شهدت مدينة
الموصل عودة عدد من
الأطباء وأساتذة كلية الطب؛ بعد أن أمهلهم تنظيم الدولة أياما معدودة للعودة إلى المدينة، مهددا إياهم بمصادرة أموالهم "المنقولة وغير المنقولة" إن لم يمتثلوا لأوامره.
وقد قال أحد الأطباء المعروفين في المدينة، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه في حديث خاص لـ"عربي21"، إنه قرر العودة إلى المدينة بعد أن نزح إلى مدينة دهوك بإقليم كردستان، مضيفا "نزحنا أنا وعائلتي من الموصل بعد دخول التنظيم إليها، والآن وبعد أن صدر البيان وتم تهديدنا بأموالنا وقعت أنا وعائلتي في حيرة كبيرة، وقررت العودة إلى المدينة الموجود فيها بيتي وأموالي المودعة في البنك".
من جانبه، أكد الدكتور أكرم سلمان في حديثه لـ"عربي21"، أنه عاد إلى الموصل بعد ان سمع بالبيان، مبينا "كنت في تركيا لفترة مؤقتة حتى تنجلي أزمة المدينة، لكنني اليوم لست مستعدا لخسارة أموالي وبيتي الذي لا أستطيع بيعه بسبب توقف حركة سوق العقار في الموصل".
واعتقل تنظيم الدولة في الموصل خلال الأيام الماضية الطبيب المعروف غالب شاكر وهو طبيب أخصائي وأستاذ في كلية الطب وأفرج عنه بعد أيام، حيث أكد مقربون من الدكتور غالب، أن الأخير رفض الكشف عن أسباب اعتقاله، ولكنه أشار إلى أن التنظيم توعده بمصادرة أمواله إذا خرج من المدينة أو "حرض" الأطباء على الخروج منها.
وكان ديوان القضاء والمظالم في تنظيم الدولة أصدر بيانا في الثالث من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، قال فيه "نمهل كل الأساتذة بكافة الاختصاصات الطبية وغيرها، الذين محل عملهم وسكناهم في دولة الخلافة بالرجوع واستئناف أعمالهم بمدة أقصاها عشرة أيام، وبخلافه ستحجر كل أموالهم المنقولة وغير المنقولة".
وأشار البيان إلى أن "الأساتذة التابعين إلى الاختصاصات الطبية وغيرها من الاختصاصات، تسببوا في إغلاق الجامعات، ما اضطر الكثير من الطلاب السفر إلى بغداد وشمال
العراق لإكمال دراستهم".
ولا يقتصر البيان على الاختصاصات الطبية، بل يتعدى الأمر جميع الاختصاصات التعليمية في محاولة من التنظيم لتشغيل جامعة الموصل، حيث تقول الدكتورة خديجة الشماع وهي مدرسة في كلية التربية بنات، "يبدو أن الأمر سيشمل الجميع، وأنا حزمت أمتعتي للعودة إلى المدينة خوفا على مصادرة البيت ومحتوياته".
ولفتت الشماع إلى أنها خرجت من المدينة خوفا من القصف الذي تتعرض له، خصوصا أن بيتها مجاور لمركز شرطة في المدينة والذي يتخذه مسلحو تنظيم الدولة كمقر لهم.
لكن عددا من أساتذة جامعة الموصل والموظفين فضلوا مصادرة أموالهم على العودة إلى المدينة، حيث قال خالد الحمداني وهو موظف في الوقف السني إنه لن يعود إلى الموصل، خصوصا أنه يخشى من تعرضه للاعتقال أو القتل على يد مسلحي
داعش حسب تعبيره.