ملفات وتقارير

ارتفاع أسعار الأضاحي يفسد فرحة المصريين بالعيد

قليل من المصريين من يحوز ثمن الأضحية - أرشيفية
قليل من المصريين من يحوز ثمن الأضحية - أرشيفية
تصاعدت شكاوى المصريين من ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام، وسط غياب من الرقابة على الأسواق، وارتفاع أسعار السلع الغذائية، ما دفع كثيرين من الأهالي للاشتراك في أضحية واحدة، وتسبب في حالة من ركود البيع والشراء بأسواق الماشية، ومحال الجزارة.

وتوقع خبراء أن تكون هذه السنة من أقل السنوات التي يشتري فيها المصريون اللحوم أو الأضحية، نظرا لأن توقيت العيد جاء في توقيت بدء الدراسة، وتزامن مع ارتفاع أسعار عدد من السلع الأساسية، نتيجة حفض الدعم الحكومي عن أسعار الطاقة، الأمر الذي يجعل فكرة شراء الخروف من نصيب نوعية محددة من المواطنين، بينما سيكون شراء اللحوم بالكيلو حال غالبية المصريين. 

والأمر هكذا، ذكرت الغرفة التجارية بالقاهرة -في تقرير لها- أن هناك ارتفاعات في أسعار اللحوم، إذ يتراوح كيلو الكندوز بين 70 و 75 جنيها، وكيلو الدوش يبدأ من 40 جنيه، وكيلو البتلو من 80 جنيها، ويتجاوز سعره أحيانا المائة جنيه، بينما يتراوح سعر كيلو اللحم الجاموسي بين 45 و 55 جنيها.

وتصل فجوة تلبية الاحتياجات المصرية من اللحوم إلى 900 ألف طن سنويا. واتهم مواطنون وزارة التموين بالتقصير فى فرض الرقابة على الأسواق، مما شجع التجار على رفع الأسعار، فيما دافع التجار عن غلاء الأسعار، متعللين بارتفاع أسعار الأعلاف، وبالتالى زيادة تكلفة تربية الأغنام والماشية.

الحالة في الأسواق

بحسب خبراء، حدثت متغيرات كثيرة في الأعوام الثلاثة السابقة، وتسببت في رفع أسعار اللحوم البلدية والمجمدة المستوردة، أبرزها ارتفاع أسعار عجول التربية الصغيرة، نتيجة تراجع حاد في المعروض منها، وارتفاع تكاليف الإنتاج الناتجة عن ارتفاع أسعار الأعلاف، وتراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، وخفض الدعم الحكومي عن الطاقة، ورفعه عن بعض الخدمات.

وقد سجلت أسعار الأعلاف زيادة بمائتي جنيه، ليسجل الطن نحو 3500 جنيه، مقابل 3300 قبل شهور، وانعكست تلك الزيادة على أسعار الماشية فتراوح سعر الكيلو القائم الحى من الغنم بين 38 و 41 جنيها، ليرتفع ثمن الخروف من ألفين الى ثلاثة آلاف جنيه فى حين تراوح سعر البقر بين 35 و 39 جنيها ليصل سعر رأس الماشية الى 13 ألف جنيه فى المتوسط، فى حين بلغ كيلو اللحم 65 جنيها فى المتوسط.

جزار وتاجر وموظف

بالنسبة لأطراف الأضحية، يقول صاحب محل جزارة، إن اللحمة "الضاني" كانت في السابق الحل لكل "غلبان"، لكي يشعر بعيد الأضحى، خاصة أن الخروف كان يكلف الأسرة نحو 900 جنيه، وكان كيلو اللحم الضاني بنحو 50 جنيها، فكان من الممكن أن تشتري أسرة من أربعة أفراد، كيلو من اللحم الضاني، لتشعر بالعيد، ولكن الآن الوضع تغير، فكيلو اللحم الضاني يبدأ سعره من 70 جنيها، ونعاني من ركود بيعها، لأن سعر العلف كل يوم في ازدياد، ولن نتحمل التكلفة وحدنا".

وأشار تاجر مواش إلى أن حركة البيع ضئيلة جدا، وأن المواطنين أحجموا عن الشراء بسبب غلاء الأسعار، وقلة الرواتب، مؤكدا أن التجار لا يستطيعون أن يخفضوا الأسعار بسبب ارتفاع الأعلاف، وتكلفة تسمين الماشية.

ومن جهته، يقول أحد الموظفين إن أسعار لحوم الأضاحى وصلت إلى أرقام غير مسبوقة هذ العام، موضحا أن سعر الخروف متوسط الحجم الذى كان يباع بألفى جنيه وصل هذا العام إلى 3 آلاف، وارتفعت أسعار الجاموس والبقر الصالح للأضحية، ووصل سعر كيلو اللحم البلدى إلى 70 جنيها، والضأن إلى 80 جنيها للكيلو، فكيف يستطيع محدود الدخل شراء لحوم العيد لأبنائه؟

جولة في المحافظات

بجولة في المحافظات، لوحظ أن أسواق الأضاحى سجلت قفزة هائلة فى الأسعار، ما تسبب فى حالة من الركود والعزوف عن شراء الخراف، واتجاه كثير من المواطنين إلى شراء الماعز بدلا منها، أو شراء العجول بنظام "الشركة، وشكا الأهالى من استغلال مافيا التجار، وجشع الجزارين نتيجة غياب الرقابة التموينية على الأسواق.

ففى الأقصر، أصاب الركود أسواق الأغنام، وأرجع البعض حالة الركود إلى توقف القطاع السياحى الذى يعمل به الآلاف من أبناء المحافظة، فيما زاد الإقبال على شراء البقر والعجول، وهى الظاهرة التى انتشرت فى الأعوام الأخيرة، إذ يشترك مجموعة من المضحين فى أضحية واحدة، وكذلك اتجه البعض إلى شراء الماعز وأغنام المزارع، نظرا إلى انخفاض أسعارها.

وفى المنيا، شهدت المحافظة ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الأضاحي، وسجل سعر الكيلوجرام الواحد حيا غير مذبوح 40 جنيها فى بعض المناطق. 

وأرجع تاجر أغنام سبب ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع إيجارات الأراضى الزراعية التى وصلت إلى 300 جنيه للقيراط الواحد، وارتفاع أسعار الأسمدة المستخدمة فى إنتاج محصول البرسيم الذى يعد أفضل علف حيوانى، علاوة على زيادة أسعار الأعلاف الأخرى كالذرة الشامية.

وأوضح أن أقل خروف عمره أكثر من 6 أشهر لا يقل سعره عن 1300 جنيه، وأن  أغلب التجار يفضل بيعه بالكيلو، أى يتم وزن الأضحية، وهى حية، ويتم احتساب الكيلو بسعر 40 جنيها فى بعض المناطق، مقارنة بالعام الماضى، الذى لم يتجاوز فيه سعر الكيلو 31 جنيها حيا.

وفى المنوفية، أصبح العثور على أضحية مناسبة بسعر مقبول عملية مرهقة للمستهلك، واتهم المواطنون وزارة التموين بغياب الرقابة التى شجّعت التجار على رفع الأسعار، إذ ارتفعت أسعار الأضاحى بشكل ملحوظ، مما يرجح التوقعات بإحجام المواطنين عن الذبح والتضحية بسبب الظروف الاقتصادية.

فقد ارتفعت أسعار اللحوم البلدية بنسبة تتراوح بين 20 و40%، فيما تتراوح أسعار رأس الماشية الواحد بين 10 آلاف و 14 ألف جنيه، مما اضطر عدداً كبيرا من المستهلكين إلى استبدال الأغنام بالأضاحى، لأنها رخيصة الثمن، ومتوافرة بالأسواق.

وفي محافظة قنا سادت حالة من الغضب والاستياء بين الأهالي عقب إعلان التجار أسعار لحوم العيد التي وصل ثمن الكيلو فيها الى 80 جنيها، ما دفع الأهالي إلى التوجه للجمعيات الاستهلاكية لسد حاجتهم من اللحوم السودانية التى تطرحها الدولة بشكل أسبوعى لسد العجز.
 
لحوم السيسي قبل العيد!

وكانت جريدة الأهرام الرسمية ذكرت الثلاثاء أن "الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه بتوزيع 200 طن من اللحوم البلدية علي 100 ألف أسرة بسيطة في المحافظات والمناطق النائية، كهدية من الرئيس احتفالا بعيد الأضحي"، وفق تعبير الجريدة!
التعليقات (1)
على خليفة
الأربعاء، 02-09-2015 05:35 م
اقل وزن لعجل بقرى يمكن ان يضحى به يوفى السن حوالى450 كج اى انهيساوى حوالى 15000جنيه وغير متواجح ولا يوجد اى رقابه على الاسعار وسيبين التجار تتحكم فينا ..اىن دور وزارة الزراعه ...التى تطرح اضاحى للحجز ولكن للتجار والمحاسيب وليس للمواطنين