رحب الرئيس
السوداني عمر البشير، السبت، بقرار
المحكمة الجنائية الدولية تعليق تحقيقاتها حول الاتهامات بارتكاب
جرائم حرب في
دارفور متهما إياها بمحاولة "إذلال" بلاده.
والبشير مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية للاشتباه بدوره في جرائم حرب في إقليم دارفور، حيث كانت حكومته تحاول وقف تمرد منذ العام 2003.
وقال البشير في خطاب ألقاه السبت في الخرطوم "إن إيقاف مدعية المحكمة الجنائية محاولة التحقيق في ملف دارفور، يعود إلى موقف الشعب السوداني الرافض للإذلال والتركيع"، كما نقلت عنه وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
وكانت المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية أعلنت الجمعة تعليق تحقيق حول الاتهامات بارتكاب جرائم حرب في دارفور، منتقدة سلبية مجلس الأمن الدولي حول الوضع في هذه المنطقة الواقعة غرب السودان التي تشهد أعمال عنف.
وصرحت فاتو بنسودا أمام مجلس الأمن الجمعة "لا خيار لدي سوى تعليق التحقيق في دارفور"، موضحة أنها "ستخصص الموارد للملفات الطارئة الأخرى".
وحذرت بنسودا التي رفعت تقريرها العشرين حول دارفور، من أن الاتهامات بحق البشير وثلاثة مسؤولين آخرين ستظل حبرا على ورق ما لم يتحرك مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد.
وأوقعت اعمال العنف في دارفور أكثر من 300 ألف قتيل، وتسببت بمليوني نازح منذ بدء تمرد في 2003 ضد النظام في الخرطوم.
ويأتي قرار بنسودا وسط صعوبات متزايدة تواجهها المحكمة الجنائية الدولية التي أسقطت التهم بارتكاب جرائم حرب عن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا الأسبوع الماضي.
كما دعا الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني الجمعة الدول الإفريقية إلى الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية قائلا إنها أصبحت "أداة لاستهداف" القارة الإفريقية.
كما أشارت بنسودا إلى اتهامات حول عمليات اغتصاب جماعية ارتكبها جنود سودانيون بحق مئتي امرأة وفتاة في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر في إحدى بلدات شمال دارفور. واعتبرت أن هذه الاتهامات "يفترض أن تثير صدمة وتحركا في مجلس الأمن".
وحاولت الخرطوم في البدء منع البعثة الدولية المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) من التحقيق حول الاتهامات. لكن البعثة تمكنت من التوجه إلى البلدة دون العثور على دليل بحصول اغتصاب جماعي، بينما أشار تقرير سري لها إلى تهديدات قام بها الجيش السوداني بينما كانت تقوم بالتحقيق.
ومنذ ذلك التاريخ، ترفض الخرطوم مطالب البعثة العودة إلى المكان لمواصلة التحقيق وطلبت منها الاستعداد للرحيل عن البلاد.
وحول هذا الأمر قال الرئيس السوداني السبت إن "القوات المسلحة السودانية ظلت تقوم بحماية البعثة ، وهناك من يريد أن تظل (اليوناميد) موجودة، لكن لن يستطع أحد فرض رأيه علينا".