تعهد الرئيس
المصري عبد الفتاح
السيسي بدعم حرب الولايات المتحدة ضد مقاتلي تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش"، ولكنه دعا الرئيس الأميركي لتوسيع الحملة لتشمل المتطرفين خارج العراق وسوريا.
وفي تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، وفي أول لقاء له منذ تسلمه السلطة في حزيران/ يونيو، حذر الولايات المتحدة "من غسل يدها" من الشرق الأوسط، في وقت تتعرض فيه الحدود للمخاطر ويزداد تهديد المتشددين وعدم الاستقرار.
وأشار السيسي للتهديد الإرهابي في
ليبيا والسودان واليمن وشبه صحراء سيناء، منوها إلى أن المخاطر التي يمثلها تنظيم الدولة المعروف بـ "داعش"، ليست على الشرق الأوسط فقط، ولكن تهدد الغرب أيضا.
وقال الرئيس المصري إنه يواصل عمليات التطوير الاقتصادي ونشر التسامح الديني كوسيلة مهمة "لتحييد تنظيم الدولة" وغيره من الجماعات الراديكالية.
وأضاف السيسي "لا نستطيع تقليص الخطر الذي يترصد بالمنطقة، وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار كل القطع في اللعبة". وكان السيسي يتحدث من فندق في منهاتن حيث يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا "لا نستطيع تحديد المواجهه فقط لوقف وتدمير تنظيم الدولة".
وقالت الصحيفة إن السيسي منذ تسلمه السلطة قام بعدد من الإجراءات منها قطع الدعم عن الكهرباء، وواصل قمعه للإخوان المسلمين، وعمل مع إسرائيل لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة.
ووقف وراء السيسي عدد من الدول العربية الثرية، مثل الإمارات العربية المتحدة والسعودية، ولعبتا دورا مهما في احتواء الثورات التي اجتاحت المنطقة، وأطاحت بالرئيس حسني مبارك عام 2011، بحسب الصحيفة.
ويقول التقرير إن الولايات المتحدة، بالرغم من قلقها من تراجع الإصلاح الديمقراطي وحريات الإعلام، قامت بالتودد للسيسي وتعهدت بإرسال 10 طائرات أباتشي، كانت قد علقت إرسالها بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في تموز/ يوليو 2013.
وقال السيسي إنه يدعم حملة الولايات المتحدة ضد "تنظيم الدولة". لكنه حذر من مشاركة حكومته، في الوقت الذي تحدث فيه المسؤولون الأميركيون عن إمكانية تدريب الضباط المصريين القوات العراقية على أساليب مكافحة الإرهاب.
وقال السيسي إن الدول الجارة للعراق وسوريا مثل الأردن وتركيا والسعودية يجب أن تلعب دورا مهما في مواجهة "تنظيم الدولة". وقال "الرصيد المادي لتشكيل مثل هذا التحالف موجود، وهناك أهمية رمزية لوجود تحالف موحد".
وشدد السيسي على مواصلة مصر وبشكل مستقل مواجهة التطرف وغيره من التهديدات لأمن مصر. في إشارة للغارة المشتركة التي قامت بها الطائرات الإماراتية من قواعد مصرية على مواقع إسلاميين في داخل ليبيا ودون علم من الولايات المتحدة.
ولم يؤكد السيسي تلك الهجمات، ولكنه قال إن حكومته تلعب دورا مهما في مساعدة حكومة طرابلس لفرض الأمن في البلاد. وقال "لقد قمنا بمساعدة الحكومة في طرابلس للوقوف على قدميها"، مضيفا "وقدمنا لليبيين الفرصة التي يريدونها".
وتحدث السيسي عن حملة حكومته لإنعاش الاقتصاد، وتعبيد الطريق نحو الانتخابات البرلمانية.
ولاحظت الصحيفة أن الجنرال السابق بدا حساسا من النقد الدولي لطريقة معاملة وسجن صحافيي قناة
الجزيرة القطرية الثلاثة.
وأكد للصحيفة انه يحترم استقلالية القضاء المصري، ولكنه لم يكن ليسمح بوصول القضية للقضاء لو كان في السلطة "لو كنت مسؤولا والشخص الذي بيده الحكم، لم تكن القضية لتصل لهذه النقطة، كنت سأرحلهم من البلد".