وصفت حركة
النهضة قرار مجلس الشورى الذي ترك لأبناء وأنصار الحزب حرية اختيار المرشّح الرئاسي، بأنه "يوفّر وضعاً مريحاً لها ولكلّ المرشّحين، كما يبقيها في موقعها السياسي الصحيح بعيداً عن المغامرات غير المحسوبة".
وأكّد لطفي زيتون، المستشار السياسي لزعيم الحركة راشد الغنّوشي، لـ"عربي 21" أنّ "النهضة" مستفيدة من هذا القرار الذي لم يأت اعتباطاً، وإنما "جاء من خلال ممارسة ديمقراطية داخل أحد هياكل الحركة".
وكشف زيتون لـ"عربي 21" أنه "لم يطلب أحد من المرشحين للرئاسة بشكل مباشر دعم الحركة"، مشيراً إلى أن ذلك "ضمن لأفراد النهضة وضعاً مريحاً للتشاور والنقاش، واتخاذ القرار الأقرب للصواب".
قرار "مريح"
من جانبه؛ قال الصحبي عتيق، رئيس الكتلة النيابية لحركة النهضة بالمجلس الوطني التأسيسي، إن قرار مجلس شورى الحركة "مريح لكلّ الأطراف".
وأضاف لـ"عربي 21": "رأينا في قرارنا مصلحة
تونس أوّلاً، ومصلحتنا كحزب ثانياً، ولا يعنينا من يكون معنا ومن يكون ضدّنا".
وأكد أن "النهضة" لا تستهدف أيّ شخص كما لا تدفع باتجاه أيّ مرشّح، "ولو كنّا نرغب في ذلك لفعلنا"، وأوضح: "اخترنا ترك الحرية لقواعدنا، والبقاء على الحياد، لا خوفاً من أحد، ولا دعماً لغيره".
غموض النتائج
وأكّد أستاذ القانون الدستوري غازي الغرايري لـ"عربي 21" أنّ "من الصعب الحكم بدقّة على النتائج العملية لقرار النهضة"، لافتاً إلى أنه "قد يكون مفيداً للرئيس الحالي المرشّح محمد المنصف المرزوقي".
وأشار إلى أنّ هناك من يرى أن "النهضة" بعدم وضعها ثقلها كاملاً وراء أحد المرشّحين "تخدم المترشّح الذي وضعت الانتخابات البرلمانية حزبه في المقدمة، وهو الباجي قايد
السبسي".
وأرجع الغرايري صعوبة معرفة النتائج العملية للقرار إلى "عدم إمكانية التنبؤ بالممارسة العملية لقواعد النهضة بعد الموقف الرسمي الذي أعلنته الهياكل العليا والمركزية للحركة "فهل ستتقوقع القواعد على نفسها في مختلف المناطق، أم تتحرك لصالح شخص معيّن تراه مرشّح الثورة؟".
السبسي.. المستفيد الأول
واعتبر الكاتب والمحلّل السياسي نبيل المنّاعي أنّ قرار النهضة جاء متوازناً "باعتبار أنّ قواعد الحركة تدفع باتجاه المرشّح المرزوقي، في حين تذهب القيادة السياسية للحزب إلى عدم الدخول في عداء مع (نداء تونس) المُتصدّر للانتخابات البرلمانية والذي يمكن عقد تحالف معه في المستقبل".
وقال المناعي لـ"عربي 21" إن المرشّح الباجي قايد السبسي هو المستفيد الأول من قرار النهضة، باعتباره يدخل السباق الرئاسي ومعه ورقة الفوز في الانتخابات البرلمانية، في حين يفتقر غيره إلى هذا "المكسب" باستثناء المرشّح المرزوقي الذي يعتبره الكثيرون "مرشّح الثورة"
وتابع: "دعم النهضة رسمياً للمرزوقي ربّما كان سيجعله ينتصر على منافسيه منذ الدور الأوّل، وبما أنّ الحركة اختارت الحياد؛ فهذا سيقلّل من حظوظه أمام قايد السبسي".
وأكد المناعي أن "النهضة ضربت ثلاثة أهداف بحجر واحد، فهي لم تغضب قواعدها التي تدفع باتجاه دعم المرزوقي، ولذلك لم تحدّد اسم مرشّح ما قد يكون غير المرزوقي، كما أنّها لم تكشف عن أيّ ورقة من أوراقها في علاقتها بحزب نداء تونس ممّا يجعلها تكسب سياسياً، والهدف الثالث هو أنّ النهضة نأت بنفسها عن خوض مغامرة لحساب غيرها، وقد تفشل فيها وتكون نتائجها سيّئة في المدى القريب والمتوسّط".
وكان مجلس شورى حركة النهضة قرّر في ساعة متأخّرة من مساء أول أمس الجمعة ترك حرية الاختيار لأبناء الحركة وأنصارها خلال الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ويتنافس فيها 25 مرشحاً.
ويُعد الرئيس الحالي المنصف المرزوقي، ورئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي؛ أبرز المرشحين للفوز بمنصب الرئاسة.
وبحسب الدستور التونسي الجديد؛ لا يتمتع رئيس الجمهورية بصلاحيات كثيرة، ومن أبرز مهامه رسم السياسات العامة في مجالات الدفاع والعلاقات الخارجية والأمن القومي، وحلّ مجلس نواب الشعب، والمصادقة على المعاهدات.