قال قائد
القوات البريطانية السابق الجنرال لورد ريتشاردز إن تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش" لا يمكن هزيمته من خلال الغارات الجوية فقط، مشيرا إلى إن عدم إرسال قوات برية قرار غير صائب.
ونقلت صحيفة "صاندي تايمز" قوله إن جيوشا نظامية، كتلك التي أرسلها الغرب للإطاحة بنظام الرئيس
العراقي صدام حسين عام 2003، كفيلة بهزيمة "داعش".
وانتقد الجنرال ريتشاردز اعتماد قوات التحالف الأميركي على الغارات الجوية، بالقول "في النهاية أنت بحاجة لقوات برية لتحقيق الأهداف التي وضعناها، وكل ما تفعله الغارات الجوية أنها تدمر بعض عناصر من قوة (داعش)، ولن تحقق أهدافنا الاستراتيجية. والطريقة الوحيدة لهزيمة هذا التنظيم هي استعادة الأراضي التي سيطر عليها، وهذا يعني وجود قوات تقليدية".
وأضاف الجنرال البريطاني "الطريقة الأكتر فاعلية لعمل هذا هو استخدام الجيوش الغربية، لكنني أتفهم المعارضة السياسية".
وجاءت تعليقات الجنرال قبل قيام طائرات الإعصار "تورنيدو" البريطانية بأول مهمة في العراق، بعد قرار البرلمان البريطاني الموافقة على الانضمام للتحالف بواقع 524 مقابل 43 صوتا، بحسب الصحيفة.
وتفيد الصحيفة أن وحدة من الطائرات انطلقت من قاعدة أكيتوري الجوية في قبرص باتجاه العراق، وعادت بعد سبع ساعات دون تحديد هدف لضربه.
وأكدت وزارة الدفاع أن طائرة من المجموعة كانت تقودها امرأة، وجاء فشل سلاح الجو البريطاني بتحديد هدف لضربه وسط أخبار عن تغيير "داعش" أساليبه القتالية، ومحاولته تجنب الظهور، والتعرض للضربات الجوية. وقلل مقاتلوه من استخدام العربات والتنقل عبر قوافل على الطرق المفتوحة. ورفع علم دولته في المناطق المدنية بهدف ضربها، والتسبب بسقوط ضحايا مدنيين، بحسب التقرير.
وتبين الصحيفة أن المشاركة تأتي في وقت ألمح فيه ديفيد
كاميرون إلى أنه سيحاول إقناع الرأي العام لتوسيع الحملة، كي تمتد وتشمل
سوريا.
وفي تصريحات لصحيفة "صاندي تايمز" قال كاميرون إنه سيحاول تقديم مبرر قانوني لضرب سوريا، قائلا "ندعم ما تقوم به أميركا والدول العربية ونعتقد أنه يمكننا تقديم المزيد".
وأضاف رئيس الوزراء أنه حصل على نصيحة قانونية تقول إن التدخل في سوريا مبرر، بناء على القانون الدولي "هناك تعقيدات ولكنها ليست صعوبات قانونية".
وقال رئيس الوزراء إنه سيرد على ما طلبه إيد مليباند، زعيم حزب العمال بالحصول على قرار من الأمم المتحدة، ويظهر أن طلبه مستحيل: "يجب أن نظهر للشعب أننا نريد الحصول على قرار من الأمم المتحدة، ولكن هناك صعوبة للحصول عليه"، مضيفا: "قمنا بمحاولات هنا -في الأمم المتحدة- ولكن هناك فيتو روسيا"، وفق التقرير.
وأكد كاميرون أنه مصمم على تنظيم عملية إنقاذ للرهائن البريطانيين، بعد مشاهدته فيديو قتل قام به أفراد من "داعش"، ويقول "لقد شاهدتها -أشرطة الفيديو-؛ لأنني أردت فهم كل شيء عن الظروف التي يواجهونها -الرهائن- هناك، وأعتقد أنه من الصواب مشاهدتها نيابة عن عائلاتهم، بهدف فهمها والتفكير بها".
ونقلت الصحيفة اقتراح ريتشاردز، أثناء قيادته للجيش البريطاني، تدريب وتسليح جيش من المعارضة السورية؛ حتى يطيح بنظام بشار الأسد. وقال إن الغارات لن تنجح "كيف يمكنك الفوز في هذه الحرب عندما ينتهي عدوك في بلد لا تستطيع الدخول إليه".
ويرى أن قوات البيشمركة، التي تتلقى تدريبات، والجيش العراقي، الذي يتم تأهليه وتدريبه، قادرون على استعادة المناطق في العراق وبمساعدة من الدول العربية. وسيتلقون مساعدة من المستشارين الغربيين. وفي حالة فشلهم فعلى الدول الغربية إرسال قوات برية، كما أورد التقرير.
ويخلص ريتشارد إلى أنه "لو مضينا بهذا الطريق، وظل (داعش) باقيا لثلاثة أعوام، فيجب التخلي عن فكرة تدريب وتسليح قوة عربية، والحل الوحيد هو إرسال قوات غربية إلى هناك". متسائلا عن المدة التي ستواصل فيها طائرات سلاح الجو القيام بغارات، ومدى تسامح الرأي العام مع هذا "هل سنواصل قصفهم لثلاث سنوات، خمس سنوات؟".