بدأ "تنظيم الدولة" المعروف إعلاميا باسم (
داعش) يقترب من حدود العاصمة
العراقية بغداد، بعد أن تمكن من التوغل في عمق محافظة الأنبار التي سيطر على 80% من مساحتها.
وعلى الرغم من رفض بعض الجهات السياسية العراقية دخول قوات برية للعراق لمواجهة خطورة "تنظيم الدولة" المتنامية، والتي باتت تهدد مطار بغداد وعمق العاصمة، فإن هنالك توقعات بأن تطلب حكومة بغداد المعونة البرية من قوات
التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة زحف "تنظيم الدولة" صوب بغداد.
وقال الناطق باسم الحراك الشعبي في ست محافظات عراقية، منير العبيدي، إن التحديات الأمنية الخطيرة ستضطر رئيس الحكومة العراقية حيدر
العبادي لطلب المساعدة البرية من التحالف الدولي، مضيفا أن نحو 80% من الأنبار الآن أصبحت بيد "تنظيم الدولة"، ومثلها كذلك محافظة صلاح الدين إلى جانب نينوى.
وأوضح العبيدي أن الجيش العراقي بدأ في الوقت الحاضر بالانسحاب أمام تقدم "تنظيم الدولة" من المواجهات المسلحة، وأن حكومة بغداد لا تستطيع إيقاف زحف التنظيم، مشيرا إلى أن دول التحالف لا تريد تحجيم "داعش"، وأن القصف الجوي للتحالف الدولي محدود.
وأكد أن تهاون التحالف الدولي حيال ما يجري في العراق يأتي ضمن مشروع مخطط له، ولكن في النهاية ستتسارع الأحداث وسيضطر رئيس الحكومة العراقية إلى طلب المعونة البرية من التحالف الدولي، على حد قوله.
وكانت محافظة الأنبار قد طلبت من حكومة العبادي إرسال فرقتين عسكريتين لسد النقص الحاصل في المحافظة، ووضع حد للانتهاكات والاخفاقات التي حصلت في أغلب مدن الأنبار.
ويأتي هذا الحديث للناطق باسم الحراك الشعبي متماشيا مع رأي حكومة الأنبار المحلية حيال الحاجة للدعم البري الدولي، حيث بيّن رئيس مجلس محافظة الأنبار، أنه في حال عجزت الحكومة الاتحادية ببغداد عن توفير تلك القوات لتحرير الأنبار "فسنضطر إلى الطلب من التحالف الدولي بنشر قوات برية في المحافظة لتحريرها من تنظيم الدولة".
وقال: "نحن على استعداد للتعاون مع أي جهة تساندنا في الأنبار من الحكومة والقوى السياسية والعشائرية في قتال التنظيم، وعندها سنتخلى عن طلب الدعم العسكري الدولي".
وجاء اغتيال قائد شرطة الأنبار، اللواء أحمد صداك الدليمي، بنيران عناصر "تنظيم الدولة"، الأحد، الماضي خسارة كبيرة وتراجعا في معنويات القوات الأمنية التي تقاتل في ساحة الأنبار غرب العراق، وعلى إثر ذلك أعلنت عشائر محافظة الأنبار النفير العام ضد "تنظيم الدولة" ثأرا لدماء قائد الشرطة الدليمي الذي اغتيل بعبوة ناسفة انفجرت على موكبه في منطقة أبو ريشة بالرمادي.
وقال عضو حكومة الأنبار المحلية، عذال الفهداوي، لـ"عربي21" إن العشائر أكدت مواصلة معاركها مع "تنظيم الدولة" حتى تطهير المدينة بالكامل، "حتى لو قتلوا جميعا"، على حد قوله.
وفرضت التحديات الأمنية هذه وضعا صعبا يعيشه العراقيون خاصة بعد اقتراب مسلحي "تنظيم الدولة" من حدود العاصمة بغداد، حسب التقارير العسكرية.
وفي محاولة منها لتطمين السكان المدنيين، نفت وزارة الدفاع العراقية دخول مسلحي "تنظيم الدولة" مدينة أبو غريب التي تبعد 13 كلم غرب بغداد، واستعدادهم لمهاجمة مطار بغداد الدولي.
وقال ضابط رفيع في الجيش العراقي، إن الأنباء الواردة عن سقوط المدينة "عارية عن الصحة"، مضيفا أن الحياة تسير بشكل طبيعي في مدينة أبو غريب، إلا أن رئيس أركان الجيش الأمريكي مارتن ديمبسي، بيّن أن "تنظيم الدولة" كاد يصل مطار بغداد الدولي لولا التصدي لهم من خلال مروحيات "الأباتشي" الأمريكية المقاتلة لإبعادهم عن هذه المنشأة الحيوية.