"آلاف الدنانير
الذهبية، تماثيل ضخمة من الذهب الخالص، وكنوز تعود لعصر هرقل".. يقول مواطنون من محافظة
عجلون شمال الأردن، أما الحكومة فتقول "انهيارات أرضية" عالجتها الأجهزة الحكومية حين كان الناس نياما.
هكذا استيقظ أهالي محافظة عجلون صباح الجمعة على صدى أخبار ملأت الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي حول عثور الحكومة على كنز ذهبي يعود للعصر الروماني في المحافظة، عندها علم المواطنون لماذا أغلقت دوريات الشرطة الشوارع المؤدية إلى منطقة الحفر، وحولت بعض الطرق إلى طرق بديلة، بحجة الانهيارات الأرضية.
انهيارات أرضية سبقها انهيار الثقة بين المواطن والدولة، في بلد له تاريخ حافل بحفريات الذهب، وطمائر الشعوب القديمة من العصر الروماني وانتهاء بالإمبراطورية العثمانية، حتى أصبح البحث عن الذهب مهنة للبعض، وطريقا إلى الثراء السريع.
من جهته قال مقرر لجنة النزاهة والشفافية في مجلس النواب الأردني د. معتز أبو رمان إن الرواية الرسمية للحكومة غير قابلة للتصديق حتى وإن صحت هذه المرة؛ لأن المواطن الأردني لم يعتد على الشفافية من طرف الحكومة.
وقال أبو رمان في حديثه لـ"عربي 21" إن لجنته في المجلس وجهت خطابا استفهاميا حول حقيقة الموضوع لكل من وزير الداخلية، ووزير السياحة والآثار، وقائد القوات المسلحة في المنطقة الشمالية، ومدير شرطة عجلون، ومحافظها.
ورغم أن "ما يوجد في باطن الأرض هو ملك للدولة" بحسب النائب أبو رمان، إلا أن "المجلس" يريد أن يعرف مصير
الدفائن إن صحت رواية المواطنين، وما قيمتها، وأين ستذهب.
وأشار إلى أنه في عصر الإنترنت وثورة المعلومات لا يمكن لأحد أن يخفي سرا، وأن على الحكومة أن تكون صريحة مع المواطن والتعاطي مع التطور الحاصل في المنطقة.
ولم يصدق أصحاب الأرض الرواية الحكومية، "لم يبلغنا أحد، تفاجأنا بالحفريات، ومنعنا من الاقتراب من المنطقة"، يقول الدكتور مهند القضاة الذي يملك الأرض هو و أبناء عمومته.
وطالب القضاة في حديث خاص لـ"عربي21" بتعويض أصحاب الأرض، وتخصيص مبلغ لتنمية المحافظة، وتطوير البلد، رافضا الرواية الرسمية "غير الدقيقة".
وقال إن المحافظة المعروفة بمناطقها الأثرية لها تاريخ طويل في العثور على الدفائن الذهبية التي تعود لعصور مختلفة وشعوب عدة تعاقبت على المكان.
ومن المفترض أن يلتقي أصحاب الأرض محافظ عجلون الذي قال لهم سابقا إن الآليات تعمل على طرف الشارع ولا علم له بأي دفائن أو قطع ذهبية.
أما مواقع التواصل الاجتماعي فكان لها الحصة الأكبر في إثارة الخبر والسخرية من الرواية الحكومية، وأولئك الذين لم يصدقوا أن هنالك ذهبا في المكان غيروا رأيهم بعد نفي الحكومة نكاية في مصداقيتها.
فمن جانبها رفعت رلى الحمصي دعواتها إلى السماء لكي يكون الذهب الذي وجدته الحكومة "نحاسا مطليا"، وتأسفت هالة المومني على الجرافات التي قالت إنها تمنت رؤيتها عندما أغلقت الثلوج الطريق.
كما أرسل أبناء المحافظة رسالة عبر موقع "تويتر" نصها: "من أهالي عجلون إلى هرقل عظيم الروم: السلام على من اتبع الهدى، أما بعد: نعلمك أن الذهبات انسرقن.. وشكرا".