أبدى أهالي مدينة
الفلوجة تخوفهم من حدوث مجازر إبادة جماعية تطال المدنيين العزّل، وتكرار السيناريو الأمريكي عام 2004 نتيجة استمرار القصف العشوائي على المدنية بالبراميل المتفجرة وصواريخ الراجمات، من دون أي حل يلوح في الأقف لإيقاف القصف المتواصل الذي تشنه قوات الأمن
العراقية يوميا ويذهب ضحيته الأطفال والنساء دون أن يستثني أحدا.
وتعرضت عدة أحياء من مدينة الفلوجة خلال اليومين الماضيين إلى قصف عنيف بالطائرات، حيث شمل مناطق حي جبيل ونزال وحي الشهداء.
محمد سمير35 عاما، أحد سكان حي نزال في الفلوجة، قال في حديث خاص لـ "عربي 21"، إن أحياء عدة في الفلوجة تشهد منذ نحو 6 أشهر تشهد عمليات قصف عنيف طالت البشر والحجر، ما أدى إلى نزوح الأهالي بالآلاف خشية استهدافهم.
وأضاف أن ما يحصل الآن في الفلوجة يعد كارثة إنسانية وإبادة جماعية، إذ يذكرنا بالصواريخ والطائرات الأميركية قبل اجتياح الفلوجة عام 2004، مخلفة آلاف الشهداء من أبناء المدينة، إضافة إلى أن القصف أدى إلى تدمير البنية التحتية للفلوجة بالكامل.
ونوه سمير إلى أن رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي أمر بإيقاف القصف العشوائي على الفلوجة، لكن مازال القصف مستمرا بل زاد كثافة ليحول مناطق عدة من المدينة إلى ركام، كمدن وأحياء سورية المدمرة مع الأسف.
ويستقبل مستشفى الفلوجة العام يوميا العشرات من القتلى والجرحى نتيجة عمليات القصف المتكررة على مناطق واسعة من المدينة.
وأكد أطباء، أن معرفة حالة بعض الإصابات ومستوى خطورتها ما زال غامضا، وهذا يعني أن الجيش قد لجأ إلى استخدام أسلحة محرمة دوليا، ما يثير القلق والخوف من تكرار السيناريو الأمريكي في الفلوجة، الذي أدت صواريخه لتشوهات في الولادات نتيجة تعرضها للأسلحة المحرمة دوليا، ومنها اليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض.
بدوره، قال أحد سكان حي الشهداء مصطفى المحمدي 20 عاما، لـ "عربي 21": "لا يمكن تفسير ما يحصل لنا من استهداف يومي بصواريخ الراجمات والبراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات حربية، إلا أنها حرب إبادة جماعية تمارس بحق أهالي الفلوجة أمام أنظار العام العربي ومنظمات حقوق الإنسان التي لزمت الصمت، مضيفا "فقدت قبل أشهر إحدى ساقي وأحد إخوتي نتيجة هذا القصف اليومي الهمجي على منازلنا".
وتساءل المحمدي "فيما إذا كان الانتماء إلى الفلوجة تهمة تستحق القتل والإبادة، وفيما إذا سيبقى أهلها يواجهون الموت في كل ثانية ولحظة ودقيقة وساعة؟، وأخشى من تكرار السيناريو الأمريكي الذي بدأ يتكرر في الفلوجة، ولا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل".