اعتبر دبلوماسي وباحث صهيوني بارز دولة
قطر أكبر تهديد يواجه "إسرائيل"، مشدداً على أن سياساتها تدلل على أنها أخطر بكثير من "إيران".
وقال إيلي أبيدار، الذي عمل ممثلاً لإسرائيل في قطر في تسعينيات القرن الماضي إنه لا يجوز التركيز على الخطر الإيراني، محذراً من أن العالم سيكتشف قريباً أن قطر تمثل أكبر تهديد لاستقرار المنطقة والعالم بفعل دعمها للحركات الإسلامية "المتطرفة".
وفي مقال نشره موقع صحيفة "معاريف" الجمعة، قال أبيدار، الذي عمل كمستشار سياسي لرئيس الوزراء الصهيوني الأسبق أرئيل شارون: "لقد تحولت الدوحة إلى عاصمة المتطرفين الإسلاميين، وقطر تقوم بتمويل
حماس وطالبان، ولا تتردد في حث حماس على مواصلة الحرب على إسرائيل".
واتهم أبيدار الولايات المتحدة بدعم قطر لاعتبارات اقتصادية وعسكرية، محذراً من أن "تسامح" الولايات المتحدة تجاه قطر، يمكن أن يفضي إلى خسارتها موطئ قدمها في الشرق الأوسط.
وأضاف: "حرصت قطر على عدم ممارسة الضغط على حماس لوقف إطلاق النار خلال الحرب، يعكس في الواقع حقيقة أن هذه الإمارة تحولت إلى أكبر مصدر لعدم الاستقرار في المنطقة بواسطة الملايين التي تدفعها لمجموعات متطرفة، علاوة على توظيفها بث قناة الجزيرة"، معتبراً أن "موقف الدوحة والجزيرة من الحرب يمثل فقط جزءاً من المشهد".
ويعزي أبيدار ما يصفه بالتحول الذي طرأ على سياسات قطر -من دولة معتدلة تتطلع للغرب إلى حليف للمنظمات الإسلامية المتطرفة على حد قوله- إلى تولي الأمير
تميم بن حمد آل ثاني لمقاليد الأمور في البلاد، مشيراً إلى أن الأمير تميم هجر سياسة "التوازنات" التي اتبعها والده.
وأضاف أن إسرائيل باتت تدرك طابع الخطر القطري، في حين أن "الأمريكيين نائمون، لأنهم يعملون بعكس دينماكية الأمور في الشرق الأوسط، ويراهنون على اللاعبين غير المناسبين".
وشدد أبيدار، الذي يعتبر أحد أبرز الباحثين في مجال الاستشراق في تل أبيب أن سياسات قطر في عهد الأمير تميم تأثرت بتدين الأمير الشديد، مشيراً إلى أن الأمير عمل في صغره في مجال الدعوة الإسلامية.
وذكر أبيدار أن الأمير تميم قام في صغره بجولات في أرجاء أفريقيا في مسعى لدعوة الأفارقة للإسلام، مدعياً أن هذه الحقيقة تدلل على أن التحولات في السياسة الخارجية القطرية تنبع من دواع أيدلوجية دينية، وتعكس "تطرف" الأمير.
وعد أبيدار أن قناة "الجزيرة" تعد "السلاح الهجومي الأبرز"، الذي تملكه قطر، مشيراً إلى أن أنماط تغطية القناة خلال الحرب على قطاع
غزة خدمت بشكل واضح وصريح المقاومة الفلسطينية.
وفي محاولة تدليله على أن قطر أصبحت أكثر خطراً من إيران، أشار أبيدار إلى أن حركة "الجهاد الإسلامي" التي يعتبرها ممثلة إيران في قطاع غزة تبدو أكثر "اعتدالاً" من حركة حماس، التي تدعمها قطر، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي ترحب به حركة الجهاد الإسلامي بالدور المصري في الوساطة مع إسرائيل، فإن "حماس" تشدد بفعل الدور القطري، حسب زعمه.