جددت هيئة
علماء المسلمين في
العراق رفضها للعملية السياسية الحالية، وحذرت الشعب العراقي من مخاطر النية التي قالت بأن الحكومة الجديدة ومن يقف وراءها يهيئونها لقيادة حرب جديدة ضد الثوار والمناطق الثائرة، تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
وقالت الهيئة في بيان لها اليوم الأربعاء: "بعد مخاض عسير، وتدخلات سافرة من راعيي العملية السياسية: الولايات المتحدة الأمريكية وإيران؛ تم الإعلان أول أمس عن تشكيلة حكومة جديدة في المنطقة الخضراء، من دون وزيري الدفاع والداخلية؛ لعدم توصل اللاعبين الكبار إلى أسماء تكون بمنزلة القواسم المشتركة بينهم وأمينة في تنفيذ مصالحهم وتعبيد الطريق إليها ولو كان ذلك على حساب مصالح الشعب العراقي ومستقبل أجياله".
وأوضح البيان انه في الوقت الذي بدا فيه رئيس الوزراء الحالي مسرورا وهو يلقى كلمة اعتاد العراقيون على سماعها مطلع كل مرحلة من مراحل العملية السياسية، وفيها من الوعود والتعهدات ما فيها، كانت طائرات الجيش الحكومي تسقط البراميل المتفجرة على مدينة الفلوجة، لتزف إلى أهلها مع بشرى تشكيل الحكومة الجديدة، انضمام عددٍ من الأطفال والنساء والشيوخ إلى قافلة الموت، وهم يشكون إلى الله سبحانه ظلم الحكومة وطغيانها، وكذبها على الشعب، ونفاقها أمام العالم.
وأكدت الهيئة أن تشكيل هذه الحكومة يذكر العراقيين بتشكيل ما أسمته بـ "حكومة الاحتلال الأولى" لان القائمين على تلك العملية عام 2003 هم أنفسهم القائمون عليها في عام 2014، أمريكيون، ثم إيرانيون، وان السياسيين الذين انتدبهم المحتلون لملء الفراغ في حكومة المحاصصة الطائفية والعرقية آنذاك، هم أنفسهم الذين انتدبتهم تلك الجهات لحكومة الاحتلال السادسة، ووفقاً للأسس نفسها.
ورأت الهيئة في بيانها أن المكان المناسب لكثيرٍ من الذين أسندت إليهم حقائب وزارية في الحكومة الجديدة هو السجون والمعتقلات وقاعات المحاكم العادلة، وليس تكريمهم بإسناد مناصب جديدة إليهم، وذلك لعظم الجنايات التي ارتكبوها طيلة السنوات الماضية ضد العراق وأبنائه الأبرياء.
ولفتت الهيئة،الانتباه إلى أن ساسة (السنة) الذين يزعمون أنهم يمثلون المحافظات الثائرة؛ تجاهلوا طلبات الجماهير التي انتخبتهم أملا في أن يرفعوا أو يخففوا الظلم عنها، وكان شغلهم الشاغل تحقيق مصالح سياسية لقواهم وأحزابهم، دون مراعاة لصيحات المعتقلين، وأنات المهجرين، وصرخات من تلقى عليهم البراميل المتفجرة كل يوم لتهدم منازلهم على رؤوسهم وتمزق أجسادهم، كما قال البيان.