أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "
يونيسيف"، أن أكثر من 400 طفل فلسطيني استشهدوا منذ بدء
العدوان الإسرائيلي على قطاع
غزة، وأن نحو 400 ألف آخرين أصيبوا بصدمات نفسية، ويواجهون مستقبلا "قاتما للغاية"، على حد تعبيرها.
وقالت بيرنيل إيرنسايد التي ترأس إحدى المكاتب الميدانية للمنظمة الأممية في قطاع غزة، إن إعادة بناء حياة الأطفال ستكون جزءا من جهد أكبر بكثير لإعادة بناء القطاع بمجرد أن يتوقف القتال بصفة دائمة، وفق قولها.
وأضافت إيرنسايد متسائلة: "كيف نتوقع أن يهتم الآباء ومن يرعى الأطفال بأبنائهم، وأن يقوموا بتربيتهم بطريقة إيجابية وتنشئتهم عندما يكونون هم أنفسهم غير قادرين على الحياة كبشر؟ هناك أناس فقدوا كل أفراد العائلة في ضربة واحدة، فكيف يمكن لمجتمع أن يتعامل مع هذا؟".
وأشارت المسؤولة الأممية خلال مشاركتها في مؤتمر صحفي عقد الأربعاء، في جنيف، إلى استشهاد 408 طفل فلسطيني منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بتاريخ 7 تمو/ يوليو الماضي، أي ما تشكّل نسبتهم حوالي 31% من العدد الإجمالي للشهداء الفلسطينيين جرّاء العدوان الإسرائيلي، موضحة أن أكثر من 70% من الأطفال الشهداء تقل أعمارهم عن 12 عاما.
وأضافت: "إنه شيء غير عادي أن تعيش في هذه الأوضاع وأن تبقى على قيد الحياة، وأن تشهد استخدام أسلحة مدمرة بطريقة غير معقولة تقوم بتقطيع أوصال الناس بعمليات بتر وتشويه مروعة وتمزق الناس إربا أمام عيون الأطفال وأمام الوالدين أيضا"، وفق تعبيرها.
وبحسب معطيات "يونيسيف"، فإن نحو 373 ألف طفل فلسطيني في قطاع غزة، أصيبوا بصدمات نفسية مباشرة، وهم بحاجة إلى عملية إعادة
تأهيل نفسي واجتماعي، مضيفة "هذه المهمة ضخمة للغاية، وتتضمّن جهدا لا يُعقل القيام به بالنسبة لحجم الفرق التي وصلت بالفعل على الأرض، لكن بالطبع نحن ملتزمون بالسعي للقيام بهذا العمل على مدار الأشهر والسنين التي يحتاجها إنجاز ذلك"، كما قالت.
ولفتت إلى حجم الدمار الهائل الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية في إمدادات الطاقة الكهربائية التي تسببت بمشاكل كبيرة أهمها تفاقم وضع إمدادات المياه "بشكل خطير" من خلال وقف تشغيل منشآت ضخ المياه، الأمر الذي نجم عنه توفّر كمية محدودة للغاية من المياه التي تستخدم لغايات الشرب، في حين لا توجد كميات كافية من المياه لاستخدامها لأغراض صحية، الأمر الذي ينذر بمشاكل صحية كثيرة، وفق المسؤولة الأممية.