لقى 119 شخصاً من مسلحي حركة
طالبان؛ حتفهم في عملية عسكرية شنها الجيش
الباكستاني، اليوم الجمعة، ضد الحركة شمال غربي البلاد، في إطار العملية العسكرية التي تستهدف عناصرها، والتي بدأت قبل نحو أربعة أشهر.
وذكر بيان صدر اليوم؛ عن مكتب الناطق باسم
الجيش الباكستاني؛ أن "رئيس الأركان الجنرال رحيل شريف، قد قام اليوم بزيارة الجنود الذين يشنون حملة عسكرية ضد عناصر الحركة، في منطقة خيبر التابعة لمنطقة العشائر، بولاية وزيرستان الشمالية شمال غربي البلاد".
ولفت البيان إلى أن العمليات العسكرية البرية والجوية التي شنها الجيش الباكستاني على مدار اليومين الماضيين، أسفرت عن مقتل 119 مسلحاً، منهم 62 في العمليات البرية، و57 في غارات جوية.
وشدد رئيس الأركان خلال زيارته للجنود؛ على "أنهم عازمون على استئصال شأفة
الإرهاب من البلاد"، مشيداً بالروح العالية للجنود.
يذكر أن القوات المسلحة الباكستانية؛ أطلقت في 15 حزيران/ يونيو الفائت، عملية عسكرية ضد عناصر حركة طالبان المحليين والأجانب، في "وزيرستان الشمالية"، حيث قتلت حتى الآن نحو 1400 مسلح، بينما قُتل نحو 100 جندي.
وفي الشأن الباكستاني أيضاً، أوضح البيان أنه تم إعدام اثنين من "الإرهابيين" اليوم، وذلك بعد أن كان الحكم بحق الشخصين معلقاً منذ فترة ولم يتم تنفيذه، جاء ذلك بعد أن أعلنت باكستان، الأربعاء الماضي، أنها أنهت تعليق عقوبة الإعدام في حالات الإرهاب.
والمتهم الأول الذي نُفذ فيه حكم الإعدام بمحبسه؛ هو "عاقل أحمد" الملقب بـ"دكتور عثمان" الذي كان قد حكم عليه بالإعدام؛ بعد محاكمته لاتهامه في الضلوع في هجوم استهدف رئاسة الأركان الباكستانية، قبل 5 سنوات، بحسب البيان.
وفي السجن نفسه نُفذ حكم إعدام آخر بحق "أرشد مهر باد"؛ الذي اتُّهم بشن هجوم على الرئيس الباكستاني السابق "برويز مشرف" في العام 2003.
وذكر وزير الدفاع الباكستاني"خواجة آصف"؛ أنهم أصدروا قراراً بتشكيل محاكم عسكرية، لمحاكمة "الإرهابيين" من الآن فصاعداً.
تجدر الإشارة إلى أن قرار تعليق عقوبة الإعدام في حالات الإرهاب؛ جاء غداة الهجوم الذي شنته حركة طالبان؛ على مدرسة تابعة للجيش في بيشاور، وهو الأكثر دموية في تاريخ البلاد، إذ بلغ عدد الضحايا 148 شخصاً.
وفي سياق متصل أعربت حركة طالبان باكستان عن رفضها لقرار الحكومة الباكستانية؛ القاضي بتعليق عقوبة الإعدام في حالات الإرهاب، وقال الناطق باسم الحركة "محمد خُراساني"، أنهم سيردون بعنف على هذا التطور.
وأضاف "خُراساني": " إذا تم إعدام دكتور عثمان؛ فإن عائلات رئيس الحكومة، وجنرالات الجيش ستجني نتيجة ذلك "، مشيراً إلى أنهم سيخططون لتنفيذ هجمات مماثلة لهجوم مدرسة "بيشاور". وجدد قوله "أُريد أن أؤكد لكم أنه إذا تم إعدام أنصارنا، فإننا سننتقم من أبنائكم".
واقتحم عدد من مسلحي طالبان صباح الثلاثاء الماضي؛ مدرسة في مدينة بيشاور غربي باكستان، واحتجزوا طلابها كرهائن، وبدأت قوات الأمن إثر ذلك بعملية لتحريرهم، أدت إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين داخل المدرسة التي تقع تحت إدارة الجيش الباكستاني، ويدرس بها أبناء الموظفين من عسكرين ومدنيين، ما أسفر عن وقوع 148 قتيلاً من بينهم 132 طفلاً، وجرح 128 آخرين.
وأعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن ارتكاب هذا الهجوم، الذي شهد إدانات عالمية واسعة.