثر به حينما يقتلون في غزة ولا يهتمون في تل أبيب لذلك".
ورأى الكاتب أن "أم كل التضليل والفكاهة هو كثرة الترداد بأننا نشن حربا عادلة، يتسلل الظن في أن الصارخين أيضا عندهم شكوك وإلا ما كانوا يصرخون بهذا القدر ولا يناضلون الأصوات المفردة التي تحاول أن تقول شيئا مختلفا، لأنه كيف يمكن تسويغ حرب كان يمكن منعها، وكيف يمكن الانتشاء بعدالتها مع صور الفظاعة من غزة. قد تكون الارض تحترق ايضا تحت اقدام اعضاء هذا الجوق الذي يسوغ الحرب. وقد يدركون هم ايضا أنه ستنكشف الصورة الحقيقية بعد أن تضع المعارك أوزارها. لأن الحال كذلك دائما في حروب التضليل، وهكذا سينتهي الامر ايضا في حرب "2014.