قال
الخبير الإيراني والمتخصص في الشؤون العربية، هرميداس باوند خلال لقاء خاص مع مركز دراسات الدبلوماسية الإيرانية، حول العلاقات
السعودية الإيرانية وسبل تطور هذه العلاقات بين البلدين، إن الضربة الجوية الأمريكية لداعش في العراق يمكن أن توفر الأرضية المشتركة بين السعودية وإيران لحل القضايا العالقة بينهما.
وردا على سؤال مركز الدراسات الدبلوماسية الإيرانية حول تأييد السعودية وإيران لحيدر العبادي رئيس وزراء العراق الجديد، وأن يكون هذا التأييد عاملا مشتركا لتطبيع العلاقات بين البلدين، أوضح الخبير الإيراني أن الصراع في الشرق الأوسط شكل تنافس حادا بين مصر والسعودية وإيران وتركيا، مستدركا بأن مصر الآن منشغلة بمشاكلها الداخلية.
وأضاف بعد سقوط نظام صدام حسين وتصاعد النفوذ والدور الإيراني وتشكيل الحكومة الشيعية، أن السعودية لم تعترف بشرعية النظام في بغداد واعترضت على النفوذ الإيراني في العراق، واعتبرت أن ذلك يشكل هلالا شيعيا في مواجهة العرب.
ويرى الخبير الإيراني أن التطورات الأخيرة التي حدثت، وفرت فرصة هامة للمملكة العربية السعودية لتغيير نظام بشار الأسد، لوقف الارتباط التسلسلي بين المجتمعات الشيعية الذي يبدأ من طهران إلى بغداد، ومن دمشق حتى لبنان. ولكن كما هو متوقع، فإن التغييرات التي حصلت في سوريا لم تصب في صالح السعودية.
وأوضح أن المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة "5 +1" وتحسين العلاقات بين إيران وأمريكا لم ترق للسعودية ولم تكن وفق مزاجها، وكانت السعودية تنتظر تحركا عسكريا أمريكيا لإسقاط بشار الأسد، ولكن أمريكا متمسكة بالحل السياسي في سوريا.
وحول الأوضاع العراقية، يرى الخبير الإيراني أن تغيير المالكي كان ضرورة إيرانية في العراق في ظل توسع
داعش هناك. وبهذا الصدد، أعلنت كل من مصر والسعودية تخوفهما من توسيع نشاط تنظيم داعش في المنطقة، وعلى هذا الأساس سوف تكون داعش ومحاربتها هي الأرضية المشتركة بين السعودية وإيران، وتبقى البحرين من القضايا الهامة والعالقة بين البلدين.
ويضيف باوند، أن تهجير المسيحيين والإيزيديين من العراق على يد داعش دفع الأوروبيين بجانب الأمريكان للتدخل في العراق، ويمكن لهذا التدخل أن يقرب وجهات النظر بين السعودية وإيران في العراق، ويكون الهدف الأساسي المشترك بين البلدين هو طرد داعش من الأراضي العراقية.
وختم الخبير الإيراني حديثة بالقول إنه في حال حصل توافق بين السعودية وإيران على العراق، فسوف يمتد هذا التفاهم بسرعة إلى سوريا، ولكن في الحالة السورية تعتبر تركيا من أهم اللاعبين الأساسيين هناك، لأن تركيا تتصور أنها سوف تنتصر بأقل الخسائر على النظام السوري وبشار الأسد، لكنها فشلت في ذلك وأصبحت سوريا من أهم التحديات التي تواجه الحكومة التركية الآن.
وأكد أنه إذا أردنا الحل لسوريا وإيجاد التفاهم بين السعودية وإيران، فيجب إدخال تركيا في هذه المفاوضات وأن لا تشعر كل من السعودية وتركيا بالهزيمة في سوريا، وأن يتم كسب رضاهما حتى يتم الحفاظ على موقع إيران في منطقة الشرق الأوسط .