دعت
هيئة العلماء المسلمين في
لبنان الاثنين، الحكومة إلى إطلاق جميع "المظلومين" من السجون أو إعلان عفو عام، ضمن المساعي المبذولة لإطلاق سراح العسكريين اللبنانيين الذين يحتجزهم تنظيما "
داعش" و"
جبهة النصرة" منذ معارك مع الجيش اللبناني في بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية مطلع آب/ أغسطس الماضي.
وخلال مؤتمر صحفي عقدته الهيئة في مقرها بالعاصمة بيروت، قال رئيس الهيئة، الشيخ مالك جديدة: "نطالب الدولة بإطلاق جميع المظلومين من الموقوفين أو إعلان العفو العام، ما ينعكس على قضية الجنود المحتجزين أيضا".
وتوجه إلى أهالي العسكريين المخطوفين قائلا إن "الحل ليس عند الحكومة اللبنانية ولا القطرية (التي تتوسط في الأزمة)، بل عند من يعيق التفاوض من داخل مجلس الوزراء"، داعيا إياهم إلى تشكيل "خلية حل للضغط على الوزراء في هذه القضية".
ومضى قائلا إن الهيئة "بذلت قصارى جهدها لحل هذه الأزمة الإنسانية وقدمت كل ما تستطيعه وتحملت الكثير"، مضيفا أنها "لن تدخر جهدا من أجل المساعدة حين يكون تدخلها مفيدا".
وكانت "هيئة العلماء المسلمين" علقت جهود الوساطة التي قادتها بين الحكومة اللبنانية والمجموعات المسلحة السورية، التي تحتجز العسكريين اللبنانيين، وأدت الى وقف لإطلاق النار والإفراج عن دفعة من العسكريين.
وأدت معارك عرسال، التي اندلعت بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين مطلع آب/ أغسطس الماضي إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين، ومقتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين، إضافة إلى خطف عدد منهم ومن قوى الأمن الداخلي.
يذكر أن "تنظيم الدولة" أعدم اثنين من العسكريين المحتجزين ذبحا، وأعدمت "النصرة" عسكريا آخر برصاصة في الرأس.
وكانت "جبهة النصرة" طالبت بخروج مقاتلي "حزب الله" من سوريا، حيث يقاتلون بجانب القوات النظامية، والإفراج عن سجناء إسلاميين من "سجن رومية" شرقي بيروت، وتأمين عيش كريم للاجئين السوريين" في لبنان، مقابل إطلاق سراح العسكريين الأسرى.
ومتوجها إلى الموقوفين الإسلاميين في السجون اللبنانية، قال جديدة: "كنا نتمنى أن تعودوا إلى ذويكم دون أن يذبح أحد باسمكم بحد السكين".
ودعا جديدة محتجزي العسكريين اللبنانيين إلى "ضرورة إطلاق سراحهم وإيقاف قتلهم".
فيما دعا الحكومة اللبنانية إلى "أخذ درس" من تركيا التي "عالجت منذ أيام قضية مخطوفيها (لدى داعش) بحكمة"، ما أدى إلى إطلاق سراحهم.
وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أعلن السبت الماضي إطلاق سراح الرهائن الأتراك الـ49 الذين كانوا محتجزين في مدينة الموصل شمال العراق منذ نحو 3 أشهر، وأن هيئة الاستخبارات التركية لعبت دوراً كبيراً للغاية حتى تم إطلاق سراحهم، من خلال خطة عمل نفذتها بأساليبها الخاصة.
واعتبر جديدة أن فريقا لبنانيا سياسيا "انغمست يداه في الدماء المحلية والإقليمية يستدرج الجيش اللبناني الى مواجهات مع الشعب"، متهما إياه بأنه "هو المتسبب بكل ما يجري في لبنان من خلال إرسال ميليشياته المسلحة لقتل الناس في سوريا".
ودعا مقاتلي حزب الله إلى الانسحاب الفوري من سوريا، والمقاتلين السوريين إلى الانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية الحدودية إلى داخل سوريا "حيث معركتهم الحقيقية"، على حد قوله.