الطفل محمد الذي أصيب بشلل إثر قصف الاحتلال - الأناضول
ما أن تدلف إلى قسم جراحة الأطفال في مجمع الشفاء الطبي، بمدينة غزة، حتى تشعر بأن مأساة حقيقية أصابت قطاع غزة، وجعلت أعداداً كبيرة من أطفاله حبيسي أسرَّة العلاج.
فهناك، تدرك أن الصواريخ والقنابل التي تلقى على غزة في إطار الحرب الإسرائيلية، الممتدة منذ 7 تموز/ يوليو الماضي، لا تفرق بين أحد، وأن الأطفال كانوا من أبرز أرصدة بنك الأهداف لآلة الحرب.
ولا تكاد تجد سريراً فارغاً في أي غرفة في قسم جراحة الأطفال بمجمع الشفاء (كبرى مستشفيات قطاع غزة)، فكلها عليها جرحى أطفال، مثل الغرفة التي يرقد فيها محمد موسى (12 عاماً)، والتي بالكاد تتسع إلى ثلاثة أسرة تحتضن أطفالاً مصابين بجروح متفاوتة.
ولكن جروح موسى، كانت أصعبهم بعد أن أصابت شظية صاروخ إسرائيلي العمود الفقري، وبترت النخاع الشوكي، وجعلته غير قادر على تحريك ساقية بتاتاً.
وهذا ما يثير مخاوف والده منير موسى (37 عاماً) على مستقبل نجله.
ويجلس منير على كرسي بجانب نجله محمد، ويسند رأسه بواسطة يده، ومع كل نظرة جديدة إليه، يعتصر الألم فؤاده خوفاً على حياة طفله بعد أن أصيب بالشلل.
ويقول، "خرج محمد من البيت في أول أيام العيد، ليلعب مع أصدقائه، وبعيد قليل قصفت مجموعة من الأطفال في مخيم الشاطئ (غربي مدينة غزة).. وكان هو من بينهم".
ويضف بحزن، "كان محمد يحلم أن يكون معلماً، والآن لا أعرف كيف سيكون مستقبله. لقد أصبح مقعداً بسبب الحرب". وفي كل حرب إسرائيلية على غزة، يشكل الأطفال أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى.