ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن
السعودية وافقت على طلب أمريكي لتدريب الجماعات المعادية لتنظيم الدولة الإسلامية وتوفير قاعدة عسكرية لتنفيذ البرنامج.
ونقلت ما قاله مسؤول أمريكي يوم الأربعاء: "حصلنا على التزام من المملكة العربية السعودية كي تكون شريكا كاملا في برنامج التدريب والتسليح وأن تستضيف البرنامج"، وأضاف أن المناقشات جارية لتحديد مكان موقع التدريب وبقية التفاصيل.
ويتزامن الاستعداد السعودي لاستضافة برنامج التدريب في وقت يجتمع فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع مسؤولين من دول عربية وإسلامية لتحديد استراتيجية مواجهة "تنظيم الدولة".
وسيضم الاجتماع في مدينة جدة بالإضافة للسعودية مسؤولي دول عربية من الأردن ومصر ولبنان والعراق وكذا تركيا.
وقال مسؤول في الخارجية الأمريكية إن هناك عددا من المبادرات المقترحة لإضعاف
داعش والتي يمكن تكثيفها، بما فيها وقف تدفق المال للجماعات الإرهابية من خلال قمع عمليات تهريب النفط ومنع مساهمة المتبرعين الأفراد.
على المستوى العسكري قال مسؤول في الخارجية إن وزراء الدفاع في المنطقة سيلتقون قريبا لمناقشة توسيع نطاق
القواعد العسكرية وتحليق الطائرات الأمريكية وغيرها لضرب مواقع داعش.
وسيناقش مؤتمر جدة اليوم خططا لتديب المعتدلين السوريين بشكل يكونوا فيه قادرين على مواجهة داعش والحكومة السورية لبشار الأسد.
ونقل عن مسؤول بارز في الخارجية قوله "نحن في وضع محدد حول ما يرغب السعوديون بعمله"، "ونحن واثقون بأنهم مستعدون للتعاون".
وقال البيت الأبيض في بيان، إن الرئيس باراك أوباما اتصل مع الملك عبدالله و"اتفق الزعيمان على الحاجة لزيادة معدلات تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة".
وتقول الصحيفة إن السعوديين هم في مقدمة التحالف المعادي لداعش، خاصة أن لديهم قلقا شديدا من داعش وخطرها على المملكة.
وتضيف الصحيفة أن تغيير الحكومة العراقية واستبدال رئيس الحكومة السابق الطائفي النزعة نوري المالكي سهّل من
تعاون السعودية مع العراق. فقد اشتكى الملك عبدالله من كون المالكي شخصا لا يوثق به وخاضعا لتأثير الإيرانيين، وذلك في حديث جرى عام 2009 بينه وبين جون برينان، مدير الاستخبارات الأمريكية- سي آي إيه- حيث كان في حينه مستشارا للرئيس أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب.
كما ساعد تغير وجهة نظر أوباما من المسألة السورية وتبنيه لهجة متشددة في إقناع السعوديين للتعاون، بعد تراجع أوباما عن ضرب الرئيس السوري عام 2013 لاستخدامه السلاح الكيماوي ورفضه اقتراحا تقدم به أركان قيادته العسكرية والدبلوماسية عام 2012 لتدريب مجموعات مختارة من المعارضة السورية المعتدلة.
والآن يتحرك أوباما نحو ضرب داعش في سوريا، وطلب من الكونغرس الموافقة على ميزانية 500 مليون دولار لتدريب المعارضة السورية.