دعت هيئة علماء
اليمن إلى "سرعة إجراء
انتخابات حرة ونزيهة" من أجل "إغلاق أبواب الشر والفتن والصراعات والحروب بين اليمنيين".
جاء ذلك في بيان أصدرته الهيئة التي يرأسها الشيخ عبدالمجيد
الزنداني، ويضم علماء من مختلف المذاهب والتيارات في اليمن.
وفي بيانها بررت الهيئة دعوتها لإجراء الانتخابات بـ "وجود تنازع وتنافس من قبل جهات للحديث باسم الشعب"، مؤكدة أن "إجراء الانتخابات هو الفيصل في تحديد من يمثل الشعب، وحتى تقوم كل جهة بواجباتها الشرعية والوطنية ومهامها الدستورية والقانونية".
ولم يتحدد موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في اليمن بعد؛ حيث ما تزال لجنة صياغة الدستور تعكف على إعداد مشروع للدستور، ثم طرحه للاستفتاء الشعبي، قبل تحديد مواعيد زمنية لإجراء هذه الاستحقاقات الديمقراطية.
وفي أكثر من خطاب له، قدم زعيم جماعة "أنصار الله"، المعروفة إعلاميا باسم جماعة "الحوثي" أو "الحوثيين"، عبدالملك الحوثي، جماعته على أنها ممثلة للشعب اليمني وذلك من خلال تبنيها مطالبه وهي إسقاط الحكومة وإلغاء قرارها الخاص برفع أسعار المحروقات.
هيئة علماء اليمن، التي تأسست عقب اندلاع ثورة 11 فبراير/ شباط 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وصفت في بيانها الوضع في اليمن بأنه "خطير جداً ويهدد أمن البلاد"، واتهمت جماعة الحوثي بـ"محاصرة" العاصمة صنعاء من مداخلها، من خلال مخيمات الاعتصام التي نصبتها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
ودعت الهيئةُ الرئيسَ عبدربه منصور هادي وكل مؤسسات الدولة الدستورية إلى "القيام بواجباتهم الدستورية في حفظ الأمن والاستقرار وحماية المواطنين وسائر الممتلكات العامة والخاصة ومقدرات الدولة في كل أنحاء البلاد".
وفي رؤيتها لحل الخلافات خاصة بين الدولة وجماعة الحوثي، أكدت الهيئة على أن "التحاور والتشاور والجدال بالتي هي أحسن هي الوسيلة المشروعة لإقامة الحجة ونيل المطالب المشروعة"، مؤكدة رفضها استخدام القوة أو التهديد بها لنيل المطالب.
وأعلنت رفضها لقرار الحكومة الذي اتخذته أواخر يوليو/ تموز الماضي، والقاضي برفع أسعار المحروقات قبل أن تتراجع وتخفضه بنسبة محدودة، داعية "الدولة إلى تبني حلول عاجلة للتخفيف من حالة الفقر وتحقيق مستوى معيشي كريم ولائق بالمواطن اليمني، والعمل على ترشيد النفقات العامة ووجوب حماية المال العام من النهب وأوجه الصرف غير المشروعة".
كما جددت الهيئة "رفضها كل صور التدخل الخارجي الذي يزيد من حدة الانقسام والعداء بين أبناء الشعب اليمني الواحد، ويؤسس للانقسام الطائفي أو المناطقي أو الحزبي أو العرقي بين أبنائه".
واختتمت بيانها بدعوة علماء اليمن إلى "تشكيل لجنة تنسيق فيما بينهم للتحضير لعقد مؤتمر جامع لعلماء اليمن، لتدارس الأوضاع والمشاكل الراهنة، وبيان الواجب الشرعي تجاهها، وتقديم الحلول العملية للخروج بالبلاد من الأوضاع الراهنة".
ومنذ أكثر من أسبوعين ينظم الحوثيون اعتصامات بمداخل العاصمة صنعاء، وقرب مقار وزارات وسط المدينة، للمطالبة باستقالة الحكومة والتراجع عن قرار صدر مؤخراً برفع أسعار الوقود، وقد فشلت لجنة رئاسية في تحقيق أي انفراج في الأزمة حتى اليوم.
ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب بين عامي 2004 و2010 بين الجماعة المتمركزة في صعدة، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.
ويُنظر للجماعة بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962.