الدكتور محمد شريف كامل لـ "عربي21":
* تواصلنا مع الكثير من دول العالم ومنظمات المجتمع المدني.. وكل الحوارات إيجابية
* الانقلاب هو أكبر عملية نصب.. ويدمر مصر ويعود بها لأزمان سحيقة
* الانتخابات المقبلة ستنتج برلمانا صوريا مزورا ببصمات أحمد عز وعصابته
* السيسي ليس إلا أداة.. ومن استغله يعلم متى وكيف يتخلص منه
* الخلاف حول عودة "مرسي" صحي ويفتح الباب لرسم خارطة طريق شعبية
* المجلس الثوري هو الكيان القادر علي توحيد الجهود وإنجاح الثورة.. ونحترم كل المبادرات الإيجابية
* "التيار الثالث".. شعار غريب لأنه يساوي بين فكر سياسي ونظام ديكتاتوري
* الانقلاب سيفشل كما فشل الاستعمار.. واللعب بورقة الإرهاب يعقد الأزمة
* سيكون هناك انفجار دموي مدوّ بمجرد تضارب مصالح الانقلابيين
* الثورات لا تموت ولا تستسلم ولا تنتهي حتى تحقق حلم الشعب
* استمرار الحراك الثوري حتى الآن رغم إرهاب النظام أكبر دليل على فشل الانقلاب
* هذه هي إنجازات المجلس الثوري خلال شهرين.. ولنا بصمات واضحة في مواجهة النظام
قال الدكتور محمد شريف كامل، المتحدث الرسمي باسم المجلس الثوري المصري، إن المجلس مستمر في تنفيذ خطته التي بدأها، من خلال فضح الانقلاب وتعرية ممارساته القمعية أمام العالم أجمع، ويتواصل مع كل القوى المعارضة للانقلاب لتوحيد جهودهم، لافتا إلى أنهم تواصلوا مع الكثير من الدول ومنظمات المجتمع المدني، وكل الحوارات – التي جرت بينهم- إيجابية، ولكن بدرجات متفاوتة.
وأضاف- في حوار خاص لـ"عربي 21"- أن الخلاف حول مطلب عودة الرئيس المعزول محمد مرسي أمر صحي ويفتح الباب لرسم خارطة طريق بإرادة شعبية، مضيفاً :" نحن نرى أن الرئيس مرسي يمثل الشرعية التي يجب أن نتمسك بها، لأنها تمثل الإرادة الشعبية الوحيدة، والطريق الوحيد لتغيرها هو إرادة شعبية عن طريق ديمقراطي".
واستنكر فكرة "التيار الثالث" الذي يرفض
العسكر والإخوان، قائلا إن "هذا الشعار في حد ذاته غريب، لأنه يساوي بين فكر سياسي قد نتفق أو نختلف معه (الاخوان)، الذين جاءوا للحكم بأول انتخابات حرة في تاريخ مصر، وبين نظام ديكتاتوري يفرض نفسه بالقوة ويقتل الحريات والإنسان (العسكر)، وبلا شك يحق لهذا التيار أن يرفض الاثنين، ولكن رفض العسكر يكون بالثورة ورفض الاخوان يكون بالصندوق".
وحول تقييمه لأداء سلطة الانقلاب، تابع "كامل" :" نحن نتكلم عن أكبر عملية نصب، لا يفوقها إلا اغتصاب فلسطين، عملية نصب استغل فيها قصر نظر قطاعات من الليبراليين واليسارين التي تحالفت مع النظام القديم لخلع نظام ديمقراطي، والانقلاب يسير على خطى ثابتة وخطة محكمة لإسقاط الثورة، ثم إعادة تمكين الفساد، وهو يدمر مصر ويعود بها لأزمان سحيقة، ولن يتوقف لأنه يعلم أن توقفه يعني سقوطه، ولذا فالحل هو استمرار الثورة".
وطالب "كامل" بالحوار الجاد لتوحيد الرؤية بين القوى الثورية، وبإخلاص النية لمصر وليس لمصالح حزبية ضيقة، وأنهم عندما ينجحون في ذلك ستنتصر الثورة، مشيراً إلى أن فشل توحد ثوار يناير مرة أخرى يرجع لقصر نظر الجميع، ولأنهم لم يتخلصوا من مرحلة المراهقة السياسية حتى الآن.
ولخص أبرز الأخطاء التي وقعوا فيها بقوله :" أولا لم نتوقع الانقلاب، وعندما وقع تصور الكثيرون أنه سيكون قصير العمر، ولم نتوقع العنف لأنه لم يكن من سمات الشعب المصري ولا جيشه، ثم تحركنا ببطء شديد، فالحكومة البديلة (ما سمي بحكومة المنفى) كانت لازمة عقب فض الاعتصام السلمي، مذبحتي رابعة والنهضة، ولم نشكل المجلس الثوري إلا مؤخرا. فالبطء والتردد هما أهم أمراض الثورات".
وشدّد على أن استمرار الحراك الثوري ستة عشر شهراً بلا توقف رغم إرهاب النظام هو أكبر دليل على الإصرار وعلى فشل الانقلاب في فرض سيطرته، مضيفاً: " بلا شك الشعب قادر على الإبداع وتقديم أساليب متعددة في الداخل والخارج ولدية الكثير، والثورات لا تموت ولا تنتهي حتى تحقق حلم الشعب، ولا يوجد ثورة في التاريخ قضي عليها، وهي قد تمر بموجات من الحمو والهدوء وتغير من خطوات العمل، ولكنها لا تستسلم".
وأوضح "كامل" أن الانقلاب بداخله خلافات ستظهر على السطح ثم تنفجر عندما يحدث التضارب في المصالح، أو عندما تقرر القوى الخارجية المتحكمة فيها ذلك، وعندئذ سيكون انفجار دموي مدوٍّ، لافتاً إلى أن الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها هي جزء من عملية نصب كبيرة، وبلا شك ستنتج برلماناً صورياً مزوراً ببصمات أحمد عز وعصابته، وجميعها إجراءات وأشكال غير شرعية تقوم على نسف الشرعية الوحيدة.
وفيما يأتي نص الحوار:
- كيف تنظر للتطورات السياسية بشكل عام؟
- الأمر في غاية التعقيد خاصة مع اللعب بورقة الإرهاب واستغلال الوضع السوري العراقي والحرب على تنظيم داعش لتصفية قضية التحول الديمقراطي في المنطقة ككل، ولكن هذا يجب أن يكون دافع لنا للتركيز على قضيتنا التي تعدت قضية الديمقراطية لتصبح قضية حقوق إنسان يكمم فاهه ويسجن ويعذب وينتهك عرضه ويقتل كل يوم، بهدف تصفية آدميته بذات أسلوب الاستعمار القديم، وكما فشل الاستعمار سيفشل الانقلاب الفاشي.
- ما الذي وصل إليه الحراك المناهض للنظام في ظل استكمال خطوات "خارطة الطريق"؟
- أولا ما سمى بــ "خارطة الطريق" هو أمر يخص الانقلاب ولا يخص الشعب المصري في أي شيء، هو مسار رسم بالدم وبالانقلاب على ديمقراطية شرعية، وكما شهد العالم كله تتم كل خطواته الشكلية بالتزوير، من دستور هزلي جعل وزير الجيش أعلى في سلطاته من كل أجهزة الدولة، فهو لا يُعزل، وانتخاب رئيس صوري بالتزوير الفج، واستبعاد نصف الشعب من العملية السياسية، وإن كانت صورية. وهذا أكبر دافع لنا للتركيز على قضيتنا العادلة.
- هل المظاهرات الحالية لها جدوى أم أنكم بحاجة لأساليب أخرى لمواجهة سلطة الانقلاب وما هي فرص نجاحها؟
- المظاهرات جزء من الحراك الثوري واستمرارها (16) ستة عشر شهراً بلا توقف رغم إرهاب النظام هو أكبر دليل على الإصرار وعلى فشل الانقلاب في فرض سيطرته، وبلا شك الشعب المصري قادر على الإبداع وتقديم أساليب متعددة في الداخل والخارج ولدية الكثير، والأمر متروك لإخواننا على الأرض داخل الوطن لتحديد أنسب الأساليب والأوقات المناسبة لاستخدامها. ونحن في الخارج لنا دور نقوم به.
- مضي على تدشين المجلس الثوري حوالي 3 شهور.. فكيف تقيمون أداءه ودوره (السياسي- القانوني الحقوقي- الإعلامي) حتى الآن؟
- جميعنا نشعر بأن المجلس قد مضى على تأسيسه فترة طويلة، ونستعجل النتائج، يجب أن نذكر أنفسنا دوما أن الهدف واضح، وهو إسقاط الانقلاب وبناء مصر الحديثة الديمقراطية العادلة، والطريق ليس قصيرا ويجب ألا نحيد عن الهدف.
خلال الشهرين الماضيين قامت جميع المكاتب بدور واضح، وتجد بصماته على العديد من مجالات العمل في مواجه الانقلاب وإهداره لحقوق الإنسان، ومن أعمال المجلس في هذه الفترة القصيرة:
- التواصل مع المجموعات المختلف والأفراد من المصريين في الخارج، ومنها على سبيل المثال: أستراليا، سويسرا، بريطانيا، كندا.
- التواصل مع الدول، ومنها على سبيل المثال: تركيا، ماليزيا، جنوب أفريقيا، المانيا.
- التواجد في مؤتمرات حقوق الإنسان لفضح الانقلاب الدموي.
- إنشاء وتنشيط أدوات التواصل الاجتماعي، والإعلام البديل وستنطلق الصفحة الرسمية في الأيام القادمة بإذن الله.
- تعقب الانقلاب وأجهزته القمعية، ويعلم الجميع بالقضايا التي قبل نظرها في هولندا والولايات المتحدة، وغيرها على الطريق بإذن الله.
- أصدر المجلس العديد من البيانات، ومنها تحذير النظام الانقلابي من المساس بأمن وسلامة الرئيس الشرعي، ونحن جادون في ذلك التحذير.
- إصدار القرار الخاص بعدم مشروعية الاقتراض والمشروعات الوهمية التي يروج لها الانقلاب وعملاؤه، وسينفذ ذلك القرار فور عودة الشرعية.
- البدء في حملة دولية لتأييد الطلاب في مصر ورفض كل ظلم وقع ضدهم.
- ما هي أبرز العقبات التي تواجه عمل المجلس؟
- أبرز العقبات هي النظام الفاشي الذي نواجهه، وهو يستنزف موارد مصر لتحقيق أهدافه مستخدماً كل الوسائل غير المشروعة، لا تحكمه أي قيم، يقف وراءه وبقوة شديدة مصالح تخشى أن تنهض مصر وأن تتحقق الديمقراطية وحقوق الإنسان.
- نود معرفة تفاصيل وأبعاد ونتائج تواصلكم مع الدول الخارجية وكيف كانت ردود الأفعال التي وصلتكم؟
- كما ذكرنا، تواصلنا مع دول عديدة وتواصلنا مع منظمات المجتمع المدني، وذكرنا على سبيل المثال: تركيا، ماليزيا، جنوب أفريقيا، ألمانيا.
وكل الحوارات كانت إيجابية، ولكن بدرجات متفاوتة، ونحن نعلم أن أغلب الدول تتعامل بحكم المصلحة قبل المبادئ، ولذا فإن التواصل مع منظمات المجتمع المدني يعطي نتائج واضحة وسريعة ويساعد في توضيح حقائق الأمور التي لا تخفى على الغالبية، ولكنها تعطي الأثر الأقوى عندما تحركها المنظمات المحلية.
- هل هناك إعادة هيكلة للمجلس؟ وما هي نتائج تواصلكم مع الكيانات والشخصيات التي لم تنضم لكم؟ وكيف ترى رفض البعض للمجلس؟
- التشكيل القائم هو تشكيل دائم ويقوم بالعمل، إلا أنه ككل التشكيلات الديمقراطية يتميز بالديناميكية ويتم تطويره وفق لمقومات الأعضاء وقدراتهم، للاستفادة من جميع الأعضاء.
والتواصل مع الجميع مستمر، والعمل مع كل الوطنين الشرفاء من أجل إنجاح الثورة وإسقاط الانقلاب لم ولن يتوقف، ورفض المجلس من قبل البعض ناتج عن اختلاف في تقييم المرحلة وأنسب الوسائل لإسقاط الانقلاب.
- ما هو موقف المجلس الثوري من الانتخابات البرلمانية؟ وكيف تنظرون للبرلمان المقبل؟
- من المهم ألا ننسى أن تلك الانتخابات المزمع إجراؤها هي جزء من عملية نصب كبيرة مرت بعدة مراحل أشهرها ما سمي بـ"استمارة تمرد"، والانقلاب وما سمى بــ "خارطة الطريق" ودستور الانقلاب الهزلي، وانتخاب رئيس صوري بالتزوير الذي شهده العالم، وبلا شك سينتج ذلك برلمانا صوريا مزورا ببصمات أحمد عز وعصابته. وجميعها إجراءات وأشكال غير شرعية تقوم على نسف الشرعية الوحيدة.
- ما هي خطة عمل المجلس الثوري مستقبلا والخطوات التي يعتزم اتخاذها؟
- سيستمر المجلس في تنفيذ خطته التي بدأت، من خلال فضح الانقلاب وتعرية ممارساته القمعية أمام العالم أجمع، والاستمرار في التواصل وبناء تماسك الحركة.
- كيف تنظر لمستقبل المجلس الثوري؟
- بإذن الله سينجح في تحقيق التكتل الثوري، وسنبني مع شركاء الهدف من داخله وخارجه الطريق اللازم لإسقاط الانقلاب وبناء مصر الخالية من الفساد والمحلاة بالعدل.
- كيف ترى الحراك الاحتجاجي المناهض للنظام في الخارج مقارنة بالداخل.. ولماذا يعتبره البعض غير ملموس؟
- الحراك الخارجي لا ترى نتائجه سريعاً، لأنه يبدأ ببناء قوى الضغط (لوبي) ثم يتحول إلى العمل وفتح قنوات الاتصال، وكل هذا بدأ بعد الانقلاب، أما الداخل فهو حراك مباشر يسقط مشروعية التمكن التي يسعى الانقلاب لتصويرها.
- بعد مرور عام ونصف على تدشين تحالف الشرعية.. كيف تقيم أداءه بعد الانسحابات منه؟
- تحالف دعم الشرعية يتحمل العبء الأكبر في مواجهة انقلاب دموي فاشي، وقد التفت حوله الكثير من القوى، الانسحاب منه هو جزء من عملية التقييم المستمر الذي يجب ألا تتوقف داخل الجبهة الوطنية التي تمثل الثورة. وكما ذكرنا من قبل العاملين على الأرض هم من يحددون أسلوب عملهم.
- قيل إن المعارضة درست فكرة تفويض صلاحيات "مرسي" لشخص آخر.. فكيف ترى هذا الأمر؟
- جميع الأفكار قابلة للدراسة وفي إطار مشروعية الثورة، والفكرة في حد ذاتها ممكنة، ولكن لها عوامل نجاح إن لم تتحقق قبل تنفيذها تحدث تأثير سلبي، وعوامل نجاحها لم تتوفر بعد.
- هناك تخبط وارتباك في صفوف المعارضة وخاصة في تعاملها ورؤيتها للمشهد.. ما هي أسباب ذلك؟
- قد يبدو أن هناك تخبطا، ولكنه ليس كذلك، هو اجتهاد للوصول لطريق الحرية، وللاجتهاد عدّة طرق كل من في صفوف المعارضة يختار الطريق الذي يراه الأنسب وفقاً لتحليله.
- في أطار التقييم الذاتي.. ما هي أبزر الاخطاء التي وقع فيها معارضو النظام؟
- أولا أننا لم نتوقع الانقلاب، وعندما وقع تصور الكثيرين أنه سيكون قصير العمر، ولم نتوقع العنف لأنه لم يكن من سمات الشعب المصري ولا جيشه، ثم تحركنا ببطء شديد، فالحكومة البديلة (ما سمي بحكومة المنفى) كانت لازمة عقب فض الاعتصام السلمي، ومذبحتي رابعة والنهضة، ولم نشكل المجلس الثوري إلا مؤخرا. فالبطء والتردد هما أهم أمراض الثورات.
- ما هو تقييمك لأداء النظام الحالي؟
- باختصار شديد نحن نتكلم عن أكبر عملية نصب، لا يفوقها إلا اغتصاب فلسطين، عملية نصب استغل فيها قصر نظر قطاعات من الليبراليين واليسارين التي تحالفت مع النظام القديم لخلع نظام ديمقراطي.
والنظام يسير على خطى ثابتة وخطة محكمة، إسقاط الثورة، ثم إعادة تمكين الفساد، وكسر إرادة الشعب بإذلاله، وإلغاء كل صور الحرية حتى الشكلي منها، والذي ورث من عصر مبارك أبي الفساد.
النظام الانقلابي يدمر مصر ويعود بها لأزمان سحيقة، ولن يتوقف لأنه يعلم أن توقفه يعني سقوطه، ولذا فالحل هو استمرار الثورة.
وهل تعتقد أن هناك خلافات بداخل النظام.. ومتى تنفجر؟
- لا يوجد نظام بلا خلافات داخلية، ومن يحتكم للديمقراطية تحسم خلافاته الداخلية كالخارجية بشكل ديمقراطي، وستظهر هذه الخلافات على السطح ثم تنفجر عندما يحدث التضارب في المصالح، أو عندما تقرر القوى الخارجية المتحكمة فيها ذلك وعندئذ سيكون انفجاراً دموياً مدوياً، نخشى على مصر منه.
- هل ترى أن المعركة ستكون طويلة أم قد تنتهي قريبا؟ وهل الحل ثوري أم سياسي؟ وهل المعركة صفرية أم لا؟
- طول المعركة وقصرها أمر لا يعلمه إلا الله، وحياة الشعوب لا تقاس بالسنين ولكن بالإنجازات، وعلينا أن نستمر في نضالنا حتى يسقط ذلك النظام الفاشي.
هي بلا شك معركة ثورية وسياسية، صفرية وغير صفرية. فهي ثورية ضد أعداء الشعب، وسياسية فيما بين الشعب على اختلاف توجهاته حتى مع من أيد الانقلاب عن سوء فهم ما لم تلوث يده بالدماء ولم يصفق لإراقتها، وهو ما سوف يحسم عن طريق العدالة الانتقالية.
والمعادلة صفرية ولا مكان فيها لأعداء الشعب، وغير صفرية لباقي الشعب لأن مصر هي ملك لكل شعبها بكل أيدولوجياته السياسية ومعتقداته الدينية، وسيعودن للعيش في سلام.
- وكيف ترى مستقبل السيسي في الحكم وأبرز التحديات التي تواجهه؟
- السيسي ليس إلا أداة، ومن استغله يعلم متى وكيف سيتخلص منه، وأبرز التحديات التي تواجهه قدرته على البقاء.
- كيف تنظر للدور الذي لعبه المجلس العسكري منذ ثورة يناير وحتى الآن؟
- هذا أمر سيقيمه التاريخ ولم تتضح كل معالمه بعد، إلا أنه ولا شك تلاعب بالثورة لغير مصلحة الشعب.
- كيف تنظر لمواقف الحركات الثورية التي تختزل مطالبها في إلغاء قانون التظاهر والإفراج عن المعتقلين وقول بعضها إن التظاهر الآن بمثابة انتحار؟
الحق لا يُجزأ، ومن لا يزال يتصور أن الإصلاح ممكن من داخل النظام فهو واهم.
- كيف ترى "التيار الثالث" الذي يرفض العسكر والإخوان.. وما هو حجم تأثيره في الشارع؟
- الشعار في حد ذاته غريب لأنه يساوي بين فكر سياسي قد نتفق أو نختلف معه (
الإخوان)، والمرة الوحيدة التي حاول أن يحكم فيها جاء للحكم بأول انتخابات حرة في تاريخ مصر، وبين نظام ديكتاتوري قمعي يفرض نفسه بالقوة ويقتل الحريات والإنسان (العسكر)، وبلا شك يحق لهذا التيار أن يرفض الاثنين، ولكن رفض العسكر يكون بالثورة ورفض الإخوان يكون بالصندوق.
- في ظل إحباط ويأس البعض وقبول الكثيرين بالأمر الواقع.. هل يمكن لقوى النظام أن تنجح في القضاء على ثورة يناير تمامًا؟
- من الطبيعي أن يصاب البعض بالإحباط واليأس، وهذا يمثل البعض وليس الكل. ولا أتصور أن يقبل إنسان أمرا واقعا يغتصب فيه شعب بالكامل.
الثورات لا تموت ولا تنتهي حتى تحقق حلم الشعب، ولا يوجد ثورة في التاريخ قضي عليها، الثورات قد تمر بموجات من الحَمْو والهدوء وتغير من خطوات العمل، ولكنها لا تستسلم. هل استسلمت الثورة في جنوب أفريقيا؟ وهل استسلم الشعب الفلسطيني؟
- ما هي أسباب فشل توحد ثوار يناير.. ورؤيتكم للخلاف بشأن مطلب عودة "مرسي"؟
- فشل توحد الثورة لقصر نظر الجميع، وما زلنا لم نتخلص من مرحلة المراهقة السياسية. وأما عن عودة الرئيس مرسي، فالخلاف حولها صحي ويفتح الباب لرسم خارطة طريق بإرادة شعبية، ونحن نرى أن الرئيس مرسي يمثل الشرعية التي يجب أن نتمسك بها، لأنها تمثل الإرادة الشعبية الوحيدة، والطريق الوحيد لتغيرها هو إرادة شعبية عن طريق ديمقراطي.
- ما هو المطلوب من قوى المعارضة؟
- الحوار الجاد لتوحيد الرؤية، إخلاص النية لمصر وليس لمصالح حزبية ضيقة، وهو يعني التخلص من المراهقة السياسية. وعندما ننجح في ذلك ستنتصر الثورة.
- وهل أنت مع حسم القضايا الخلافية أم تأجيلها حاليا؟
- لا توجد أمامنا إلا قضية واحدة، إنجاح الثورة. وكل القضايا الأخرى يجب أن تُجنب، لأنها خلافات وهمية وتحل من خلال المرحلة الانتقالية التشاركية التي ستلي إسقاط الانقلاب.
- ما هي فرص وجود كيان جامع لكل قوى ثورة يناير؟ وهل هناك جهود تبذل في هذا الصدد؟ وكيف تنظرون للكيان الذي أعلن عنه الدكتور أيمن نور؟
- نحن نعتقد أن المجلس الثوري هو الكيان القادر على توحيد الجهود وإنجاح الثورة، وهو كيان مفتوح لكل القوى الوطنية، والتواصل مستمر ولن نتوقف عن التواصل مع الجميع لهذا الهدف.
نحن نحترم ونقدر كل المبادرات الإيجابية والأفكار الخلاقة. وتعقيبنا على المبادرات المختلفة مقتصر على تمنياتنا للجميع بخدمة مصر والثورة.
- هل تعتقد أن المعارضة بحاجة لاستراتيجية جديدة؟
- الحراك الثوري لا يتوقف والاستراتيجيات تُراجع من فترة لأخرى، حسب المرحلة ووفقاً لتحركات المغتصب.
- وكيف تنظر للمبادرات التي تم طرحها سابقا لحل الأزمة سياسيا؟
- كما ذكرنا من قبل، الحل السياسي وارد بين فصائل الشعب المصري وليس مع أعداء الشعب، إلا إذا قرر النظام الفاشي الحاكم في مصر أن ينسحب ويعترف بجريمته، ويقبل مبادئ العدالة الانتقالية التي تقرها الثورة.
- وفق معلوماتكم.. هل حدث أي تواصل مباشر أو غير مباشر مع سلطة الانقلاب منذ 3 يوليو وحتى الآن؟
- ليس لدي علم إلا بما أُعلن عن بعض المحاولات الإعلامية التي قام بها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
- ما يتردد حول التدخل العسكري المصري في ليبيا.. كيف ترى أبعاده وتداعياته؟
- أنسب ما يقال في ذلك هو بيان المجلس الثوري الذي أدان العدوان العسكري الذي تقوم به الطغمة العسكرية الانقلابية في مصر، وتأكيده على أنها خطأ كبير وجريمة لا تغتفر. وتحديد المجلس لدور مصر عقب سقوط الانقلاب الذي سيعمل على القيام بتقريب وجهات نظر الأشقاء في ليبيا وكل المنطقة العربية والقارة الإفريقية، وسيعمل على إحلال السلام بديلاً عن الدمار والقتل، وبعيداً عن محاولات شيطنة بعض الأطراف لتبرير التدخل والعدوان.
- كيف تنظر لمواقف المجتمع الدولي من الاعتراف بنظام السيسي؟ وهل توقفت جهوده في محاولة حل الأزمة؟
- الدول تحكمها المصالح وليس المبادئ، وكثير من الدول تتعامل مع النظام الفاشي لأنها مضغوط عليها من ممولي النظام، ولكنهم لن يصمدوا طويلا لأن غطرسة النظام وغباءه يصنعان الظروف التي تفضحه من مشروعات وهمية وتبديد للثروات، والأهم من ذلك امتهان حقوق الإنسان ليل نهار.
- كيف يمكن الخروج من الأزمة؟
- تخلي العسكر عن الحكم، عودة الجيش لدوره الطبيعي، إقرار الشرعية، تمكين العدالة الانتقالية.
- ما هي توقعاتكم لما ستؤول إليه الأوضاع خلال الأيام القادمة؟
- أنا لا أتوقع أحداثا بعينها، فهي في علم الله، إلا إنني واثق من انتصار الثورة.