كشفت مصادر إعلامية عبرية، النقاب عن مخطّط يقوم على تنفيذه جهاز "
الإدارة المدنية" التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ويهدف لتهجير آلاف المواطنين الفلسطينيين عن أراضيهم في منطقة شرق مدينة
القدس المحتلة.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر الثلاثاء، إن "ما تُعرف بالإدارة المدنية ستنفذ مشروعا لإخلاء
البدو الفلسطينيين من مناطق شرق مدينة القدس وتجميعهم في مدينة كبيرة في غور الأردن. وتنفيذا لهذا المخطط؛ فقد أقدمت الإدارة المدنية خلال نهاية الأسبوع الماضي على نشر المخطط الهيكلي للمدينة المقترحة الواقعة شمال مدينة أريحا، والتي أطلقت عليها اسم تلة النويعمة لتقديم الاعتراضات عليه، ما يشير إلى أنه بات في مرحلة متقدمة"، حسب الصحيفة.
وذكرت أن عدد الفلسطينيين الذين سيصار إلى تهجيرهم من أراضيهم في القدس يبلغ نحو 12.5 ألف نسمة من ثلاث عشائر بدوية، هي عرب الجهالين والكعابنة والرشايدة. وطوال العقود الماضية رفضت
سلطات الاحتلال السماح لهم ببناء منازل في أراضيهم ومنعت عنهم الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء. وأصدرت "الإدارة المدنية" عام 1994 آلاف الأوامر القاضية بهدم مساكنهم المبنية من صفائح "الزينكو" والخيام.
من جانبه، قال المحامي شلومو لاكر الذي يمثّل هيئة الدفاع عن المواطنين الفلسطينيين الذين يستهدفهم هذا المخطط: "الأمر بمثابة إنشاء مخيم للاجئين مكتظ بالسكان ولا يأخذ بعين الاعتبار ظروف معيشة البدو الخاصة والظروف المناخية الصعبة، كما أن المخطط لا يراعي حجم قطعان المواشي التي يملكها البدو وضرورة توفير أماكن لرعيها أو توفير أماكن العمل للعاملين منهم، حيث يعمل جزء كبير منهم في المنطقة الصناعية شرقي القدس".
ولفتت الصحيفة، إلى أنه في إطار العديد من الاستئنافات التي تقدمت بها هيئة الدفاع عن المواطنين الفلسطينيين، فقد أوصت المحكمة الإسرائيلية العليا بالتواصل مع سكان المناطق المهددة بالاستيلاء عليها قبل إتمام المشروع، وهو ما لم تقم به "الإدارة المدنية" عند طرحها للمشروع.