عاش سكان قطاع
غزة الليلة الماضية واحدة من اشد الليالي سخونة وخوفا ورعبا سواء في تكثيف الغارات وتركيزها أو سقوط العدد الأكبر من الشهداء والجرحى وتدمير المنازل والمؤسسات والمساجد.
ومع بداية الليلة بدأت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة شرق قطاع غزة والبوارج الحربية المتمركزة في عرض البحر غرب القطاع، والطائرات الحربية التي تجوب الأجواء بعمليات قصف مركزة وبشكل كبير محدثة أصوات انفجارات قوية.
ومن شدة القصف أصبح المواطنون لا يفرقون نوع هذا القصف هل هو من المدفعية أو الطائرات أو البوارج أو المكان المستهدف.
فمجرد أن يتصل رجال المخابرات الإسرائيلي على أصحاب أي منزل من المنازل لنسفه يطلب منهم إخلاء هذا المنزل يتبعه بعد ذلك بصاروخ من طائرة استطلاع على المنزل للإنذار بإخلائه.
وبعد خمس دقائق من هذا الصاروخ تغير طائرات حربية مقاتلة من نوع "اف 16" على المنزل المذكور وتسويه بالأرض.
وفور إنذار هذه العائلة يبدأ جيرانها بإخلاء منازلهم حتى لا تقع إصابات في صفوفهم جراء هذا القصف الذي يتسبب بدمار على بعد كيلو متر، ويظلون ينتظرون أن يتم نسف المنزل للعودة إلى منازلهم.
قصف مركز
وبدأت هذه الليلة بقصف سطح منزل في خان يونس حيث استشهد على الفور ثلاثة فلسطينيين وأصيب عدد آخر بجراح تلا ذلك عملية قصف مركز لكافة أحياء ومناطق القطاع وذلك باستخدام قذائف المدفعية الثقيلة والتي وصلت إلى المناطق المأهولة وسط القطاع، مع إطلاق قنابل إنارة لترعب المواطنين.
وبعد القصف المدفعي بدأت طائرات الاحتلال بقصف المنازل بشكل كبير حيث دمرت أكثر من عشر منازل في كافة أنحاء القطاع خلف ذلك سقوط خمسة شهداء العشرات الجرحى.
وارتكبت قوات الاحتلال بعد ذلك المجزرة الأولى في بلدة جباليا وذلك حينما قصفت بالمدفعية والطائرات منازل المواطنين وسط البلدة حيث استشهد جراء ذلك 18 فلسطينيا وأصيب العشرات.
إبادة عوائل
وكان معظم الشهداء من عوائل البطش وحمودة وعبد ربه حيث تم إبادة عائلات كاملة مسحت بالكامل من السجل المدني، جلهم من النساء والأطفال.
وبعد مجزرة جباليا الأولى قصفت طائرات الاحتلال ديوان ال الاسطل غرب مدينة خان يونس حيث استشهد جراء ذلك تسعة فلسطينيين وأصيب عدد آخر بجراح تم نقلهم الى مشفى ناصر الحكومي.
وما بين مجزرة جباليا الأولى والاسطل كان سقوط عدد من الشهداء في استهدافات متفرقة في رفح وغزة مع تركيز القصف لا سيما على المناطق السكنية.
ومع بزوغ الفجر وبحسب شهود عيان فان الاحتلال استهدف النازحين في مدرسة "أبو الحسين" في مخيم جباليا بعشرات قذائف المدفعية الثقيلة موقعها أكثر من عشرين شهيدا وخمسين جريحا وصلوا تباعا إلى مشفى كمال عدوان.
قصف مساجد
كما تم استهداف مقر البنك الوطني الإسلامي في مدينة غزة، ومسجد خليل الوزير على شاطئ بحر غزة، ومسجد البشير في مخيم جباليا، ومسجد السوسي في مخيم الشاطئ غرب غزة.
وعلى وقع هذا القصف والغارات وسقوط المزيد من الشهداء والجرحى لا يعرف الفلسطينيون هل ستكون هذه الليلة الأخيرة من العدوان ام سيعيشون ليلة اخرى من الرعب والخوف ولسان حالهم لم يعد أمانا ما نخسره بعد هذا العدد من الشهداء والجرحى والدمار ليتحملوا المزيد من هذا العدوان حتى يتم تحقيق مطالبهم العادلة التي تحملها المقاومة برفع الحصار ووقف العدوان.
ويتعرض قطاع غزة ومنذ الاثنين (7|7) لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 1255 فلسطينييًا وأصيب الآلاف من الفلسطينيين، وتم تدمير مئات المنازل، وارتكاب مجازر مروعة.