أعلن حلف شمال الأطلسي "
الناتو"، رُسُوَّ 5 من فرقاطاته البحرية للمشاركة في مناورات عسكرية مع نظيرتها
المغربية، في أحدث تطور في الحالة "العسكرية" المغربية، التي تعيش على وقع حالة "تأهب قصوى"، لم يعهد لها المغاربة مثيلا، في وقت يواصل فيه المغرب الرسمي والسلطات المعنية ممارسة الصمت.
وأعلن الأميرال والقائد البحري لحلف شمال الأطلسي بإنجلترا
جورجيو لاتزيو، الأحد من الدار البيضاء، أن المغرب له مشاركة مهمة في عملية محاربة الإرهاب "أكتيف أنديفور" التي ترعاها الأمم المتحدة منذ 2001.
وأشار جورجيو لاتزيو، أن اختيار مدينة الدار البيضاء لتكون من بين المحطات التي تتوقف عندها المجموعة البحرية يجسد يرمي كذلك إلى تقوية روابط التعاون مع البحرية الملكية والقيام بـ"أنشطة" مشتركة في البحر".
وشدد أميرال بحرية الناتو، أن المجموعة البحرية تعتزم أيضا القيام بتدريبات وعمليات مشتركة مع البحرية الملكية، مشيرا إلى أن "الطواقم الموجودة على متن فرقاطات الحلف والتي تضم 490 بحارا".
حديث القائد البحري للناتو، يوازيه صمت مغربي مطبق سواء من قبل الحكومة ولا من قبل القوات المسلحة الملكية، التي وصفها محمد شقير الباحث المتخصص في المؤسسة العسكرية المغربية، بالمؤسسة "البكماء"، لكونها لا تتحدث.
وشدد محمد شقير في تصريح لموقع "عربي21"، أن الجيش المغربي مؤسسة "بكماء"، وهذا التوصيف راجع لكونه لا يدلي بتصريحات ولا يعلن عن طبيعة تحركاته، ولا حتى يشرح للمغاربة ما يجري خاصة مع نشر قواته لأول مرة في المراكز الحيوية للبلاد".
وتابع شقير أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، على "أن المؤسسة العسكرية المغربية، لا تتوفر على مؤسسة ناطق باسم المؤسسة، ولا تعطي بيانات ولا تنشر معطيات، وكل ما يعلم فقط لقاءات قادتها بنظرائهم الأجانب بشكل مقتضب، التي تتم من خلال الزيارات".
وعن صمت الحكومة، أضاف شقير، أن "المؤسسة العسكرية في النظام السياسي المغربي مرتبطة بالملك رئيس الدولة والقائد الأعلى للقاوت المسلحة الملكية، وبالتالي فإن الحكومة غير معنية بتاتا بكل ما يتعلق بالجيش المغربي".
وشدد شقير على أنه "حتى في حالة وجود وزير في الحكومة يحمل حقيبة الدفاع، كحالة الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة في الدفاع في حكومة بن كيران، فإن عمله يظل بعيدا عن طبيعة وعمل المؤسسة العسكرية، ويبقى شكليا لا أقل ولا أكثر".
واعتبر ذات المتحدث، أن مؤسسة الجيش تظل بعيدة تماما عن عمل الحكومة، فالأخيرة لا تتدخل فيه، وحتى ميزانية الجيش المغربي لا تناقش قي البرلمان، فقط تحظى بالمصادقة مثلها مثل ميزانية البلاط الملكي".
واعتبر أن مناورات "الناتو" التي يحتضنها المغرب، طبيعية وعادية وراتبة، فقط تأتي في سياق إقليمي ودولي يتسم بالحرب على الإرهاب في طبعته الجديدة "داعش"، وفي ظل إعلان المغرب حالة تأهب قصوى بعد التهديديات التي تلاقاها عن احتمال قيام "داعش" بعمليات في المغرب.
إلى ذلك رست بميناء الدار البيضاء، 5 فرقاطات بحرية تابعة لقوات شمال حلف الأطلسي المعرفة اختصارا بـ"الناتو"، تتكون هذه القوات البحرية من 7 دول أوروبية، ضمن إطار عملية، "أكتيف أنديفور" المتعلقة بمحاربة الإرهاب في إطار مهمة للأمم المتحدة منذ سنة 2001.
وعلمت "عربي21" من مصادر متطابقة، أن مجموعة مكونة من 5 فرقاطات تابعة للقوات البحرية الدائمة لمكافحة الألغام لحلف شمال الأطلسي، قد توقفت ابتداء من يوم الجمعة بميناء الدار البيضاء، وأنها ستمكث بضعة أيام في المغرب، قبل القيام بمهمة وصفت بـ"الدورية" في البحر الأبيض المتوسط.
وأعلنت "مريان بيرون- دواس"، المستشارة السياسية للقائد البحري لحلف شمال الأطلسي بإنجلترا، أن هذه الفرقاطات البحرية الخمسة، تنضوي تحت لواء مجموعة "إس إن إم سي إم جي 2" التي قدمت من إسبانيا، قبل أن تتابع مهمتها الدورية في البحر الأبيض المتوسط.
وتابعت "مريان بيرون ـ دواس"، في تصريحات للصحافة، أن هذه الزيارة تندرج ضمن عملية "أكتيف أنديفور" المتعلقة بمحاربة الإرهاب في إطار مهمة للأمم المتحدة منذ سنة 2001.
وأفادت "مريان بيرون- دواس"، بأن عناصر القوات البحرية، المتواجدة على سطح الفرقاطات، ستظل بالمغرب لبضعة أيام، دون أن تحدد مدة نهاية مهمتها، تنتمي إلى كل من إيطاليا وبلجيكا وتركيا وإسبانيا وألمانيا واليونان وبريطانيا.
وشددت المستشارة السياسية للقائد البحري لحلف شمال الأطلسي بإنجلترا، على أن المهام الرئيسية للمجموعة البحرية "إس إن إم سي إم جي 2"، تتمثل في تدمير الألغام الموجودة في المياه المتوسطية منذ الحرب العالمية الثانية، وتعزيز الأمن والمراقبة بالمناطق الحساسة، وكذا بالمناطق الحيوية للنقل البحري سواء بالبحر الأبيض المتوسط أو البحر الأسود.
وتتكون المجموعة البحرية "إس إن إم سي إم جي 2" من كاسحات الألغام فولدا (ألمانيا) وفياريجيو (إيطاليا) وتوريا (إسبانيا) وإدرميت (تركيا) وإيفروبي (اليونان)، وتخضع القوة البحرية للمراقبة العملية للقيادة العليا لنابولي.
هذا ولم تعلن الحكومة عن طبيعة الموكلة إلى مجموعة القوات البحرية التابعة لحلف شمال الأطلسي، كما أن القوات المسلحة الملكية، لم تدل بأي تصريحات عن المدة التي ستقضيها القوات البحري لحلف الناتو بالمغرب.
ويعد هذا التطور الأحدث الذي يعيشه المغرب، في إطار سلسلة مناورت "نوعية"وغير مسبوقة قام بها الجيش المغربي في الفترة الأخيرة، استعدادا لأي تهديدات إرهابية مرتقبة، خاصة بعد تحذيرات المخابرات المريكية لنظيرتها المغربية.
هذا وكانت القوات المسلحة الملكية، قد نشرت عددا من بطاريات الصواريخ والمضادات الجوية في مدينة الدار البيضاء، وسط حديث عن نشر وحدات مماثلة في محطة "سامير" أكبر محطة لتكرير البترول بالمحمدية، وثالثة قرب سد "الوحدة" قرب فاس.