أبدى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين استغرابه من وصف
الإمارات العربية المتحدة للاتحاد بالإرهاب.
وأكد الاتحاد في بيان صادر عنه، وصل إلى "عربي21" نسخة منه، أنه منظمة عالمية رسمية وقانونية لعلماء الأمة، تنتهج النهج السلمي الوسطي المعتدل.
وطالب دولة الإمارات بمراجعة موقفها غير المبرر، مشدداً على أنه يحتفظ بجميع حقوقه القانونية، لدفع هذا الاتهام الباطل عنه وعن علمائه الأجلاء، على مستوى العالم.
وفي ما يأتي نص البيان كاملاً:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد؛
تلقى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خبر إدراجه ضمن المنظمات الإرهابية وفق قوائم أصدرتها أمس السبت 15/11/2014م دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تضمنت تلك القوائم أكثر من 80 منظمة عالمية ما بين إنسانية، وخيرية، وإغاثية مشهود لأغلبها بالنزاهة والشفافية والاعتدال، بينما تجاهلت منظمات إرهابية عالمية تمارس الإرهاب في وضح النهار، بما يضع علامات استفهام كثيرة حول تلك القوائم وتوقيت إصدارها ولمصلحة من هذا التشويه ، وبما يفقدها مصداقيتها كذلك. وفي ضوء تلك القائمة التي صدرت وإدراج الاتحاد فيها، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرى ويؤكد ما يلي:
1- يعلن الاتحاد استغرابه الشديد والكامل من إدراجه بدولة الإمارات العربية المتحدة ضمن المنظمات الإرهابية، ويرفض هذا التوصيف تماماً، ويتساءل عن خلو القائمة من منظمات إرهابية بالفعل والقول في بلاد كثيرة، إسلامية كانت أم غير إسلامية، حيث ركزت القائمة على المنظمات الإسلامية فقط ومن بينها منظمات إغاثية عالمية حصدت العديد من الجوائز والتقديرات لدورها في خدمة العالم!
2- يؤكد الاتحاد على أنه ومنذ تأسيسه من عشر سنوات وحتى الآن، فإنه ينتهج نهج الوسطية والاعتدال والتجديد الفكري والديني، ويواجه التشدد والعنف والإرهاب ويتصدى له فكرياً وتربوياً وتعليمياً حيثما وجد، وقد أصدر ضد المنظمات الإرهابية والمتطرفة عشرات البيانات.
3- يعلن الاتحاد أن جميع المنصفين في العالم يعلمون أن "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" منظمة عالمية إسلامية مستقلة، يحظى بالرسمية والقانونية في الدول التي يعمل بها، ويحترم القوانين الدولية، ولم يصدر عنه ما يخالف ذلك منذ تأسيسه وحتى اليوم، ويضم في عضويته عشرات الآلاف من العلماء وهيئات العلماء من شتى أنحاء الأرض، وجميعهم يسيرون على نهج الوسطية والاعتدال وهم من جميع مكونات الأمة الإسلامية ومدارسها الفكرية والفقهية والروحية، ولم يحد يوماً عن هذا النهج، ما يدحض تلك الافتراءات بإدراجه على أي قوائم إرهابية في أي دولة كانت.
4- يحظى الاتحاد باحترام دولي مشهود له، وكثير من أعضائه هم من مؤسسي أو أعضاء في كيانات دولية لها سمعتها النظيفة، وموقفه من الإرهاب ورفضه له يعلم به الجميع، ولم يكن يتوقع الاتحاد أن تصدر في حقه مثل هذه القرارات، ومن دولة عربية إسلامية!
5- يطالب الاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة بمراجعة موقفها، والعدول عن إدراج الاتحاد ضمن أي قوائم سيئة غير مبنية على أي تحليل أو تحقيق لا قانوني ولا منطقي ولا عقلاني.
6- يحتفظ الاتحاد بحقوقه القانونية الكاملة، لرفع هذا الاتهام الباطل عنه، وعن علمائه الأفاضل، ولن يألو جهدا في الدفاع عن رسالته العالمية المعتدلة في جميع الأوقات.
7- ويتساءل الاتحاد عن هذه القائمة المريبة، ولماذا لم تتضمن الحركات والتنظيمات غير الإسلامية التي تمارس الإرهاب في العالم، ليل نهار، ضد المسلمين وغيرهم؟!
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لدنك رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8]
الأمين العام رئيس الاتحاد
أ.د. علي محيي الدين القره داغي أ.د. يوسف القرضاوي
(انتهى البيان).
موقف إماراتي وتقليد أمريكي
وبرغم أنه "
تقليد أمريكي" مستقى مما تفعله وزارة الخارجية الأمريكية سنوياً بإصدار لائحة بالتنظيمات الإرهابية، وغالباً ما يتبعه عمل عسكري ضد هذه التنظيمات وهو ما تفتقر الإمارات إليه، فقد أثار إدراج مجلس الوزراء الإماراتي السبت، للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه العلامة يوسف القرضاوي، ضمن قائمة تضم 83 تنظيماً اعتبرتهم أبوظبي "منظمات إرهابية"، تساؤلات كثيرة.
والسؤال الذي يتصدر القائمة مما يتعلق بهذا التحرك الإماراتي، هو: هل لهذا علاقة بفشل المجلس البديل الذي دشنته الإمارات في تموز/ يوليو الماضي على عجل، ووصفه مراقبون بأنه "ولد مبستراً في الحضانة الإماراتية؟
وشمل التصنيف الإماراتي للإرهاب كذلك هيئات إغاثة إسلامية أوروبية عديدة وهيئة الإغاثة الإسلامية التي تعمل الفنانة المصرية المعتزلة حنان الترك سفيرة إنسانية لها، وحتى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي (كير) ممثل المسلمين في أمريكا، فضلاً عن جماعة الإخوان المسلمين.
لكن ما يلفت الأنظار أنه تم حشر
اتحاد علماء المسلمين ضمن من تعتبرهم الإمارات إرهابيين.
وأوضحت الإمارات أن القائمة تعد تطبيقاً لأحكام القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2014، بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية وقرار مجلس الوزراء بشأن نظام قوائم الإرهاب.
الكيان الموازي.. مجلس "حكماء المسلمين"
ويقول مراقبون إن القرار الإماراتي الخاص بتصنيف الداعية القرضاوي واتحاده منظمةً إرهابية متعمد ومقصود لإفساح المجال للكيان الموازي الذي دشنته الإمارات في تموز/ يوليو الماضي، لكي يكون معبراً عن علماء المسلمين ولكن تحت اسم آخر هو "حكماء المسلمين"، الذي لم يظهر أي نشاط أو فعاليات له منذ ظهوره قبل أربعة أشهر؛ لأنه ولد على عجل ولم ينجح في إثبات وجوده على الساحة، بينما ظل اتحاد علماء المسلمين يمارس دوراً مؤثراً.
ووجهت انتقادات عديدة من علماء "الاتحاد العالمي" ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمجلس الإماراتي الذي وصفه البعض بأنه يستهدف تبرير العلماء المنضمين له لقمع الحكام لشعوبهم بدعاوى الإرهاب.
وكان الشيخ حسن فوزي الصعيدي، أحد قيادات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في قطر، قد قال: إن هذا المجلس الإماراتي "وُلد على عجل.. لم يرَ الناس فيه معاناة حمل أو ألم مخاض.. ولكن هكذا وُلد فجأة !!". وقال آخرون إنه يعكس "حالة التخبط والارتباك الذي يعيشه الآن ما يسمى بـ(
مجلس حكماء المسلمين)، الذي ظهر إلى النور فجأة تحت حضانة ورعاية قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة كياناً يهدف إلى (تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية)".
وقال سياسيون إن المجلس الإماراتي جاء في الأصل جزءاً من المنافسة والصراع الإماراتي القطري، والهدف من تدشين هذا المجلس هو منافسة المجلس القطري، أي لمواجهة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي بات يصنفه الكثيرون على أنه أداة دينية عابرة للحدود تشكل منبراً لجماعة الإخوان المسلمين، ومعارضين للحكام العرب.