أعلن عشرات الشباب الأعضاء في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
المغربي مساء الخميس بالرباط، عن بداية التحرك للحملة الشعبية لرحيل
إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، بسبب "تحريفه لهوية الحزب اليسارية وغياب الديمقراطية الداخلية وتزويره لإرادة الاتحاديين"، على حد تعبير بيان الشباب الذين أطلقوا على أنفسهم "تيار ولاد الشعب".
ويعد تيار "ولاد الشعب" ثاني تيار ينتظم ويُعلن عن نفسه من داخل أحد أقدم الأحزاب اليسارية بالمغرب، بعد تيار "الانفتاح والديمقراطية" بسبب ما يعتبرونه تدخلا خارجيا وتزويرا للانتخابات الأخيرة التي وضعت إدريس لشكر مسؤولا أولا على رأس الحزب الذي يتخذ الوردة ذات اللون البنفسجي شعارا له.
وحول دواعي خروج تيار ولاد الشعب للعلن ورفعه لشعار إرحل في وجه زعيم الحزب، قال عادل حسني،المنسق الوطني لتيار "ولاد الشعب" في تصريح لـ "عربي21" إن دواعي تحركنا نابع أساسا من غياب الديمقراطية الداخلية داخل الحزب، ولكون لشكر خرج بالاتحاد من هويته وأصبح ينسق مع حزب الاستقلال، بالإضافة إلى نهج الإقصاء والانتقام الذي أصبح نهجا للشكر اتجاه من يخالفه الرأي".
عادل حسني القيادي بالحزب المعارض وعضو لجنته الإدارية، قال إن هناك من يدفعهم لمغادرة الحزب وتأسيس حزب آخر، معلقا في هذا الإطار بالقول "لن نكرر تجارب الانقسام التي عرفها الحزب لعدة مرات وسنحمي الحزب من إدريس لشكر وزبانيته" وتابع حسني بأن الزعيم الحالي للحزب له هدفه واحد هو أن يضمن بقاؤه على رأس الاتحاد حتى بعد المؤتمر المرتقب سنة 2016.
وعن علاقة تيار "ولاد الشعب" بتيار "الانفتاح والديمقراطية" داخل نفس الحزب قال عادل حسني إن الذي يجمعنا هو علاقة أخوة وأن كل منا يشتغل وفق ما يراه مناسبا، مستدركا بالقول "غير أن هدف استرجاع الحزب وإرجاعه لهويته هو ما يوحدنا، لكوننا لم نعد نسمع عن الاتحاد كذلك الحزب اليساري تقدمي".
التيار الشبابي الذي أعلن رغبته في طرد لشكر من الحزب، أعلن أيضا في بيانه الصادر الخميس الذي حصل "عربي21" على نسخة منه، عن شروعه في تأسيس تنسيقيات جهوية له بعدد من جيهات المملكة، بما يوسع من حضورها ويدعم برنامجهم الميداني لإسقاط زعيم الحزب، وهي الخطوة ذاتها التي شرع فيه تيار "الانفتاح والديمقراطية"منذ شهور، وهو ما عده أكثر من متتبع سيضيق من التفاف حبل المشنقة على رقبة الزعيم الاتحادي المطعون في شرعيته.
هذا ويقدم تيار "ولاد الشعب" نفسه حسب بيانه للرأي العام بكونه تعبير حديث عن "قطيعة هادئة ومتبصرة مع عقليات سياسية وحزبية عقيمة انتفت شروط وجودها، ومتشبث بالحوار واحترام الرأي والرأي الآخر وأنه جاء إلى كل الانتهازيين القدامى والجدد الذين انتهت حكايات نضالهم عند صخرة المصلحة الذاتية".
وتابع التيار اليساري الجديد تقديم نفسه للناس، بكونه جاء إلى كل أولئك الذين أشهروا أقلامهم وأوراقهم دفاعا عن "زعيم فاسد وحراس تابعين إلى الذين تسللوا بيننا وهم يتأبطون وهم السلطة والمال"، خاتمين بيانهم بشعار يساري يقول "لقد عشنا على الأمل دوما، واليوم سيحملنا الأمل إلى المجد لكي لا نغرق في بحر الوهم واليأس".
يشار إلى أن الصراع داخل حزب الاتحاد الاشتراكي بلغ حد انقسام العديد من هيئاته إلى فريقين، كما حدث للفريق النيابي بمجلس النواب والذي يرأسه أيضاً رئيس الحزب، وبشبيبة ذات الحزب التي عرف مؤتمرها الأخير مواجهات بالغازات و "لكروموجين" انتهى بحمل عدد من الأعضاء للمستشفى، وهو نفس المسار الذي تعرفه اليوم نقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل التابعة لنفس الحزب.
ويذكر أن المؤتمر التاسع للاتحاد الاشتراكي والذي أفرز إدريس لشكر كاتبا أول له نهاية سنة 2012 عرف انتقادات واتهامات عدة من طرف قيادات بالحزب بتدخل خارجي قام بالتزوير والضغط على المؤتمرين لترجيح كفة إدريس لشكر ضدا على منافسه أحمد الزيدي والذي سيعلن فيما بعد عن تيار "الانفتاح والديمقراطية" الذي يضم عشرات القيادات الوطنية للاتحاد وبرلمانيين ووزراء سابقين.