أطلق النظام السوري حملة لاستمالة عشائر تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" (
داعش) في
دير الزور، حيث ألقت طائرات النظام منشورات تمتدح هذه العشائر وتدعوها لتكون مع "الجيش"، رغم أنها سبق أن قاتلت قوات بشار
الأسد قبل مجيء داعش.
وكانت عشائر
الشعيطات قد بدأت اشتباكات مع عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي سيطر على كامل أراضي دير الزور الشهر الماضي. وقد أجبرت المعارك العنيفة التي اندلعت مجددا "داعش" على الانسحاب من عدة قرى في ريف دير الزور الشرقي.
واندلعت المعارك بعدما اشترط التنظيم على أهالي المنطقة تسليم أسلحتهم، وهو ما رفضوه خشية من تكرار ما حصل في المناطق الأخرى، حيث تم إخراج الأهالي من قراهم عقوبة لهم على مقاتلة التنظيم.
وجاء في أحد المنشورات التي رمتها طائرات النظام السوري: "يا عشائر دير الزور الكرام.. يا أهلنا في كل قرية من قرى دير الزور الغالية! تاريخكم مشرف ويشهد لكم بأنكم حاربتم الاستعمار الفرنسي والعثماني.. واليوم تسجلون صفحة ناصعة ومشرفة في تصديكم لعصابات داعش التي تسرق وتنهب الممتلكات وتستبيح العرض والأرض".
وجاء في المنشور أيضا: "كونوا واثقين بأن الجيش معكم ويقدم لكم كل الدعم لسحق عصابات داعش وأعوانها، حتى يعود تراب الوطن الطاهر لأهل ولأبنائه" حسب ما جاء في المنشور.
وفي منشور آخر، حمل عنوان "رسالة من الجيش العربي السوري إلى رجال العشائر الأبطال الذين يشهد لهم التاريخ في وادي الفرات"، حاول النظام السوري الإيحاء بأن العشائر التي تقاتل داعش لا ترفض النظام أيضا، قائلا: "لكم من جيشكم الاحترام والتقدير على ما أبديتم من بطولات ندعوكم لمتابعتها، يناديكم جيشكم". وأخذ المنشور بلهجة عامية يعدد أسماء العشائر في المنطقة، ليختم بالقول: "يا أهل الشرف.. اليوم يوم الحمية.. يوم الثأر للدماء الزكية.. ترى الوطن من أقصاه إلى أقصاه معجب بأفعالكم.. اليوم يومكم.. رعاكم الله وحماكم وجيشكم بإذن الله ومن معاكم".
لكن يبدو أن لمحاولات نظام بشار الأسد استغلال المعارك ضد داعش أثر عكسي، إذ إن العشائر التي تواجه التنظيم الآن كانت منخرطة ضمن الجيش الحر والفصائل الأخرى التي سبق أن أخرجت قوات النظام السوري من ريف دير الزور، لا سيما أن إلقاء المنشورات المشار إليها ترافق مع قصف جوي على هذه المناطق، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين.