"لفظ أنفاسه الأخيرة في مكان لطالما حلم بدخوله منذ الصغر"، مفارقة تلخص حياة الطالب
المصري، عمر محمود عبد العزيز، الذي حلم ووالده لفترة طويلة بدخول أحد المستشفيات طبيبا يداوي جراح وآلام المرضى، فانتهت حياته على أحد الأسِرّة الطبية، قتيلا.
عمره (17 عاما)، طالب في الصف الثالث الثانوي "خرج من بيته الجمعة، في مسيرة نظمها التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، في قرية دفنو بمحافظة الفيوم، للمطالبة بحق زملائه من الطلاب المعتقلين، ولإعادة حق من قتل في المسيرات على مدار السنوات الماضية"، بحسب والده.
وقال الد عمر إن نجله "تلقى رصاصة في الظهر أثناء المسيرة، وما إن وصل المشفى حتى لفظ أنفاسه الأخيرة"، فيما نفى مصدر بشرطة المحافظة استخدام الرصاص في التعامل مع المتظاهرين.
وقال والد عمر، والحزن يعلو وجهه: "كنا نحلم بأن يصبح ابني طبيبا، يداوي الجرحى، ويخفف آلام المرضى، إلا أنه لم يكمل الطريق الذي رسمه، واختاره الله ليكون عنده".
وشيعت جنازة عمر، في وقت سابق السبت، في قرية دفنو، وسط حالة من الحزن تلف القرية، في حين كانت والدة الشاب الراحل تصرخ تطالب "بالقصاص".
وتحولت الجنازة إلى مسيرة ردد المشاركون فيها هتافات: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، و"يا شهيد نام وارتاح.. واحنا نكمل الكفاح"، و"لا إله إلا الله.. والشهيد حبيب الله"، و"يسقط حكم العسكر".
وقال شعيب محمود، وهو زميل عمر، خلال تشييع الجنازة: "رافقت عمر أمس في صلاة الجمعة، وطلب مني المشاركة في المسيرة، وكنت أداعبه قائلا: أنا خايف نموت، فكان رده عليّ: ياريت نموت شهداء".
وتابع: "فوجئنا بقنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش فوق رؤوسنا، وذهبنا للاختباء، إلا أنه سقط قتيلا برصاص في الظهر، وفشلت كل محاولات إنقاذه".
في المقابل، قال المصدر الأمني الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن "قوات الأمن لم تستخدم الرصاص ضد المتظاهرين".
وفي مشهد لا يختلف كثيرا، شيع أهالي بمنطقة عين شمس، شرقي القاهرة، جثمان طالب بكلية الهندسة جامعة حلوان (جنوب القاهرة)، يدعى محمود خالد بركات، قال شهود عيان إنه "لقي حتفه أمس أثناء تواجده بمحيط فض مسيرة نظمها أنصار مرسي أمام مسجد نور الإسلام الذي كان يصلى فيه الطالب"، إذ ردد المشاركون هتافات تطالب بـ"القصاص".
ومنذ 3 تموز/ يوليو من العام الماضي، تقوم قوات الأمن المصرية بقمع الاحتجاجات المناهضة للانقلاب العسكري على حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي.
ومنذ ذلك التاريخ ينظم التحالف الداعم لمرسي فعاليات منددة بعزله، ومطالبة بعودة "الشرعية"، ممثلة في "عودة الرئيس المنتخب إلى الحكم"، في إشارة إلى مرسي، وهي المظاهرات التي شهدت في أحيان كثيرة تفريقا من قوات الأمن ما أوقع قتلى ومصابين.