فنّدت
النهضة التونسية في بيان ما اعتبرته ادعاء الجبهة الشعبية بأن للحركة "مُرشّحا فعليا للرئاسة مُرتهنا لها" وذلك ردّا على بيان الجبهة الذي أصدرته الخميس 11 كانون الأوّل/ ديسمبر الجاري حول موقفها من مرشحي الدور الثاني للانتخابات الرئاسية.
ونبّهت النهضة في بيان لها، صدر مساء الجمعة مُمضى من رئيس الحركة راشد الغنّوشي، من "خطورة التوجّه الإقصائي والنزعة الاستئصالية تجاه الحركة والبارزة في مواطن كثيرة من بيان الجبهة الشعبية"، بحسب نص البيان.
سياسات المخلوع
وقال البيان إنّ هذه النزعة "تُذكّر بسياسات المخلوع وتثير مخاوف حقيقية حول مستقبل الديمقراطية والحريات في تونس".
وذكّرت الحركة بأنها "اختارت الحياد وفوّضت لأبنائها وأنصارها حرية الاختيار التي استفاد مرشحون كثيرون من أصوات أنصار النهضة رغم الميل للتصويت لأحد المرشحين" في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر المنقضي.
واعتبرت النهضة أنّ الجبهة الشعبية تورّطت من خلال بيانها "في تزوير الحقائق وتضليل الرأي العام فضلا عن كشفه عن منازع الابتزاز والإقصاء لديها".
ابتزاز مفضوح
واستنكرت الحركة "الابتزاز المفضوح من قبل الجبهة الشعبية لمرشح
نداء تونس من خلال اشتراط عدم إشراك حركة النهضة في الحكم مقابل دعمه في الانتخابات".
ولفتت النهضة، التي حصدت 69 مقعدا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إلى مساهمتها بفعالية مع عديد القوى السياسية، في تجاوز الأزمات السياسية وإنجاح التوافقات الوطنية الكبرى وقناعتها بحاجة البلاد لحكم تشاركي واسع لا يقصي أحدا.
لن تساند المرزوقي
وكان حمة الهمامي، المتحدث باسم الجبهة الشعبية، أكّد خلال مؤتمر صحفي الخميس الماضي بتونس العاصمة، إن الجبهة "لن تساند المرزوقي مرشح الترويكا الفعلي والعلني للنهضة وذلك بالنظر إلى حصيلة حكمه المثقلة بالأخطاء خلال الثلاث سنوات الماضية"، بحسب تعبيره.
لكنّه قال إنّ ذلك "لا يعني تقديم صك على بياض لمساندة منافسه الباجي قايد السبسي" الذي لم يوضح بعد مشروع حكمه في ما يتصل بعلاقته بحركة النهضة وإمكانية إشراكها في الحكم.
وفي السياق نفسه لفتت الجبهة الشعبية في بيان لها الخميس الماضي إلى أن حزب نداء تونس يضمّ في صفوفه وضمن أغلبيته في مجلس نواب الشعب ومسانديه العديد من رموز النظام القديم مما ستكون له انعكاسات سلبية على ملفات لا تقبل المساومة عند الجبهة الشعبية.
عودة منظومة الاستبداد
واستنكرت إمكانية عودة منظومة الاستبداد والفساد القديمة بآليّات وطرق وتحالفات جديدة معادية لمطالب الثورة في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وتضمّ الجبهة الشعبية؛ التي تأسست في 7 تشرين الأوّل أكتوبر 2012؛ 11 حزبا وتجمعا يساريا وقوميا وبيئيا؛ بالإضافة إلى عدد من المفكرين المستقلين. وأسندت مهمة الناطق باسمها إلى حمّة الهمامي؛ الأمين العام لحزب العمال.
ويتنافس في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي تجرى يوم 21 كانون الأول/ ديسمبر داخل تونس، كل من مرشح حركة "نداء تونس"؛ الباجي قائد السبسي؛ الحاصل على 39.46 في المئة؛ في الجولة الأولى؛ ومحمد المنصف المرزوقي (مستقل)؛ الحاصل على 33.43 في المئة.