جددت هيئة علماء المسلمين قلقها الشديد إزاء استمرار الإدارة الأمريكية بإرسال قواتها العسكرية إلى
العراق تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وسعيها الرامي إلى إقرار واقع حال الاحتلال المتواصل في هذا البلد الجريح.
وأوضحت الهيئة في بيان لها مساء السبت، أنه بموافقة الرئيس باراك
أوباما على نشر تعزيزات عسكرية أمريكية إضافية قوامها 1500 عسكري؛ بناءً على طلب من حكومة العبادي، سيربو عدد القوات الأمريكية في أرض العراق على أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل، إضافة إلى ما هو موجود أصلا في هذا البلد قبل ذلك.
وأكدت أن هذه الخطوات مع تشكيل
التحالف الدولي وتأسيس ما يشبه القواعد العسكرية في شمال العراق والقيام بطلعات جوية، وقصف شبه يومي، للمناطق المدنية بحجة محاربة الإرهاب؛ يعد إعادة انتشار للقوات الأمريكية.
ولفت البيان، الانتباه إلى أن هذا يؤكد أن الرئيس أوباما لم يستفد من خطأ سلفه بوش، وأنه يمارس الهروب إلى الأمام، عائداً بالعراق إلى المربع الأول، بهدف تعقيد المشهد في هذا البلد وتقوية حالة الصراع المتواصل على أرضه، وفي عموم المنطقة، فضلا عن أن الشعب العراقي عندما يصل إلى قناعة بأن احتلالا أمريكيا جديدا سيفرض عليه؛ فانه لن يتوانى عن اللجوء إلى خيار المقاومة وبإطار أوسع، مستفيداً من السلاح الذي تركته القوات الحكومية بعد فرارها من مواقعها العسكرية في بدايات الثورة العراقية، ومستعينا بالخبرة التي اكتسبها خلال مقاومته للاحتلال الغاشم خلال السنوات الماضية.
وأضاف البيان: "إننا ننصح بتجنب المزيد من التصعيد العسكري في المنطقة ولاسيما العراق، والنظر إلى أصل المشكلة التي تكمن في الاحتلال العسكري والمشروع السياسي الذي وضع الأمريكيون أسسه في هذا البلد، وكان وما يزال مصدر المشكلات والبلايا العظام للعراقيين جميعا، وسببا رئيسا في تمكين إيران من الهيمنة على العراق وإحكام نفوذها فيه".
ودعت الهيئة من يتحكمون في أمر العراق ومصير شعبه من اللاعبين الدوليين والإقليميين إلى العمل على إيجاد الحلول الجذرية لأصل المشكلة؛ وتوفير الأجواء الصحيحة لعودة الأمن والاستقرار لهذا البلد ليكون سلما لأهله والمنطقة والعالم.
وكان البيت الأبيض قد أعلن أول أمس الجمعة عن موافقة الرئيس باراك أوباما على نشر تعزيزات عسكرية أمريكية إضافية في العراق قوامها 1500 عسكري؛ بحجة تدريب تسعة ألوية تابعة للجيش الحكومي وثلاثة ألوية تابعة للبيشمركة الكردية، وانه سيتم إقامة مركزين للمشورة والمساعدة في العمليات العسكرية أحدهما خارج العاصمة بغداد والآخر شمال مدينة أربيل.