"استشهد أخي".. هكذا أجاب منير عندما سألته أين كنت الجمعة، متابعا: "نصحناه كثيراً ولكنه لم يقتنع بأن يتراجع، وجئت به إلى تركيا، ولكنه هرب من هنا وعاد إلى
منبج ليقاتل في صفوف تنظيم الدولة".
يتابع منير: "شنت طائرة من طائرات التحالف غارة جوية على مقر تنظيم الدولة الذي يقيم فيه أخي مع 14 مقاتلا، ليلة الخميس 9/10/2014، وأردت جميع العناصر قتلى بصاروخين فراغيين".
يضيف منير وهو يكتم حزنه: "اتصلوا بنا في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وأخبرونا بأنه "استشهد في سبيل الله، وضربته طائرات "الكفّار".
لم تنشف دموع أم منير كانت تبكي على عبد الرحمن الذي مات وتصرخ في وجه منير المقيم في تركيا: "أريد أخوك أحمد، اتصل به ليأتي الآن من القرية".
فأحمد هو عنصر في
الجيش الحر كان يقاتل ضد أخيه عبد الرحمن المنتسب إلى تنظيم الدولة، والذي يوقن بأن "أخاه عبد قد أخطأ بانضمامه لهذا التنظيم المجرم".
غادر منير قاطعاً الحدود التركية من ثم حواجز الجيش الحر إلى حواجز تنظيم الدولة، ليصل إلى مقر التنظيم في مدينة منبج التي تقع شرقيّ مدينة حلب، وتفاجأ بأنهم قد دفنوه مع أربعة عشر عنصرا من أصدقائه، فاصطحب أرملة أخيه المفجوعة مع ولديها وعاد إلى تركيا في اليوم التالي.
أشعل منير سيجارة
سورية كان قد جاء بها من هناك، وجلس على الرصيف تثقله الهموم وتذكر ما حدث معه في منبج. ويقول: "يومان لم أستطع أن أدخّن سيجارة واحدة، فعندما وصلت إلى هناك، وأخرجت علبة السجائر من جيبي لأفرغ بها من غضبي صاح صوت أجش بلهجة ثقيلة من جانبي: أخي أخي، حرام حرام هذه معصية أخي وتعاقب عليها بالجلد والحبس ستين يوماً! فرميت العلبة من فوري وأجهشت بالبكاء".
يقيم منير مع عائلته في إحدى المدن التركية الحدودية منذ عامين، و يبرر وجوده هنا تلقائياً كلما رأى شخصاً قدم حديثاً من سوريّة بعدة أسباب، فيبدأ بأنها لعبة كبيرة لا يستطيع أحد أن يغير شيئاً فيها، و بأنه لا يستطيع أن يترك عائلته للموت بالبراميل المتفجرة هناك أو للجوع في تركيا.
ويشار إلى أن العديد من مقاتلي الجيش الحر لديهم إخوة في تنظيم الدولة يقاتلون ضدّهم منذ شهور.