رفض الزهار اتهام حركته بأنها المسؤولة عن فتح المعابر - أرشيفية
اتهم القيادي البارز في حركة حماس محمود الزهار رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بتعطيل "برنامج التحرير" والمقاومة بالضفة الغربية، معربا عن استعداد حركته لتفعيل المقاومة ضد "الاحتلال الإسرائيلي" في مدن الضفة.
وقال الزهار، في مقابلة متلفزة مع قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس، بثتها مساء الأحد، إن "البرنامج التفاوضي لعباس مع الاحتلال الإسرائيلي فاشل تماما، وهو لا يريد تهييج الجمهور الفتحاوي على خلفية قتل الاحتلال الصهيوني للوزير الفلسطيني زياد أبو عين"، معربا عن استعداد حركته لتفعيل المقاومة في مدن الضفة الغربية بالتعاون مع الفصائل الفلسطينية.
وفي سياق آخر، قال الزهار إن "حكومة التوافق برئاسة رامي الحمد لله لم تقم بالدور المطلوب منها، ولم تنفذ مهامها المتعلقة بالإعداد للانتخابات وإجرائها، وتنفيذ المصالحة المجتمعية، وتوحيد الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة لإعادة إعمار ما دمرته الحروب الإسرائيلية المتتالية على القطاع".
وشدد الزهار على أن جميع اتفاقيات المصالحة الفلسطينية التي وقعت في القاهرة والدوحة وقطاع غزة تنص على أن حكومة التوافق بدون أي "برنامج سياسي"، مشيرا إلى أنها لا علاقة لها ببرنامج محمود عباس، وأن المسؤول عن تفعيل حكومة التوافق وتنفيذ مهامها هو رئيسها رامي الحمد لله.
يذكر أن حكومة التوافق الفلسطينية لم تستلم مهامها في قطاع غزة، منذ تشكيلها في حزيران/ يونيو الماضي، بتبريرها تشكيل "حماس" لـ"حكومة ظل" في غزة، وهو ما تنفيه الحركة، التي تتهم بدورها الحكومة بالانصياع لقرارات خصمها السياسي حركة فتح، لأسباب "سياسية".
على صعيد آخر، جدد عضو المكتب السياسي لـ"حماس" رفض حركته لخطة مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط روبرت سيري الخاصة بإعادة إعمار غزة ومراقبة استخدام مواد البناء، بقوله إن "خطة سيري غير مقبولة إطلاقا ويجب فتح جميع معابر قطاع غزة وبشكل فوري؛ لتتم عملية إعادة الإعمار".
كما رفض الزهار اتهام حركته بأنها المسؤولة عن فتح المعابر، قائلا "المسؤول عن فتح المعابر بشكل كامل هي السلطة الفلسطينية".
وأعلن سيري في 16 أيلول/ سبتمبر الماضي أن منظمته توسطت في اتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، يشتمل آلية لمراقبة ضمان عدم استخدام مواد البناء التي سيتم توريدها إلى القطاع لأغراض أخرى بخلاف عملية الإعمار، في وقت ترفض فيه فصائل ومنظمات حقوقية وأهلية خطة سيري، وتقول إنها ستطيل أمد الإعمار لسنوات طويلة.
وكانت قوات الاحتلال بدأت في الرابع عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بالسماح بإدخال مواد بناء إلى قطاع غزة، واستأنفت توريدها على فترات متباعدة خلال الأسابيع الماضية، وذللك بعد تعهد دول عربية ودولية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أمريكي، نصفها تقريبا سيخصص لقطاع غزة للبدء بإعادة الإعمار، حال بدء تدفق الأموال.
عباس يرد
من جانبه، حمّل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الأحد، "حماس" في قطاع غزة، مسؤولية "بطء" إعادة إعمار القطاع، بسبب عدم سيطرة الحكومة الفلسطينية على الأرض والمعابر في القطاع.
جاء ذلك خلال كلمة لعباس في اجتماع للقيادة الفلسطينية ناقشوا فيه بعض القضايا السياسية، أهمها الخطوات الواجب اتباعها دولياً في أعقاب وفاة رئيس هيئة الجدار والاستيطان الوزير زياد أبو عين، الذي تتهم السلطة الفلسطينية الاحتلال بالتسبب في وفاته خلال مسيرة الأربعاء الماضي.
وقال عباس في كلمته إن "حركة حماس ومعها بعض الناس يحاولون تحميل مسؤولية عدم وجود إعادة الإعمار للسلطة الوطنية الفلسطينية، ويعلنون ذلك بصراحة، وكلهم ينسون أن هناك اتفاقا واضحا وصريحا معهم قبل أن يكون معنا، بأن نتواجد على المعابر التي ستستلم المواد برعاية الأمم المتحدة لنوصل هذه المواد لأصحابها المستحقين، ثم بعد يومين أو ثلاثة اعتبرت "حماس" ومن معها هذا الاتفاق مهينا للشعب الفلسطيني، ويحملوننا هذه المسؤولية".
وأضاف الرئيس الفلسطيني "الهم الأكبر الذي لدينا إعادة إعمار غزة، وهناك كشف لدى وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ بكافة المواد التي تمكنّا من إيصالها حتى الآن، وهذا لا يعني أن ذلك بديل لتسلم كل المواد والتبرعات من دول العالم، التي قدرت في مؤتمر إعادة الإعمار بـخمسة مليارات دولار"، متابعا "نحن والمصريون جاهزون فورا إذا التزمت "حماس" بهذا الاتفاق، لكن أتمنى أن تتركوها وحدها تتكلم لا أن ندعم نحن أيضا هذا التوجه الخاطئ وغير الصحيح الذي تتبناه، فنحن اليوم جاهزون وأمس جاهزون وغدا جاهزون".
واعتبر عباس أن السلطة الفلسطينية هي من دعت إلى مؤتمر إعادة الإعمار في القاهرة، الذي كان من المفترض أن يكون في النرويج، قائلا "أصررنا على أن يكون مؤتمر إعادة الإعمار في القاهرة وكان عرسا فلسطينيا".
واتهم عباس حركة حماس بمحاولة الحصول على عوائد من إدخال مواد الإعمار إلى قطاع غزة، بقوله إن "حماس تريد نسبة مئوية مما يتم إدخاله، وإلا لن تسمح بإدخال شيء، وتفرض الضرائب على مئات المواد التي تصلها بما فيها التبرعات، فكيف يمكن ذلك؟".