لا تزال خيارات الحلف الأطلسي إزاء
روسيا محدودة في غياب توافق للتدخل بشكل مباشر في أوكرانيا، وستشكل قمة الحلف المقررة في ويلز في نهاية الأسبوع مناسبة لإعادة التأكيد على المبادئ الكبرى.
استبعاد الحرب
أعلن مدير معهد تشاتهام هاوس في لندن روبن نيبلت "من غير المرجح أن يتم اتخاذ قرار بحصول تدخل عسكري مباشر إذ لا يحظى الخيار بدعم داخل الحلف ولن تقوم اي دولة بذلك لوحدها".
قانونا، الحلف ليس ملزما بالتدخل في أوكرانيا ليست عضوا ولا يمكنها الاستفادة من "الدفاع المشترك" بموجب البند الخامس الذي ينص على التزام الدول الأعضاء بالدفاع عن أي من الأعضاء في حال تعرضه لهجوم.
استبعاد التسليح إذا كانت أوكرانيا ستطالب بتزويدها بالأسلحة، فليس عليها التوجه إلى الحلف الأطلسي. فالحلف ليس لديه قوات أو جنود، وإنما الدول الأعضاء هي من يضع قواتها أو أسلحتها بتصرف الحلف.
وقال مسؤول كبير في الحلف إن "أوكرانيا تتقدم حاليا بمطالب في عدة مجالات والدول الأعضاء هي من يمكنها أن ترد وليس الحلف، وذلك على أساس ثنائي".
نشر قوات
أعلن الأمين العام للحلف أندريس فوغ راسموسن أنه "وللرد على السلوك العدواني لروسيا" فإن قادة الدول الـ28 الأعضاء في الحلف سيعتمدون خطة للجهوزية تتيح وبسرعة كبيرة نشر "عدة آلاف من الجنود" (جو وأرض وبحر وقوات خاصة) في
أوروبا الشرقية، وذلك "سيتطلب منشآت على أراضي الحلف، وتجهيزات ومعدات موجودة مسبقا بالإضافة إلى خبراء في الشؤون اللوجستية وفي القيادة. والقوة لن تكون كبيرة لكنها ستكون قادرة على الضرب بقوة إذا تطلب الأمر".
وأضاف أن الحلف يدرس أيضا "تحسين البنى التحتية الوطنية مثل المطارات والمرافئ".
كما سيتم تعزيز جمع المعلومات الاستخباراتية والخطط الدفاعية وتنظيم مناورات "بوتيرة أكبر وفي أماكن أكثر".
وتابع أن "هذا معناه وجود أكبر للحلف في شرق" أوروبا، و"طيلة المدة اللازمة".
إلا أن تبني هذه الخطة هو قرار سياسي بالدرجة الأولى.
ويفترض أن يتم تحديد التفاصيل العسكرية بعد القمة خصوصا لجهة عدد القوات.
المساعدة المالية
من المقرر أن يؤسس الحلف أربعة صناديق، لزيادة المساعدة التي يقدمها منذ سنوات عدة لأوكرانيا.
وستخصص هذه الصناديق لتطوير الجيش في المجالات اللوجستية والدفاع ضد الهجمات الإلكترونية والهيكلية القيادية وإسعاف الجنود المصابين.
إلا أن هذه البرامج تكون عموما "على المدى المتوسط والبعيد".
انضمام أوكرانيا؟
تريد حكومة أوكرانيا إعادة إطلاق برنامج انضمامها إلى الحلف الأطلسي الذي أوقفه في 2010 نظام فيكتور يانوكوفيتش المؤيد لروسيا.
وتم الترحيب بانضمام أوكرانيا خلال قمة بوخارست في 2008 مما أثار غضب موسكو، وهذا القرار الرسمي هو ما يتيح اليوم لراسموسن ترك الباب مفتوحا أمام أوكرانيا.
إلا أن عملية الانضمام تتوقف على "قدرة أوكرانيا على القيام بالاصلاحات الضرورية"، بينما تجهيزاتها تعود إلى الحقبة السوفياتية وأن "تتكيف مع معايير الحلف الأطلسي والوفاء بكل الشروط"، وهو أسلوب لبق للقول بأنه لن يكون بإمكانها الانضمام بشكل سريع.
وقف التعاون مع روسيا
أوقف الحلف أي تعاون عملي مع روسيا منذ ضمها للقرم في آذار/ مارس.
ولطمأنة دول شرق أوروبا، اتخذت إجراءات خلال الربيع، إذ تمت مضاعفة عدد المقاتلات التي تحلق فوق دول البلطيق، كما نشرت سفن في البحر الأسود وبحر البلطيق بالإضافة إلى طائرات "اواكس" استطلاعية، وتم أيضا تكثيف المناورات العسكرية في شرق أوروبا.
الروابط بين أوروبا والولايات المتحدة من المفترض أن تعيد الدول الأعضاء في الحلف للتأكيد رسميا على الرابط "المتين" بين أوروبا وأميركا الشمالية، مع أن الولايات المتحدة أعطت لفترة آسيا الأولوية في سياساتها الأمنية.
وقالت كسينيا ويكيت المحللة لدى تشاتهام هاوس إن "الحلف سيستغل القمة لإظهار رغبته من خلال تصريحات قوية حول أوكرانيا وروسيا".
ميزانيات الدفاع
ستشكل القمة مناسبة للتذكير بالنداء إلى الدول الأعضاء من أجل استثمار 2% على الأقل من إجمالي ناتجها القومي في الدفاع، وهي العتبة التي يعتبرها الحلف حدا أدنى.
وحدها أربع دول فقط تفي بهذا الالتزام.