عرض فنانون تشكيليون من قطاع
غزة لوحات تشكيلية تصور
معاناة القطاع، من خلال معرض خيري أقامته إحدى الناشطات بدعم من مجموعة طلال أبو غزالة (غير حكومية)، وجرى برعاية الملكة رانيا العبد الله، زوجة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وافتتحت رئيسة الجمعية الملكية للفنون الجميلة الأميرة وجدان الهاشمي، المعرض، مساء اليوم الثلاثاء، نيابة عن الملكة رانيا، وعرض في يومه الأول 200 لوحة لـ 58 فناناً تشكيلياً جميعهم من قطاع غزة، تصور آلام ومعاناة القطاع بعد الحروب المتوالية التي شهدها القطاع.
ويستمر المعرض حتى الثاني والعشرين من كانون أول/ يناير الجاري، بحسب منظميه.
وقالت صاحبة فكرة إقامة المعرض دينا أبو غزالة لـ"الأناضول" إن "اثنين فقط من فناني القطاع تمكنوا من المجيء للأردن وهما محمد الحواجري وشريف سرحان، فيما تم إحضار بقية اللوحات عن طريق حقيبة دبلوماسية من المعهد الفرنسي في قطاع غزة والذي قام بتسليمها للسفارة الفرنسية في عمان، وبالتالي تم التواصل معها بهدف عرضها في المعرض وهو ما تم بواقع الحال".
وأضافت أبوغزالة، وهي ناشطة بالعمل الخيري، أن "الهدف من إقامة المعرض يذهب نحو إبراز الوجه الآخر للحياة في قطاع غزة التي اشتهرت بمفاهيم
الحرب والدمار لدرجة أن البعض من الغرب ألصق بالقطاع مفهوم الإرهاب، ولكي يقدم الفنانون الغزيون شهادتهم التاريخية لواقع القطاع ببيوته المهدمة وتفاصيل حياتهم اليومية عبر لوحاتهم الفنية"، لافتة إلى أن شقيقتها رندا ستقوم بمعرض مماثل في دولة الامارات العربية في دبي مطلع العام المقبل.
وقال طلال أبو غزالة رئيس "مجموعة طلال أبو غزالة" لـ الأناضول إن "هذا المعرض يعد الأول من نوعه في المنطقة العربية بحجمه ورقي رسوماته المعبرة عن الواقع المعيشي لأهالي قطاع غزة، وسيعرض الفنانون بقية لوحاتهم فيه، على أن يذهب ريع اللوحات للفنانين أنفسهم".
وصورت العديد من الأعمال المعروضة تفاصيل حياة المواطن الغزي ومشاهد الدمار التي ألحقتها آلة الحرب الإسرائيلة في مباني القطاع، والآلم والمعاناة اللذين تسبب بهما الحصار المفروض على القطاع.
بينما صورت لوحات أخرى شغف الأطفال بالحياة فاتسمت الرسومات بالحركة مصورة لعب الأطفال الفرحين وسط الركام، وصورت أخرى تعب الأم في القطاع وسعيها لتأمين لقمة العيش لأطفالها بعد فقدها لزوجها، وأخرى صورت مشهد الأطفال وهم يلهون بطائرات ورقية على شاطئ غزة فيما الطائرات الحربية الإسرائيلية تحلق فوق رؤوسهم.
وشنت إسرائيل في السابع من تموز/ يوليو الماضي حربا على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى مقتل أكثر من ألفي
فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366.
وتعهدت دول عربية ودولية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أمريكي، نصفها تقريبا سيخصص إلى قطاع غزة للبدء بإعادة الإعمار، حال بدء تدفق الأموال.