أكد المحلل العسكري
الإسرائيلي أليكس فيشمان، أن "النصر الأقرب إلى الهزيمة"، الذي حققته إسرائيل في العدوان على غزة، والذي شكل صدمة إقليمية، يمكن تحويله إلى اختراق سياسي مع الائتلاف العربي المعتدل الذي يبنيه
السيسي.
وقال في مقاله في صحيفة "يديعوت" الإسرائيلية، الأربعاء، إن "أحد الرابحين اليوم هم
المصرين"، زاعماً أنهم أصروا على الخطة التي عرضوها، وعززوا محور الدول العربية المعتدلة، مقابل دحر تحالف الإخوان المسلمين مع قطر.
أما استفادة رئيس السلطة الفلسطينية فما ربحه هو أنه تحول من "أوزة عرجاء الى وسيط مركزي. ومنحه المصريون مكانة رئيس فريق المفاوضات، وكل الساحة الدولية تتجند لمساعدته للسيطرة على غزة من جديد. وأكثر من ذلك: هو كفيل بان يتلقى دعما دوليا لاحياء المسيرة السياسية مع اسرائيل في شروط مريحة له"، يقول المحلل.
بينما كان الخاسر الأكبر بنظر فيشمان هم الأمريكان، "الذين اختاروا المسار غير الصحيح في ادخال قطر وتركيا الى الصورة، ابعدوا عن المسيرة، اصبحوا مراقبين بدلا من قائدين، ويحاولون ترميم مكانتهم المتهالكة في المنطقة. ولكن قطر وتركيا ايضا خسرتا خسارة كبرى".
على الجانب الإسرائيلي، يقول المحلل إن الحكومة "حددت للقيادة العسكرية عدة أهداف سياسية – عسكرية في هذه الحرب، 50 في المئة منها لم تتحقق. الجيش لم ينجح مثلا في وقف النار من قطاع غزة. وفشل بشكل مطلق أمام هدف غريب لم يكن له منذ البداية أمل في أن يفي به: الحفاظ على التمييز بين قطاع غزة والضفة".
وأكد فيشمان أنه يفترض برئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الدفاع يعلون ورئيس الاركان غانتس ان ينظر الواحد الى الآخر ويسألوا أنفسهم: كيف حصل أننا جررنا الى مواجهة استمرت 51 يوما ودفعنا أثمانا بشرية، سياسية، اقتصادية وردعية بهذا الارتفاع؟ أين أخطأنا: في الخطة العسكرية؟ في الادارة السياسية للمعركة؟ في تنفيذها؟ أم ربما استخفينا ولم نقدر على نحو سليم قدرات العدو؟
ويقول الكاتب: "بالمقابل، آمن الذراع العسكري لحماس – الذي سكر بالقوة من خطوات القتال الاولى – بان بوسعه ان يجبي من اسرائيل ثمنا دمويا يكسر المجتمع الاسرائيلي معنويا. وبالفعل، قبل أربعة اسابيع، عندما عرض المصريون شروط وقف للنار مشابه بشكل مبدئي لتلك التي تقررت أمس – رفضت حماس".