انعكاسات أزمة "كوباني" تخيم على الصحافة التركية

تناولت الصحف التركية، الصادرة صباح السبت، قضايا تتعلق بالأزمة الحالية، التي اندلعت بعد أعمال شغب وعنف وتخريب طالت 6 محافظات تركية، وراح ضحيتها العشرات من المواطنين إضافة إلى تخريب أماكن العمل والتي كبدت أصحابها ملايين الليرات بسبب ما جرى لهم جراء مظاهرات خرجت ضد ما يعرف بتنظيم الدولة "داعش" ومحاولته السيطرة على قرية "كوباني" عين العرب، السورية.

الولايات المتحدة تحذر دول التحالف من "تنظيم الدولة"!

أوردت صحيفة "ستار" في خبر لها أن الولايات المتحدة الأمريكية تحذر دول العالم من هجمات انتقامية محتملة لـ"تنظيم الدولة". ونقلت صحيفة "ملليت" الخبر ذاته تحت عنوان: الولايات المتحدة الأمريكية تحذر دول العالم من هجمات انتقامية محتملة لـ"داعش". ونشرت صحيفة "حريت" الخبر تحت عنوان: واشنطن تحذر من هجمات انتقامية لـ"داعش" ضد "التحالف"

ونقلت صحيفة "صباح" عن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل، قوله: "إن بلاده تريد من تركيا تقديم المساعدة العسكرية للتحالف الدولي في محاربة داعش، من خلال استخدام قاعدة أنجرليك الجوية التركية من قبل التحالف". 

وتشير صحيفة "حريت"، إلى أنه تم الاتفاق على أول بند واضح فيما يتعلق بالدور العسكري لتركيا في مواجهة "داعش".

تنظيم داعش يفرض سيطرته على كوباني، والمدينة تخلو من المدنيين

أفادت صحيفة "يني عقد" في خبر لها بأن تنظيم الدولة "داعش" فرض سيطرته على مركز مدينة كوباني "عين العرب"، ونقلت صحيفة "صباح" عن الناطق الرسمي باسم الحكومة التركية، بشير أتلاي: بأنه "لا يوجد مدنيين في كوباني".

الحر يقاتل مع الاكراد ضد "داعش"

وأوردت صحيفة "ملليت"، في خبر لها جاء فيه أن "الجيش السوري الحر يحارب داعش بالتحالف مع حزب الإتحاد الديمقراطي في كوباني".

تركيا ومعارك الربيع! 

ترى الكاتبة التركية، لالي كمال، في مقال لها بصحيفة "زمان" تقول فيه: "يظهر وكأن تركيا بالأحداث التي تعيشها الآن، في طريقها إلى ما يشبه الربيع العربي الذي انتقل إلى الشوارع في العالم العربي ضد الأنظمة الاستبدادية".

ويقول الكاتب، في صحيفة "سوزوجو" بكر جوشكون، في مقال له: بأنه "هذا هو "الربيع التركي" الذي كانوا يتحدثون عنه، حيث الدم القاني، والورود المتفتحة بالخيانة.

ويشير رئيس تحرير صحيفة "ملليت"، قوناري جفان أوغلو، في مقال له، إلى أن "مظاهر الربيع العربي لا تليق على الإطلاق بتركيا، فلا داعي لتخريب بلادنا الرائعة".

كما يرى رئيس تحرير صحيفة "يني شفق"، علي بيرام أوغلو، في مقال له: لقد "أثبتت الأحداث الأخيرة في تركيا، أن الشرارة الصغيرة تتحول إلى انفجارات كبيرة في حال توافر الجو المناسب لها".

الوضع التركي الداخلي

يوضح الصحفي، أرطغرل أوزكوك، في مقال له بصحيفة "حريت": بأن هناك "حالة من الصمت العميق تخيم على "الأتراك" في تركيا. وتشير صحيفة "زمان" في خبر لها، بأن "تركيا تضج لخبر استهداف مدير أمن مدينة بينقول ومساعده".

ويقول رئيس تحرير صحيفة "ميلاد" خليل مارت: بأنه "في تركيا القديمة كان تخويف الناس أحد أشكال القيادة، ولذلك كانت بعض مؤسسات الدولة تلعب دور في تأسيس التنظيمات الإرهابية بالتوافق مع القوى الخارجية، ودائماً يجري الحديث عن دور جهاز المخابرات التركي في تأسيس حزب العمال الكردستاني.

وأوردت صحيفة "طرف" في خبر لها بأن الأحداث الأخيرة في كوباني أظهرت حجم الأزمة في القيادة بشكل واضح، ففي ظل تأزيم أردوغان وداود أوغلو للمشهد، ارتفع عدد ضحايا الأحداث المستمرة منذ أربعة أيام إلى 37 شخص.

ويشير الصحفي، أيون خان كايا، في مقال له بصحيفة "ميلاد": إلى أنه "أظهرت الأحداث في ديار بكر ومردين وباتمان وسيرت وفان وحكاري أن من تسبب بالأضرار بنسبة 90? للأكراد هم أنفسهم. وفي ذات الصحيفة يشير الصحفي، سيد ماهمات دنيز: بأن "الشباب اليساريين والقوميين الأكراد حولوا الشوارع إلى ساحة معركة بعد النداء بالنزول للشارع الذي توجه به الشعب الجمهوري والحركة القومية ومعهم الإعلام".

ويقول الكاتب، ياسين أكتاي، في مقال له بصحيفة "يني شفق" إن "الإرهاب الذي عبرت عنه الحشود التي نزلت إلى الشارع بدعوة من حزب الشعوب الديمقراطي، لا تدع لهم أي مجال للتعبير عن صحة مسارهم". 

ونقلت صحيفة "طرف" عن الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي، فيقان يوكسك داغ، قوله بأنهم أرسلوا "تحذيرهم للحكومة من قبل باحتمالية حصول هذه الأحداث".

ونقلت صحيفة "سوزوجو" عن رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، قوله: "الجيش والشرطة سيقومون بعمل اللازم".

ويرى رئيس تحرير صحيفة "يني عقد"، عبد الرحمن ديليباك: بأن "حزب الشعب الجمهوري والتنظيم الموازي ساهموا في اشتعال الأزمة بتصريحاتهم التي كانت تصب في نفس الاتجاه".

أردوغان: قدمت روحي في طريق نشر السلام.

نقلت صحيفة "يني شفق" عن رئيس الجمهورية التركية "رجب طيب أردوغان" قوله حول مسيرة السلام: "قدمت روحي فداء للأخوة". ونشرت صحيفة "ميلاد" الخبر تحت عنوان: "أردوغان: قدمت روحي في طريق نشر السلام".

ويقول الكاتب في صحيفة يني عقد، أرصوي دادة: "لن نفرط نحن الأترك والأكراد بهذا السلام الذي وصلنا له بعد أن حفرناه بأظافرنا".

البعد العربي والإقليمي في الأزمة التركية

في مقال له نشر بصحيفة "سوزوجو" يتساءل الصحفي، يلماز أوزديل: عن "من هم المسؤولين عن دخول 30 ألف مسلح إلى تركيا بكل أريحية؟ ممن قدموا للناس بشرى برفع تأشيرات السفر بيننا وسوريا وليبيا والمغرب وقطر وباكستان".

ونقلت صحيفة "صباح"، عن الأمين العام الجديد لحلف شمال "الأطلسي"(ناتو)، ينس ستولتنبرج، قوله: بأن تركيا تحملت العبء الأكبر للحرب الأهلية في سوريا وقال "أريد أن امتدح تركيا التي احتضت مئات الآلاف".

وفي صحيفة "صباح" يقول الصحفي، ماهمات بارلاس، في مقال له: بأنه و"باختصار تركيا ليست سوريا وليست العراق، ومن يريدون منا أن نكون مثلهم ويدفعون بهذا الاتجاه، هم خونة".

وفي السياق ذاته، يقول الكاتب، أحمد فارول، في مقال له بصحيفة "يني عقد": "من يحذرون تركيا من اقتراب الخطر إلى حدودها، ستغدو جميع خططهم ومقترحاتهم لا قيمة لها في حال ظهر أن لهم دور في افتعال الخطر الداخلي".

ويرى الكاتب التركي، يوكسال تاشكين، في مقال له بصحيفة "طرف": بأنه و"في حال نجحت تركيا في توجهها الديمقراطي مع الأكراد بغض النظر عن كل شيء، فأن هذا سيحقق للمجتمعات في الشرق الأوسط ما تصبو إليه.

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "يني شفق" عن رئيس الحكومة التركية، "احمد داود أوغلو" انتقاده الشديد الذي وجهه، لزعيم المعارضة، كليتشدار أوغلو، لرفضه المذكرة المتعلقة بسوريا والعراق ومن ثم مطالبته بإخراج مذكرة جديدة تقضي بفتح الحدود عقب مقتل عشرات الأشخاص في أحداث كوباني.