البداية كانت بالغموض ...وانتهت بعلامات تعجب! وعلامات استفهام؟....
في احتفال لم يُعلَن عن موعده أو محتواه أو طبيعته، أو حتى ساعة بثه على
الشعب، شهد الرئيس
المصري عبدالفتاح
السيسي الاحتفال بتكريم أوائل الجامعات بجامعة القاهرة أقدم جامعات مصر؛ ما أثار ردود فعل متباينة بشأن إقامة مثل هذا الاحتفال وعدم بثه على الهواء مباشرة.
وكانت التكهنات سيدة الموقف حتى الساعات الأخيرة من بدء الاحتفال، ولم يتطرق الإعلام الرسمي لها بكثير أو قليل من تفصيل، وبقي السؤال، لماذا يتحدث السيسي من وراء ستار
وقال رئيس حزب التحالف الشعبي عبد الغفار شكر، تعليقا على هذا الموضوع في حديث لـ "عربي21"، وبالتحديد عن أسباب عدم نقل الاحتفال على الهواء مباشرة: "الأمر برمته يتعلق بالشق الأمني، فالسيسي مهدد، ومستهدف، وما يحدث هو مجرد تدابير أمنية يطلبها أمن الرئاسة للحفاظ على حياة الرئيس، بالرغم من ذلك فلن ينتقص الأمر من رصيده الشعبي في الشارع".
ويرى الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء محيي الدين نوح، أنه لا خطر يتهدد السيسي، والأمن قادر على حمايته، مشيرا إلى إطلاقه إشارة البدء لمشروع قناة السويس الجديدة وسط شعبه.
وقال في حديث لـ "عربي21": "بعض المواقع تروج لخوف السيسي، وأنه لا يلتقي مع الشعب وهو غير صحيح، وبالرغم من وجود مجموعات إرهابية متربصة به، يقابلها أجهزة أمنية قادرة على حمايته، ولن يستطيع أحد أن ينال منه".
السيسي خالف التوقعات ولم يتحدث وأثار علامات استفهام
كانت التوقعات تدور حول نية السيسي التحدث عن رحلته الأربعينية التي التقى فيها بأربعين مسؤولا دوليا خلال فترة إقامته الخماسية في نيويورك بالولايات المتحدة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتكهن البعض بأن يكاشف الرئيس الشعب ويحدثه عن نتائج تلك الزيارة وعلى رأسها اجتماعه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، ولكنه لم يحدث، وذهبت التوقعات مع غيرها من التكهنات أدراج الرياج.
ملح أردوغان ..يفسد طبخة السيسي في نيويورك
وبحسب بعض المراقبين فقد أفسدت تركيا الطبخة المصرية التي شارك فيها المئات من رجال الأعمال والمال والصحافة والإعلام ، وكانت كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كفيلة بوضع الكثير من الملح في الطعام ويفسده.
وبدلا من أن يبقى الوفد المصري في نيويورك لجمع محصول جهوده، ونتاج عمله، ونزع المزيد من الدعم الدولي، وجد نفسه في موقع المدافع الذي يسعى إلى دفع التهم، وتفنيدها، وإصدار البيان تلو البيان لردء تداعيات هجمات تركيا اللاذعة والقاسية.
وتجاهل السيسي لأحداث رحلته الأمريكية، وعدم التطرق إلى الموضوع من قريب أو بعيد بالرغم من بيانات الرئاسة والخارجية المتواصلة بتحقيق إنجازات غير مسبوقة خلق علامات استفهام تبحث عن إجابات بات الجواب عنها متأخرا لن يضيف الكثير ، بحسب بعض المحللين.
رجل المخابرات السابق يخشى المفاجآت ويحسب لها ألف حساب
الاحتفال اقتصر على تكريم أوائل الخريجيين بالجامعات المصرية، ولم يكن هناك حوارا مفتوحا، إنما كانت كلمة مكتوبة، تقرب في متنها لأماني وأحلام الشباب ولكنه حذرهم فيها من الانخراط في السياسة.
وللسيسي عبرة فيمن سبقه عندما قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات عقد حوار مفتوح مع طلاب جامعة القاهرة، وكانت النتائج كارثية على المستوى الرسمي والشعبي عندما اصطدم الشباب الثائر والمغامر، مع أطروحات السادات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي اعتبرها الطلاب متخاذلة، ومتراجعة، وغير فعالة، ولا تشجع على مكافحة الفساد.
وقال عميد كلية الإعلام بجامعة فاروس بالإسكندرية فوزي عبد الغني في حديث لـ "عربي21": "برغم الشعبية الجارفة التي يتمتع بها الرئيس، إلا أنه رجل مخابرات في المقام الأول وله أسبابه في عدم عقد مؤتمرات مفتوحة مع الجماهير"، مشيرا إلى أن السيسي يختار
اللقاءات ويجري حوارات شديدة المكاشفة ولكنها تبقى تحت السيطرة.
وأضاف عبد الغني: "هذا النظام الرئاسي لا ينبغي أن يعمل في وجود عنصر المفاجآت، فهو شكل من أشكال الضمانة للمجتمع المصري الذي خرج في 30 حزيران/ يوينو، ويرغب في الاستمرار في هذه التجربة، لافتا إلى وجود مجاميع إرهابية متطرفة لا تتورع عن فعل أي شيء"، بحسب قوله.
ويرى البعض أن استمرار المؤتمرات المغلقه للرئيس المصري، والحوارات المسجلة، واللقاءات المختارة من صفوة المجتمع، وترك الشعب وحيدا يتلقى نتائج تلك الحوارات على هيئة جرعات محددة لن تغنيه عن اللقاء المباشر، فهل يفعلها الرئيس أم يظل في برجه العاجي خائفا من عنصر المفاجأة، أو تداعيات المواجهة.