أغنية شهيرة تنتشر الآن في الشوارع العربية، تبدأ بـ "مدد مدد يا سيدي أبو بكر البغدادي يا حاكم بأمر الله ... يا ناصر بشرع الله... وفي آخرها أنا لو كنت بقرة للبست سوتيان"، في إشارة للملابس الداخلية التي أضحكت جمهورا في مسرح "مترو المدينة" في بيروت. وانتشرت الأغنية في لبنان، ولهذا قررت فرقة "الراحل الكبير" تمديد العرض.
وتعلق مجلة "إيكونوميست" على روح الدعابة حول تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش"، والذي يقوم بجرائم وممارسات لا تدعو للفرح. وتشير الدعابات والنكت الدائرة في العالم العربي عن التنظيم للتناقض بين ما يدعيه من الالتزام بتعاليم الدين في أصولها منذ بداية الإسلام، واستخدامه، أي التنظيم، الأساليب الحديثة.
ويفيد التقرير أنه في برنامج اسكتشات فكاهية اسمه "كتير سلبي" يبث على محطة "إل بي سي" اللبنانية، يلوح أحد الجهاديين لسائق سيارة ويركبها ويدخل في نقاش مع السائق حول الراديو، ويطفر السائق من الجهادي ويخرجه من السيارة، ويطلب منه انتظار الجمل القادم.
وتبين المجلة أن محطة العراقية الرسمية تقوم بعرض برنامج درامي يحمل اسم "دولة الخرافة"، حيث تقوم الدراما بعرض الطريقة التي سيطر فيها "داعش" على قرية عراقية وهمية. وخصصت القناة للمسسلسل مبلغ 600.000 دولار أميركي، وفي المسلسل يقرر التنظيم تعيين رجل سكران لمراقبة منع تناول الكحول رغم تناوله الخمر خلسة. وحظيت الحلقات بمتابعة على الإنترنت، خاصة بداية الحلقات، والتي حصلت على 750.000 مشاهدة.
ويلفت التقرير إلى أنه في مناطق أخرى من سوريا التي لا يستطيع أحد
السخرية من التنظيم بشكل علني دون أن يتعرض للعقاب، انتشر رسم كاريكاتيري في قرية كفر نبل، والذي حاز على إعجاب الكثيرين، وفيه صوّر أعضاء "داعش" بالشخصيات الغريبة القادمة من كوكب آخر، وسخر الكاريكاتير من الغرب وغاراته، حيث لم تتم معاقبة الأسد.
وتذهب المجلة إلى أن المنطقة العربية مشهورة بفنها الساخر الذي ضحك من أنظمته
القمعية، دون أن يحقق الكثير من النجاح. ولكن بعض الفنانين يعتقد أن فنه قد يكون ناجحا في النقد والسخرية من "داعش"، لكن التنظيم لديه آلة دعائية، وعنده قدرة على إنتاج أشرطة الفيديو عالية الجودة، والتغريدات على الإنترنت.
وينقل التقرير عن علي القاسم مخرج "دولة الخرافة" قوله "علينا أن نظهر لهم عدم خوفنا منهم". لكن خالد صبيح، الذي كتب أغنية فرقة "الراحل الكبير"، "مولد سيدي أبو بكر البغدادي"، يرى أن على السخرية أن تتصدى لما هو أبعد من تجاوزات "داعش"، "يجب على الناس التصدي للمشاكل الحقيقية"، وطرح سؤالا: لماذا أصبح العالم العربي منطقة خصبة لهذه الجماعات؟، مشيرا إلى أن أهم مميزات المنطقة هي الديكتاتورية والظلم.