أكد مدير معهد أبحاث الأمن القومي
الإسرائيلي ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال عاموس يدلين، أن الحرب الدائرة في شبه جزيرة سيناء ليست ضد إسرائيل، وإنما ضد
المصريين، مشدداً على أن الرئيس المصري عبد الفتاح
السيسي، يرى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عدو لدود، كما تراها إسرائيل تماماً، بحسب أقواله.
وحول أوضاع الجيوش المحيطة بدولة الاحتلال، قال يدلين، خلال محاضرة ألقاها الجمعة الماضية في مؤتمر قيادات الحركة الكيبوتسية (القرى والبلدات التعاونية)، إن "حزب الله يستطيع في كل يوم أن يضغط على زر ويبدأ بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، ولكنه لا يفعل ذلك"، ولفت الانتباه إلى أن الجيش السوري ليس لديه سيطرة تقريباًََ في مرتفعات الجولان السوري المُحتل منذ العام 1967، والواقعة تحت سيطرة الثوار، كما أن الجيش السوري ليس جاهزاً لمحاربة إسرائيل، على حد تعبيره.
وبحسب رأيه، فالجيش الإسرائيلي هو الجيش الأقوى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكن مع ذلك فقد انتهت السنوات السبع الجيدة والهادئة، التي مرت على إسرائيل منذ حرب لبنان في صيف العام 2006.
ونفى يدلين أن تكون خطة الانفصال أحادي الجانب، التي بموجبها قامت إسرائيل في آب (أغسطس) من العام 2005 بإخلاء كل المستوطنات والثكنات في قطاع غزة، خطأً، وقال "لو كان باستطاعتي لوضعت كل يوم وردة على قبر أرييل شارون، الذي كان رئيس الحكومة، وقام بتنفيذ خطة فك الارتباط أحادي الجانب، ذلك أنه خلص إسرائيل من 1.7 مليون
فلسطيني"، على حد قوله.
ولفت الجنرال يدلين الانتباه، إلى أنه يعتقد أن إسرائيل ارتكبت خطأً عندما أبقت حدود غزة- مصر مفتوحة لتهريب السلاح، أما فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، فقال الجنرال يدلين "إن الصراع يؤثر على موقف إسرائيل ووضعها في العالم"، مضيفاً بأنه "يجب أن نكون معتدلين أكثر فيما يخص هذه القضية، ليس من أجل الفلسطينيين، إنما من أجلنا نحن".
وتابع يدلين "على الرغم من وجود إسرائيل تحت تهديد كوني لسنوات عديدة، إلا أن ذلك ليس قائماً اليوم"، مشيراً على الرغم من ذلك إلا أنه يعتقد أنه في حال حصلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على القدرة النووية، فإن الخطر الاستراتيجي على دولة الاحتلال سيتجدد، وبرأيه ستفتح إيران النووية الطريق لمن أسماهم بباقي المجاني.
وكشف يدلين النقاب عن اختراق الجهاز الذي كان يترأسه لعدد من الدول العربية، من أبرزها: مصر وتونس والمغرب والعراق والسودان واليمن ولبنان وإيران وليبيا وفلسطين وسوريا، قائلاً إن "شعبة الاستخبارات العسكرية تمكنت من نشر شبكات جمع معلومات في تونس، قادرة على التأثير السلبي أو الإيجابي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في هذه البلاد، بالإضافة إلى ليبيا والمغرب".
ولم يكشف يدلين طبيعة هذه الاختراقات داخل المغرب، لكنه أكد قائلاً: "إن مصر هي الملعب الأكبر والأهم لنشاطات المُخابرات الإسرائيلية". وأشار إلى أن العمل تطور حسب المخطط المرسوم منذ عام 1979، حيث تم إحداث اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية وعسكرية في أكثر من موقع، على حد تعبيره.