من هو.. لا نعرفه.. نسمع عنه.. هذه نماذج عن إجابات عدد من المصريين الذين أجابوا على سؤال وجه لهم كان نصه "هل تعرف سليمان خاطر".
السؤال الذي وجهه "عربي21" لهؤلاء المستطلعة آرائهم، كشف عبر إجاباتهم عن جهل بسليمان خاطر أحد عناصر قوات الأمن المركزي المصري، الذي كان يؤدي مدة تجنيده على الحدود المصرية مع "إسرائيل" عندما أصاب وقتل سبعة إسرائيليين تسللوا إلى نقطة حراسته، في الخامس من أكتوبر عام 1985م.
الملاحظ في الاستطلاع أن معظم المشاركين في الإجابة هم من صغار السن، الأمر الذي يدل على أنه إذا لم يتم تذكير الأجيال بالتاريخ فإنه يتم نسيانه وضياعه.
فسليمان محمد عبد الحميد خاطر من مواليد عام 1961، في قرية إكياد البحرية التابعة لمدينة فاقوس في محافظة الشرقية.
وقصة خاطر كما نشرتها صحيفة الوفد المصرية، أنه في يوم خمسة أكتوبر عام 1985، وأثناء قيام سليمان خاطر بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برقة أو رأس برجة بجنوب سيناء، فوجئ بمجموعة من السائحين الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته، فأطلق رصاصات تحذيرية ثم أطلق النار عليهم حيث إنهم لم يستجيبوا للطلقات التحذيرية.
ووفقا لمحاكمته العسكرية، وفي خلال التحقيقات معه قال سليمان بأن أولئك الإسرائيليين قد تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، وأنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار.
سلم سليمان خاطر نفسه بعد الحادث، وصدر قرارا جمهوريا بموجب قانون الطوارئ بتحويله إلى محاكمة عسكرية، فيما طعن المحامي صلاح أبو إسماعيل الذي كان يترافع عن خاطر بالقرار وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعي، وتم رفض الطعن.
بعد محاكمة سليمان خاطر عسكريا، صدر الحكم عليه في 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة.
بعد أن صدر الحكم على خاطر نقل إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفي اليوم التاسع لحبسه، وتحديداً في سبعة يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة.
وقال تقرير الطب الشرعي انه انتحر، وقال أخوه: "لقد ربيت أخي جيدا وأعرف مدى إيمانه وتدينه"، إنه لا يمكن أن يكون قد شنق نفسه لقد قتلوه في سجنه.
وقالت الصحف المصرية إن سليمان خاطر شنق نفسه على نافذة ترتفع عن الأرض ثلاثة أمتار، فيما قال من شاهد الجثة إن الانتحار ليس هو الاحتمال الوحيد، وأن الجثة كان بها آثار خنق بآلة تشبه السلك الرفيع علي الرقبة، وكدمات على الساق تشبه آثار جرجرة أو ضرب.
وقال الطب الشرعي إن الانتحار تم بقطعة قماش.
أمام كل ما قيل، تقدمت أسرته بطلب إعادة تشريح الجثة عن طريق لجنة مستقلة لمعرفة سبب الوفاة، وتم رفض الطلب مما زاد الشكوك وأصبح القتل سيناريو أقرب من الانتحار.
تسلم الإسرائيليون تعويضاً عن قتلاهم من الحكومة التي قالت عنها أم خاطر: "ابني اتقتل عشان ترضى عنهم أمريكا و إسرائيل".